محمد بن زايد: داعم للقضية أم شريك في إبادة غزة؟
وطن في الوقت الذي شهدت فيه غزة حرب إبادة مدمّرة استمرت 15 شهرًا، لم يكن الدعم الإماراتي للفلسطينيين سوى واجهة استعراضية تخفي وراءها دورًا بارزًا لمحمد بن زايد في دعم الاحتلال الإسرائيلي بطرق سرية وغير معلنة. تصاعدت التساؤلات حول موقف الإمارات الحقيقي من القضية الفلسطينية، خاصة مع الكشف عن أرقام صادمة تشير إلى حجم التعاون بين أبوظبي وتل أبيب خلال الحرب.
في عام 2023، بلغت الرحلات الجوية بين الإمارات وإسرائيل حوالي 4892 رحلة، مع تسجيل أبوظبي وحدها انطلاق 2456 رحلة باتجاه تل أبيب، ما جعلها محطة إسناد جوي للاحتلال، في وقت أوقفت فيه دول عدة خطوطها الجوية مع إسرائيل تضامنًا مع غزة. ولم تقتصر العلاقة على الرحلات الجوية، بل شملت أيضًا خطوط إمداد تجارية، حيث خصصت الإمارات 10 رحلات دائمة لنقل البضائع إلى الاحتلال.
كما أظهرت البيانات أن الرحلات التجارية بين دبي وتل أبيب بلغت 233 رحلة بنهاية عام 2024، مما جعل الإمارات لاعبًا رئيسيًا في دعم اقتصاد إسرائيل عبر النقل الجوي والبحري. بل وأكثر من ذلك، أصبحت الإمارات محطة وسيطة لنقل البضائع بين آسيا وإسرائيل، ما منحها جزءًا كبيرًا من كعكة الشحن الدولي لصالح الكيان المحتل.
على الصعيد السياسي، لم يتراجع محمد بن زايد عن التطبيع أو تسخير جهوده لإسناد الاحتلال، حتى مع استمرار مشاهد القصف والدمار في غزة. استضاف رئيس الكيان المحتل بعد شهر من اندلاع الحرب، وسخّر أبواقه الإعلامية لتبرير جرائم الاحتلال وشيطنة المقاومة الفلسطينية.
تقارير دولية تحدثت عن إرسال الإمارات قوات خاصة لدعم جيش الاحتلال في القطاع، وهو ما أثار استياء شعبيًا واسعًا، خاصة بين الإماراتيين الذين قوبل تضامنهم مع غزة بالقمع والملاحقة. وفي الوقت الذي نبذت فيه دول العالم إسرائيل، حول محمد بن زايد الإمارات إلى ملاذ للإسرائيليين وداعم رئيسي لخزينة الاحتلال بتريليونات البترودولارات.
يبقى السؤال الذي يثير جدلًا واسعًا: هل كان محمد بن زايد داعمًا لغزة أم شريكًا في إبادتها؟ ومع ظهور الحقائق حول هذه العلاقة المشبوهة، تزداد الدعوات لمحاسبة الإمارات على دورها الذي وُصف بالخيانة العظمى للقضية الفلسطينية.
“حليفنا وصديقنا المقرب”.. غزل إسرائيلي في محمد بن زايد