مستشار الأمن القومي السويدي يستقيل بعد ساعات من توليه المنصب

فقدت السويد، الجمعة، ثاني مستشار لها للأمن القومي هذا العام في ظروف مُحرجة، بعد استقالة آخر مرشح بعد ساعات من توليه المنصب، وذلك بسبب صور حساسة له على تطبيق للمواعدة، حسبما أفادت صحيفة “فاينانشيال تايمز”.
وأصبح توبياس ثيبرج، ثاني مستشار للأمن القومي في البلاد، الخميس، لكنه استقال مساء اليوم نفسه، بعد أن طرحت صحيفة “داجنز نيهيتر” المحلية أسئلة حول “صورة حساسة” أقرّ بأنها من حساب قديم له على تطبيق المواعدة Grindr.
وقال ثيبرج للصحيفة، الجمعة، بشأن صورة Grindr: “كان ينبغي عليّ إبلاغ الحكومة بهذا الأمر، لكنني لم أفعل”، إذ يقول خبراء إن مثل هذه الصور “ربما تكون قد عرضته للابتزاز”.
بدوره، قال يوهان ستيوارت، سكرتير رئيس الوزراء، لوسائل الإعلام السويدية، إن صورة ثيبرج “غير معروفة للحكومة، وأنها خطيرة من دون شك”. وأضاف أن “عملية توظيف جديدة ستبدأ”.
استقالات سابقة
وجاء رحيل ثيبرج بعد أشهر من إجبار سلفه، هنريك لاندرهولم، على التنحي، بعد تركه وثائق سرية في خزنة فندق غير مقفلة، وهي حادثة اتُهم فيها بـ”الإهمال في التعامل مع معلومات سرية”، كما أفادت وسائل إعلام سويدية، بأنه ترك هاتفاً محمولاً في السفارة المجرية ودفتر ملاحظات في محطة إذاعية، في وقت نفى فيه لاندرهولم ارتكاب أي مخالفات.
وتُشكّل الاستقالة الأخيرة، إحراجاً إضافياً للسويد ورئيس وزرائها، أولف كريسترسون، الذي أنشأ منصب مستشار الأمن القومي لتعزيز مكانة البلاد الاستراتيجية بعد سنوات من نقص الإنفاق على الجيش.
وتثير الاستقالات تساؤلات حول حكمة رئيس الوزراء، إذ كان لاندرهولم صديق طفولة مقرباً له، في حين كان من المقرر أن يرافق ثيبرج، السفير السويدي السابق لدى أوكرانيا، كريسترسون إلى أوسلو، الخميس، لحضور اجتماع قوة الاستطلاع المشتركة، وهي مجموعة تقودها بريطانيا من دول شمال أوروبا.
وقال كريسترسون، إن هناك “عطلاً في النظام” أدى إلى عدم الكشف عن هذه الصور القديمة سابقاً، فيما قال رئيس الوزراء السويدي، الجمعة: “الأمر خطير للغاية”.
وحاول كريسترسون تعزيز تركيز السويد على الأمن، فأعلن في مارس، زيادة كبيرة في الإنفاق الدفاعي من 2.4% من الناتج المحلي الإجمالي حالياً، إلى 3.5% بحلول عام 2030.
وأفادت مصادر دبلوماسية في دول الشمال الأوروبي ودول البلطيق أن الرئيس الفنلندي، ألكسندر ستاب، ورئيس الوزراء النرويجي، يوناس جار ستوره، قادا جهود السلام في أوكرانيا والعلاقات مع الولايات المتحدة، وليس السويد.
وقارن مسؤولون من دول حلف شمال الأطلسي “الناتو”، بين الاحترافية الثابتة لفنلندا، ونهج السويد الأكثر فوضوية، عندما تقدمت الدولتان بطلب عضوية حلف الناتو بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022، إذ انضمت فنلندا إلى الحلف في العام التالي، لكن طلب السويد تأخر لمدة عام تقريباً، بسبب اعتراضات دول في الحلف، من بينها تركيا.