اخر الاخبار

محمد عبد الواحد: أمننا القومي يبدأ من دمشق.. وما يحدث بدول الجوار له تداعيات علينا

الخميس 26 ديسمبر 2024 | 11:45 مساءً


اللواء محمد عبد الواحد الخبير في شئون الأمن القومي

اللواء محمد عبد الواحد الخبير في شؤون الأمن القومي لـ”بلدنا اليوم”:

مصر تمتلك أوراقًا عديدة تمكنها من لعب دور محوري في الأزمة السورية

الوضع الحالي يؤكد أن الأمة العربية تتفتت بسبب أجندات خارجية.. والدولة السورية الحالية ضعيفة وهشة

شكّل سقوط نظام الرئيس بشار الأسد منعطفاً محورياً في المشهد الإقليمي والدولي، خاصة مع استمرار الصراعات في سوريا لعقدٍ من الزمن؛ وبينما تواجه سوريا مرحلة جديدة من التغيير السياسي والاجتماعي، تبرز تساؤلات حول حدود الدعم المصري الذي يمكن أن يسهم في إعادة بناء سوريا بعد انهيار النظام الحاكم؟ والأولويات التي يجب أن تُدرج لضمان استقرار سوريا وإعادة إعمارها؟ أسئلة محورية نناقشها مع اللواء محمد عبد الواحد الخبير في شئون الأمن القومي وذلك عبر سطور هذا الحوار.

بداية ما أهمية موقع سوريا الاستراتيجي بالنسبة لمصر ؟

بالطبع سوريا ومنطقة الشام منذ قدم التاريخ ولها أهمية كبرى لمصر، فالأمن القومي المصري يبدأ من دمشق، وكل الأعداء على مر التاريخ من ثلاثة آلاف عام يأتون من سوريا لذلك مصر حريصة على أمن واستقرار سوريا وجيرانها الإقليميين، لأن أي تأثير بالدول المجاورة يكون له تداعيات على مصر.

ما حدود الدور المصري لوقف ما يحدث في سوريا؟

مصر خلال الفترة الحالية والمقبلة تُسخر كل الإمكانيات الخاصة بها من أجل خدمة الشعب السوري، وتقديم كل ما يحتاجه من خلال مساعدات واستشارات واستضافة مؤتمرات، ودعم الحكومة المركزية في جميع المحافل الإقليمية والدولية.

ما الذي يؤرق دمشق برأيك؟

الوضع في سوريا غاية في الصعوبة في ظل وجود تشابكات إقليمية ودولية، فضلا عن تعقيدات داخلية تتعلق بأزمات كثير منها ما هو عرقي وما هو مذهبي وما هو اقتصادي وسياسي، وغيرها من المشكلات الداخلية.

كيف ترى التفاعل الخارجي بشأن ما يحدث في سوريا؟

نجد أن تفاعل الخارج مع الداخل السوري ينتج عنه مد فترة الأزمة، والدولة السورية حاليًا يواجهها الكثير من التحديات الكبيرة، أهمها مدى شرعية المعارضة أو الإدارة الجديدة دوليًا ومدى تقبل الغرب ودول المنطقة لها، فالجميع الآن يريد أن يعلم ما مدى ولاء من يحكم سوريا خلال هذه الفترة.. هل الولاء سيكون بالكامل للدولة الوطنية السورية، أو الولاء سيكون للداعمين الإقليميين والدوليين أم الولاء للأيديولوجية؟.

ما التحديات التي تواجه سوريا الآن وفق رؤيتكم؟

الضربات الإسرائيلية الأخيرة من أكثر الأشياء خطرًا على سوريا، وتشكل مشكلة أكبر من الأطماع الإقليمية في سوريا، فالضربات الإسرائيلية الهدف منها تَطْويق دمشق حتى لا تستطيع حماية نفسها، وإسرائيل قامت بضرب الكثير من المناطق في سوريا أهمها المطارات ومخازن التسليح، ووحدات بحرية بالكامل، وبهذا الأمر قضت على كل القدرات العسكرية السورية، وهذا ليس في صالح الدولة، لأن اي دولة يجب أن يكون لديها قوات تستطيع من خلالها حماية نفسها.

ما مستقبل سوريا برأيكم بعد مغادرة بشار الأسد؟

للأسف الدولة السورية الحالية ضعيفة وهشة بعد رحيل بشار الأسد، وهناك تدخلات خارجية تواجه استقراها، كما أن هناك تشابكا في مصالح اللاعبين الفاعلين في دمشق، وخريطة المصالح تتشكل وفقا للمعطيات على الأرض، فنحن الآن نلاحظ تراجع النفوذ الروسي والنفوذ الإيراني بشدة وبقوة، وجغرافياً سوريا يسيطر عليها مجموعة عرقية متنوعة، فمنطقة الساحل يسيطر عليها العلويون، والمنطقة الوسطى بالكامل والحدود التركية تسيطر عليها المعارضة السورية، أو الحكومة الإدارية القادمة، ولكن بنفوذ تركي شديد، فالمشهد في سوريا معقد للغاية ولا أحد يعلم نية الحكومة خلال الفترة المقبلة، وهناك مشكلات قد ينتج عنها صراعات بين القوى الإدارية المعارضة التابعة لتركيا، وبين وقوات سوريا الديمقراطية “قسد”.

ما تأثير ما يحدث في سوريا على البيت العربي؟

ما يحدث في سوريا يعد تفتيتا للوحدة العربية، والوضع الحالي يؤكد أن الأمة العربية تتفتت بسبب أجندات خارجية، وهذا أمر مؤلم للغاية، وما حدث في فلسطين ولبنان وسوريا ينتج عنه تدمير للخريطة العربية ويضعف النسيج العربي، ويؤثر على الأمن القومي العربي، فسكان المنطقة العربية بالكامل بعد ما حدث في سوريا مصابون بحالة من الإحباط ويشعرون بأن هناك قوة خارجية تسعى لتدمير المنطقة بالكامل، وهذا الأمر كان واضحًا من قبل ثورات الربيع العربي، وبعض الدول كتركيا وإيران وإسرائيل وإثيوبيا كان لهم مخطط في المنطقة العربية، وهناك تخوفات من انتشار الإسلام السياسي مرة أخرى، كما أن هناك بعض الدول وقفت أمام تيار الإسلام السياسي، مثل مصر، ولكن هناك رغبة أمريكا لخلق متنفس لهؤلاء الأشخاص مرة أخرى، وما يبرر ذلك مطالبات واشنطن بالإفراج عن الجماعات الإسلامية في بعض الدول. 

المصدر: بلدنا اليوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *