مزعجة ومحرجة.. كيف يخفف الصائمون رائحة الفم في رمضان

د. أكرم خولاني
يشكو معظم الصائمين من رائحة الفم الكريهة في رمضان، وخصوصًا في ساعات النهار الأخيرة. وفي الصحيحين عن أبي هريرة أن النبي قال: “لَخُلُوفُ فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك”. والخلوف هو تغير رائحة فم الصائم.
ويقول جمهور علماء المسلمين، إن وصف الخلوف بالطيب جاء لنهي الناس عن التقزز من الحديث مع الصائم بسبب رائحة فمه، وليس نهيًا للصائم عن التخلص من هذه الرائحة، إذ يمكن أن تكون مزعجة ومحرجة للغاية، وقد تتسبب في نفور الآخرين.
لماذا تنبعث رائحة الفم الكريهة خلال الصيام؟
تحدث رائحة الفم الكريهة في رمضان نتيجة للعديد من الأسباب، أهمها جفاف الفم وعدم الاهتمام بنظافة الفم والأسنان. إذ يؤدي الامتناع عن الأكل أو الشرب في أثناء الصيام إلى تكوّن طبقة بيضاء على اللسان، وهي عبارة عن طبقة من اللعاب الهلامي الثقيل، حيث يمكن للجراثيم اللاهوائية أن تعيش وتتكاثر تحت هذه الطبقة، مفرزة مادة الكبريت ذات الرائحة الكريهة.
ليس هذا فحسب، فالعطش من العوامل التي تؤدي إلى تفاقم مشكلة رائحة الفم الكريهة في أثناء الصيام، إذ يؤدي الامتناع عن الشرب إلى نقص سوائل الجسم، مما يقلل من إفراز اللعاب في الفم، وبالتالي يؤدي إلى فقدان فوائده، إذ إن توفر كميات كافية من اللعاب يساعد في الحد من نمو وتكاثر الجراثيم، ويعمل على إذابة المخلفات الكبريتية، مما يقلل أو يخفي الرائحة الكريهة.
وتشمل أسباب رائحة الفم الكريهة في رمضان أيضًا عدم الاهتمام بنظافة الفم والأسنان في شهر رمضان، إذ إن التوقف عن تنظيف الأسنان بالفرشاة وخيط الأسنان بانتظام يمكن أن يؤدي إلى تراكم الجراثيم في مناطق مختلفة من الفم، أهمها ما بين الأسنان وتحت اللسان، مما يؤدي إلى انبعاث الرائحة الكريهة.
وهذا الأمر ينطبق أيضًا على عدم تنظيف أطقم الأسنان بشكل جيد، فهي تمامًا مثل الأسنان الحقيقية، ومن الممكن أن تلتصق الجراثيم بها وتتسبب في رائحة الفم الكريهة إذا لم يتم تنظيفها جيدًا. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي إهمال نظافة الفم والأسنان في رمضان إلى زيادة خطر الإصابة بالتهاب اللثة، الذي تُعد رائحة الفم الكريهة أحد الأعراض الشائعة المرتبطة به.
كيف يمكن التقليل من رائحة الفم خلال الصيام؟
هناك بعض التوصيات للتخلص من رائحة الفم الكريهة في أثناء الصيام، وأهمها:
- المضمضة بالماء جيدًا لضمان وصوله إلى جميع أجزاء الفم، مما يساعد في إزالة بقايا الطعام.
- تفريش الأسنان بمعجون يحتوي على الفلورايد مرتين يوميًا، مرة قبل بدء الصيام ومرة أخرى في المساء قبل النوم.
- استخدام خيط الأسنان لتنظيف الفراغات بين الأسنان وإزالة بقايا الطعام
- استخدام غسول فم خالٍ من الكحول، للقضاء على الجراثيم المسببة لرائحة الفم الكريهة دون التسبب في جفاف الفم
- إزالة الطبقة البيضاء المتكونة على اللسان باستخدام فرشاة الأسنان أو فرشاة خاصة للسان
- المضمضة بملعقة أو ملعقتين من زيت جوز الهند لمدة 10-15 دقيقة، وذلك قبل النوم أو بعد تناول وجبة السحور، على أن يتم ذلك قبل تنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون.
- اختيار الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الماء، مثل البطيخ والخيار والتفاح، حيث تساعد هذه الأطعمة في الاحتفاظ بالماء في الجسم بكميات أكبر.
- تناول الفواكه الغنية بفيتامين “C”، مثل التوت والجوافة والحمضيات، إذ تساعد في تقليل فرصة الإصابة بأمراض اللثة، التي قد تكون سببًا لرائحة الفم الكريهة في أثناء الصيام.
- تجنب الأطعمة والمشروبات السكرية، خاصة على وجبة الإفطار.
- تناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك، مثل اللبن.
- تجنب الإفراط في تناول الكافيين والملح، حيث يمكن أن يزيد ذلك من خطر الإصابة بالجفاف.
- مضغ العلكة الخالية من السكر بعد تناول وجبة الإفطار للمساعدة في تحفيز إنتاج اللعاب.
- شرب كميات وفيرة من الماء، بمعدل 8-10 أكواب بعد الإفطار وحتى وقت السحور.
- استخدام المسواك خلال ساعات الصيام للحفاظ على نظافة الأسنان وانتعاش رائحة الفم، إذ يتميز السواك بفوائد عديدة، منها:
- قتل الجراثيم المسببة لأمراض اللثة.
- منع تشكل طبقة البلاك التي تسبب تسوس الأسنان.
- تنظيف الفراغات بين الأسنان.
- تحفيز إفراز اللعاب، مما يساعد في منع جفاف الفم.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية
أرسل/أرسلي تصحيحًا
مرتبط
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي