مع تسارع وتشعب الجهود الرامية للتوصل الى اتفاق لتبادل الأسرى في غزة، ظهرت عدة سيناريوهات أمام فرص الوصول إلى حل جزئي أو حل نهائي يوقف الحرب بصورة دائمة.
الحل الدائم
أول السيناريوهات، هو الوصول إلى اتفاق يستجيب لحد معين من الشروط الإسرائيلية، وليس كلها، وفي ذات الوقت يحافظ على “كرامة” حركة “حماس”.
وأحد الأفكار المقدمة تقوم على تشكيل حكومة فلسطينية لا فصائلية، أو لجنة إدارة مستقلة، تتولى مسؤولية قطاع غزة، بما في ذلك مهمة جمع السلاح من كافة الفصائل والأجنحة، والحفاظ على الأمن، ومنع حدوث أي احتكاك مع الجانب الإسرائيلي، وإعادة الإعمار.
كما يتضمن الاقتراح تولي لجنة عربية إسلامية مساعدة الحكومة الفلسطينية على تطبيق الاتفاق بما في ذلك توفير قوات مشتركة تتولى مساعدة الحكومة الجديدة على الحفاظ على الأمن، وجمع السلاح، ومنع حدوث مجاميع عسكرية في غزة.
ويجري جمع السلاح من الفصائل على مراحل، فيما تتولى القوات العربية والإسلامية التي تشارك فيها دول مقبولة لدى الجانبين، مثل مصر وقطر وتركيا، وربما أميركا، حفظ الأمن على الحدود لضمان عدم عودة القوات الإسرائيلية لمهاجمة “حماس” بعد تسليم كامل سلاحها للحكومة الفلسطينية الجديدة.
في مقابل ذلك، توقف إسرائيل الحرب على القطاع، وتنسحب إلى خارج غزة، وترفع الحصار عن القطاع، ويعقد مؤتمر لإعادة الإعمار في القاهرة، وتبدأ عملية إعادة تأهيل البنى التحتية وصولاً إلى إعادة الإعمار.
وتضمن هذا الاقتراح إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين، مقابل عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين.
ويتطلب هذه الاقتراح مبادرة تقدم لكل من السلطة الفلسطينية وحركة “حماس” للتعاون في تحقيق هذا الأمر.
اتفاق جزئي
أما السيناريو الثاني فهو التوصل إلى اتفاق جزئي، وفق خطة ويتكوف، يجري خلاله وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، والتفاوض على الشكل النهائي لوقف الحرب.
وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق، يجري تبادل باقي المحتجزين الإسرائيليين مقابل عدد مماثل من الأسرى الفلسطينيين، وفترة مماثلة من وقف إطلاق النار (شهران) يجري خلالها استكمال المفاوضات.
ويرى أصحاب هذا الرأي أن فرصة الوصول إلى السيناريو الأول في هذه الفترة ستكون أقوى، وذلك بعد مرور حوالي 4 شهور من وقف النار.
ويعتقد أصحاب هذا الرأي أيضاً أن إسرائيل ستفقد المبرر المقبول دولياً ومحلياً لشن حرب جديدة على غزة بعد إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين الأحياء وجثامين من لقوا حتفهم، وفق هذا السيناريو.
كما أن الشهور الأربعة هذه ستكون كافية للتوصل إلى تفاهمات فلسطينية- فلسطينية بشأن إدارة قطاع غزة، وإعادة إعماره، وإدارة وحفظ الأمن فيه. كما أن حركة “حماس” ستكون في موقع يصعب عليها عدم المضي قدماً في تطبيق الاتفاق الذي يحظى، والحال هذه، بشبه إجماع وطني.
حرب استنزاف
أما السيناريو الثالث، فهو فشل هذه الجهود، جرّاء تعنت أحد أو كل الأطراف، ومواصلة حرب استنزاف طويلة الأمد.
ويحمل هذل السيناريو مخاطر وجودية لأهالي قطاع غزة. فحركة “حماس”، التي قاتلت أكثر من 600 يوم، ما زالت قادرة على مواصلة القتال لشهور، وربما لسنوات طويلة قادمة، لكن قتالاً من هذا النوع سيؤدي إلى تدمير ما تبقى من قطاع غزة، وربما تهجير أهله الذين لا يرون في معركة من هذا النوع “معركة تحرير” بقدر ما هي معركة للحفاظ دور الحركة وبقاءها كقوة مسلحة.