أعلن القائد العسكري الجديد لدولة مدغشقر، الثلاثاء، أن الفترة الانتقالية في البلاد ستستمر لمدة عامين تليها انتخابات جديدة، وذلك بعدما دعته المحكمة الدستورية إلى إجراء انتخابات خلال 60 يوماً.
وقال الكولونيل مايكل راندريانيرينا، قائد وحدة النخبة في الجيش الذي أعلن في وقت سابق الثلاثاء، أن الجيش تولى السلطة، لصحافيين، “ستستمر فترة التجديد عامين كحد أقصى. وخلال هذه الفترة، سيُجرى استفتاء لوضع دستور جديد، يتبعه انتخابات لإنشاء المؤسسات الجديدة تدريجياً”.
ودعت المحكمة الدستورية في مدغشقر راندريانيرينا إلى تولي منصب رئيس البلاد المؤقت، وتنظيم انتخابات جديدة خلال 60 يوماً، وذلك بعد مغادرة الرئيس أندري راجولينا، الذي واجه موجة احتجاجات واسعة قادها هذا جيل “زد” Z.
وذكرت المحكمة على موقعها الإلكتروني أنها اتخذت هذا القرار نظراً لعدم قدرة الرئيس أندري راجولينا على أداء مهامه، بعد مغادرته البلاد في أعقاب انشقاقات واسعة في صفوف الجيش دعماً للمحتجين.
وكان القادة العسكريون في مدغشقر قد أعلنوا، في وقت سابق الثلاثاء، تعليق عمل مجلس الشيوخ والمحكمة الدستورية العليا والهيئة الانتخابية ومؤسسات حكومية أخرى، بعد إعلانهم الاستيلاء على السلطة في الدولة الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي.
وقال العقيد راندريانيرينا، عبر الإذاعة الوطنية: “لقد تولينا السلطة”، مضيفاً أن الجيش سيحل جميع المؤسسات باستثناء مجلس النواب الذي صوَّت على عزل راجولينا قبل لحظات من إعلانه.
فرار الرئيس
من جانبه، قال رئيس مدغشقر، أندري راجولينا، إنه غادر البلاد خوفاً على حياته بعد تمرد عسكري، لكنه لم يعلن استقالته في خطاب بُث مساء الاثنين عبر وسائل التواصل الاجتماعي من مكان لم يُكشف عنه، حسبما أفادت وكالة “أسوشيتد برس”، الثلاثاء.
وواجه راجولينا منذ أسابيع احتجاجات مناهضة للحكومة يقودها “جيل زد”، بلغت ذروتها السبت الماضي حين انضمّت وحدة عسكرية نخبوية إلى المتظاهرين ودعت الرئيس وعدداً من الوزراء إلى التنحي، ما دفع راجولينا إلى التحذير من “محاولة غير قانونية للاستيلاء على السلطة”، قبل أن يغادر البلاد.
وأضاف راجولينا في خطابه الذي ألقاه خلال وقت متأخر من الليل: “لقد اضطررت إلى البحث عن مكان آمن لحماية حياتي”. وكان من المقرر بث الخطاب على التلفزيون الرسمي في مدغشقر، لكنه تأخر لساعات بعد محاولة جنود السيطرة على مباني هيئة الإذاعة الرسمية، وفق ما ذكره مكتب الرئيس.
وفي نهاية المطاف، جرى بث الخطاب على الصفحة الرسمية للرئاسة على منصة “فيسبوك” فقط، دون أن يُعرض على التلفزيون الوطني.
ويمثل هذا الخطاب أول تعليق علني لراجولينا منذ أن انقلبت وحدة “كابسـات” (CAPSAT) العسكرية على حكومته فيما بدا أنه محاولة انقلاب، وانضمت إلى آلاف المتظاهرين الذين احتشدوا في ساحة رئيسية بالعاصمة أنتاناناريفو خلال نهاية الأسبوع.
ودعا راجولينا إلى “إجراء حوار لإيجاد مخرج من هذا الوضع”، مشدداً على ضرورة احترام الدستور. ولم يوضح كيف غادر مدغشقر أو إلى أين توجه، غير أن تقريراً أفاد بأنه نُقل إلى خارج البلاد على متن طائرة عسكرية فرنسية.
ومدغشقر مستعمرة فرنسية سابقة، وتقول تقارير إن راجولينا يحمل الجنسية الفرنسية، وهو ما يثير استياء بين بعض سكان البلاد منذ سنوات.
واندلعت الاحتجاجات المناهضة للحكومة في 25 سبتمبر الماضي، بسبب انقطاع المياه والكهرباء بشكل متكرر، لكنها سرعان ما تحولت إلى حركة أوسع ضد الرئيس وحكومته.
وتُعد هذه الاضطرابات الأوسع التي تشهدها البلاد، البالغ عدد سكانها 31 مليون نسمة، منذ تولي راجولينا السلطة لأول مرة عام 2009 على رأس حكومة انتقالية عقب انقلاب عسكري.
وكانت الوحدة العسكرية النخبوية نفسها “كابسـات”، التي تتمرد ضده حالياً، قد لعبت دوراً محورياً في وصول راجولينا إلى الحكم عام 2009.