قال أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأربعاء، إن العمل جار على المكون العسكري للضمانات الأمنية في إطار تسوية للحرب مع روسيا، فيما طالب نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس الدول الأوروبية بتحمل “الجزء الأكبر من العبء”.
وفي تغريدة على منصّة “إكس” كتب يرماك باللغة الإنجليزية بعد اجتماع لمستشاري الأمن القومي من دول غربية وحلف شمال الأطلسي: “بدأت فرقنا، والجيش قبل الجميع، العمل الفعال على المكون العسكري للضمانات الأمنية.. نسير معاً بخطى ثابتة وفق الأولويات التي حددها قادتنا، ويجب أن يكون كل شيء ملموساً وفعالاً للغاية لمنع تكرار العدوان”.
وذكر يرماك أن أوكرانيا تعمل أيضاً على وضع خطة مع حلفائها بشأن كيفية المضي قدماً “في حال استمر الجانب الروسي في إطالة أمد الحرب، وتعطيل الاتفاقات بشأن الصيغ الثنائية والثلاثية لاجتماعات القادة”.
وكان مسؤول غربي قال، في وقت سابق، إن مجموعة صغيرة من القادة العسكريين تواصل المناقشات في واشنطن لوضع خيارات لضمانات أمنية لأوكرانيا بعد اختتام اجتماع أشمل عبر الإنترنت.
وأكد مدير مكتب الرئيس الأوكراني أن كييف “مستعدة لأي شكل من أشكال الحوار من أجل إنهاء عادل للحرب”، معتبراً أنه على الروس “إما اتخاذ الخطوات اللازمة أو مواجهة ضغوط عالمية إضافية مؤلمة حقاً”، وفق تعبيره.
توقعات أميركية بدور أوروبي
من جانبه، قال نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، الأربعاء: “على الدول الأوروبية أن تتحمل ‘الجزء الأكبر’ من عبء الضمانات الأمنية لأوكرانيا.
وأضاف فانس في برنامج على شبكة “فوكس نيوز”: “أعتقد أننا يجب ألا نتحمل العبء هنا.. أعتقد أننا يجب أن نساعد إذا كان ذلك ضرورياً لوقف الحرب وإراقة الدماء، ولكنني أعتقد أننا يتعين أن نتوقع، والرئيس بالتأكيد يتوقع، أن تضطلع أوروبا بالدور القيادي”.
وتابع: “بغض النظر عن الشكل الذي سيتخذه هذا الأمر، سيتعين على الأوروبيين تحمل الجزء الأكبر من العبء”.
صياغة “ضمانات أمنية”
ويسعى قادة الاتحاد الأوروبي إلى استثمار دعم الرئيس الأميركي دونالد ترمب لخطة تتضمن إرسال قوات أوروبية ضمن اتفاق سلام محتمل، في صياغة هيكل لحزمة من الضمانات الأمنية لأوكرانيا هذا الأسبوع، يضعها في موقف أقوى قبيل لقاء محتمل بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وأسفرت اجتماعات البيت الأبيض، الاثنين، عن التزام أميركي أوضح بالضمانات الأمنية لأوكرانيا، رغم رفض الرئيس الأميركي، تقديم ضمانات في إطار حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أو نشر قوات أميركية على الأرض.
وفي وقت سابق الثلاثاء، اجتمع مسؤولون أوروبيون لبحث خطة تقضي بإرسال قوات بريطانية وفرنسية إلى أوكرانيا ضمن اتفاق سلام، بما يشمل حجم وانتشار القوات العسكرية، وفقاً لمصادر مطلعة على الأمر.
ونقلت وكالة “بلومبرغ” عن مصادر طلبت عدم كشف هويتها، إن نحو 10 دول ستكون مستعدة لإرسال قوات إلى الدولة المنهكة بالحرب، ولكن الشكل الذي سيكون عليه أي دعم أميركي لم يتضح بعد.
ورفض الكرملين، الذي يطالب كييف بالتنازل عن مساحات شاسعة من شرق أوكرانيا، فكرة وجود قوات تابعة لحلف “الناتو” على الأراضي الأوكرانية.
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن موسكو مستعدة لمناقشة الجوانب السياسية للتسوية مع أوكرانيا، مشدداً على أن الضمانات الأمنية يجب أن تقدم على أساس متساو بمشاركة روسيا، ودول مثل الصين وأميركا وبريطانيا وفرنسا، وذلك، فيما تبحث الولايات المتحدة وأوروبا تقديم ضمانات أمنية لكييف.
وقال لافروف إن الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، يدرك أن مناقشة ضمان الأمن لأوكرانيا، بشكل جدي من دون روسيا “هو طريق إلى لا شيء”.
وأضاف أن موسكو “لا تستطيع الموافقة على حل قضايا الأمن الجماعي بدونها، لكنها توافق على أن تقدم روسيا نفسها ضمانات أمنية لأوكرانيا”.