اخر الاخبار

مخاطرة أمير الكويت غير محسوبة.. هل تتحول لدولة “رتويت” كما البحرين وتسقط بوحل التطبيع؟! وطن

وطن حذر سياسيون ونشطاء من خطوة الأمير مشعل الأحمد الأخيرة التي وصفوها بالخطيرة التي تهدد أمن الكويت واستقلالية قراره، عقب إعلانه بشكل مفاجئ حل مجلس الأمة وتعليق بعض مواد الدستور لمدة لا تزيد عن 4 سنوات.

وبرر أمير الكويت قراره الذي أحدث زلزالا في الداخل والخارج، بأنه يسعى عبره لحفظ أمن البلاد وأنه لن يسمح باستخدام الديمقراطية في تدمير الدولة، حسب وصفه.

وهو القرار الذي قوبل بانتقادات حادة ومعارضة كبيرة ـ كان صوتها خافت في الداخل ـ بسبب حملة القمع التي تبعت هذه القرارات، واعتقال بعض الشخصيات العامة مثل وليد الطبطبائي عضو مجلس الأمة السابق، وتهديد آخرين والتلويح بالبطش والعقاب الشديد عبر وسائل إعلام الدولة لكل من يعارض هذا القرار.

والغريب أن اعتقال “الطبطبائي” جاء بعد تغريدة له ألمح فيها لتدخل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والرئيس الإماراتي محمد بن زايد في الأحداث التي تجري في الكويت.

هذه آخر تغريدة للنائب السابق وليد الطبطبائي قبل اعتقاله، التغريدة فيها إشارة واضحة إلى تدخل ابن سلمان وابن زايد فيما يحدث في #الكويت. pic.twitter.com/KEzcSmUxR6

— تركي الشلهوب (@TurkiShalhoub) May 11, 2024

وكان وليد الطبطبائي قال في تغريدته التي اعتقل بسببها ملمحا للرياض وأبوظبي:”غير مقبول تدخل بعض الدول في الشأن الداخلي الكويتي والذي سيتم حله بطريقة التفاهم وروح الأسرة الواحدة.”

تحذيرات من تحول الكويت لدولة تابعة للإمارات والسعودية

وهو ما يدعم ما ذهب إليه الكثير من المحللين بشأن وجود دور إماراتي ـ سعودي، خلف الكواليس بشأن الزلزال الذي ضرب الكويت بقرارات الأمير مشعل الأخيرة. ويثير هذا قلقا بشأن احتمال التدخلات الخارجية في الكويت وتأثر قرار الدولة بهكذا تدخلات وفقدها لاستقلالها.

وهي المخاوف التي عبر عنها صراحة الكاتب الفلسطيني نظام المهداوي رئيس تحرير صحيفة (وطن)، الذي لطالما أشاد باستقلال القرار الكويتي، الذي ظل يميز الدولة الخليجية وسط جيرانها لعقود.

وفي تغريدة له عبر حسابه الرسمي بإكس، تناول “المهداوي” المتغيرات الأخيرة في الكويت، مؤكدا أن “الخشية على الدولة الخليجية ليس بسبب تعطيل مجلس الأمة ولا تراجع الديمقراطية في هذا البلد الخليجي الذي تميز عن باقي دول الخليج بوجود مجلس تشريعي منتخب.”

وشدد على أن الخوف كله هو من أن تتحول الكويت وتصبح مثل “البحرين دولة ريتويت للسياسة الخارجية السعودية أو الإماراتية، أيهما أكثر نفوذاً” حسب وصفه.

الخشية على #الكويت ليس بسبب تعطيل مجلس الأمة ولا تراجع الديمقراطية في هذا البلد الخليجي الذي تميز عن باقي دول الخليج بوجود مجلس تشريعي منتخب.

الخوف كله أن تتحول الكويت وتصبح مثل #البحرين .. دولة ريتويت للسياسة الخارجية السعودية أو الإماراتية، أيهما أكثر نفوذاً.

والخوف بعد ذلك… pic.twitter.com/s5mtu14Rya

— Nezam Mahdawi نظام المهداوي (@NezamMahdawi) May 17, 2024

“السقوط بوحل التطبيع وأزمة ولي عهد الكويت”

وتابع نظام المهداوي أن الخوف بعد ذلك أن تطبع الكويت مع إسرائيل على غرار الإمارات والبحرين ودول عربية أخرى.

خاصة وأن حليف إسرائيل “ومن بارك خطوات الأمير مشعل سريعاً هو محمد بن زايد عراب ووكيل الصهاينة في الوطن العربي”، يقول المهداوي.

وأكمل موضحا:”يحسب للحكام السابقين للكويت حرصهم على استقلال الكويت من التأثير السعودي والإماراتي ووقوفها على حياد واتباع سياسة ودية مع باقي جيرانها الخليجيين.”

واستطرد الكاتب الفلسطيني محذرا من المخاطرة الكبيرة والغير محسوبة لأمير الكويت كما وصفها البعض:”غير أن قضية تعيين ولي للعهد في الكويت من الجيل الجديد من آل صباح تتشابه مع ظرف السعودية في نقل الحكم للجيل الثالث، مما يتطلب حزماً وقمعاً لتبرير التعيين الذي قد يلقى معارضة من مجلس الأمة الذي تم حله.”

“فقد الاستقلال وضرب النسيج الاجتماعي”

واختتم “المهداوي” تحذيراته بالإشارة إلى أن هذا الثمن الذي اختار الأمير مشعل الأحمد دفعه عبر تعطيل مجلس الأمة وبعض مواد الدستور قد يفقد إمارته استقلالها وقد يضرب النسيج الاجتماعي.

وذلك عبر نية أمير الكويت التي أعلن عنها “بسحب الجنسيات الكويتية ممن يعارضه والأهم أنه سيحول الإمارة إلى دولة بوليسية قمعية مهيأة فقط للتطبيع والدخول في حظيرة الصهاينة بمباركة الإمارات والسعودية.”

الخطوات التالية المرجحة بالكويت.. “خفض الدعم وتحرك شعبي واعتقالات”

عبدالله النفيسي فطن لما خلف الكواليس مبكرا

وكان الأكاديمي والمفكر الكويتي البارز الدكتور عبدالله النفيسي، من أوائل من حذروا من خطورة هذه القرارات التي اتخذها الأمير مشعل وكارثة حل مجلس الأمة.

هل الإجراءات الأخيرة في الكويت خطوة تحضيرية لركوب قطار التطبيع مع إسرائيل أسوة بدول الخليج الأخرى ؟

— د. عبدالله النفيسي (@DrAlnefisi) May 15, 2024

وفي دليل على أن النفيسي قد فطن مبكرا لما يدور خلف الكواليس، فهو تحذيره أولا من أن تكون هذه القرارات مقدنة “لركوب الكويت قطار التطبيع”.

الكويت.. عبدالله النفيسي يحذر من أمر خطير قد يؤدي لسقوط الدولة (فيديو)

وتساءل يوم 15 مايو الجاري صراحة في تغريد له لاقت انتشارا كبيرا وتفاعلا:”هل الإجراءات الأخيرة في الكويت خطوة تحضيرية لركوب قطار التطبيع مع إسرائيل أسوة بدول الخليج الأخرى؟”.

وفي اليوم التالي 16 مايو “نكش” ذات الموضوع، بتغريدة أخرة شدد فيها على أن “الدستور ومجلس الأمة يشكلان سداً منيعاً أمام التطبيع مع إسرائيل”.

( الدستور) و (مجلس الأمة ) يشكلان سداً منيعاً أمام التطبيع مع إسرائيل . فكر فيها جيداً .

— د. عبدالله النفيسي (@DrAlnefisi) May 16, 2024

واختتم تغريدته بعبارة ذات دلالة تحمل الكثير من الرسائل لمن يتمعن فيها قائلا:”فكر فيها جيداً”.

ويشار إلى أنه في اليوم التالي عقب اتخاذ أمير الكويت قراراته، أصدرت النيابة العامة بالدولة، أمرا بحبس مواطن احتياطيا وحجز وضبط وإحضار آخرين لاتهامهم بنشر عبارات تضمنت طعنا في ما سمتها “حقوق وسلطات أمير البلاد”.

#النيابة_العامة #دولة_الكويت pic.twitter.com/v2zsFcBHdg

— النيابة العامة بدولة الكويت (@PPGOVKW) May 11, 2024

وقالت النيابة العامة، في بيان رصدته (وطن)، إن الموقوفين نشروا عبر حساباتهم بموقع التواصل الاجتماعي “أكس” عبارات تضمنت طعنا في حقوق وسلطات أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح.

وهو ما اعتبره الكثير من النشطاء تحذير من الأمير بالبطش بأي شخص ينتقد قراراته أو يتعرض لها حتى على منصات التواصل.

هل كتب الأمير مشعل نهاية تجربة الكويت الديمقراطية؟

ولعقود طويلة، ظلت الكويت واحدة من الدول الديمقراطية القليلة في المنطقة ما دفع العديد من المراقبين إلى وصفها بكونها “واحة للديمقراطية” أو “الليبرالية الوحيدة” في منطقة الخليج ذات النظم القمعية بمعظم دولها.

حيث أن الكويت تحكمها عائلة ملكية وأمير منوط به تعيين رئيس الوزراء، إلا أنها (كانت) تمتلك برلمانا منتخبا يمثل مصالح متنوعة مع إجراء انتخابات تشريعية ذات نسب تصويت مرتفعة.

وذلك فضلا عن وجود معارضة سياسية قوية داخل الكويت قد تنتقد الحكومة، وفي بعض الأحيان بشكل ضمني النظام الأميري والأسرة الحاكمة.

ما يجعل هذه القرارات الصادمة للأمير مشعل المشغول بقضية ولي عهده، قد تكتب نهاية لهذه التجربة الديمقراطية الفريدة في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *