أعلن ممثل “مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد) في دمشق، عبد الوهاب خليل، أن المفاوضات مع الحكومة السورية ستستمر، رغم انتقاده لما أسماه ” عدم سيطرة دمشق على المجموعات المسلحة”، الأمر الذي يخلق مشاكل مستمرة أمام اتفاق 10 آذار، بحسب وصفه.

وتعرفمسد” بأنها المظلّة السياسية لقوات سوريا الديمقراطية (قسد).

وأكد ممثل “مسد” في مقابلة مع وكالة “رووداو” الكردية اليوم، الثلاثاء 23 كانون الأول، على ضرورة وقف إطلاق نار طويل الأمد، لتنفيذ اتفاق 10 آذار والعملية السياسية، معربًا عن أسفه ” للهجمات اليومية على شمال وشمال شرق سوريا، وبشكل خاص حيي الأشرفية والشيخ مقصود”، في حلب.

وتحدث خليل، عن الاشتباكات التي شهدتها مدينة حلب بين قوات سوريا الديمقراطية والأمن السوري، قائلًا “هذه هي المرة الثالثة التي يُنتَهَك فيها اتفاق 1 نيسان 2025، من قبل تلك المجموعات التي تعتبر نفسها جزءًا من الجيش السوري”.

وزارة الداخلية السورية، كانت قد صرحت أمس، أن قوات “قسد” المتمركزة في حيي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب، أقدمت على “الغدر بقوات الأمن الداخلي المتمركزة في الحواجز المشتركة”، بحسب تعبيرها، عقب انسحابها المفاجئ وإطلاق النار على هذه الحواجز، رغم الاتفاقات المبرمة.

وحذر ممثل “مسد” من أن هذه الأعمال تؤثر سلبًا في الاتفاقات، مشيرًا إلى أن القوات السورية “نفذت الهجوم لتحقيق مكاسب سياسية”، في الوقت الذي تجري فيه المفاوضات بين الطرفين لتطبيق اتفاق 10 آذار.

وأعرب عن اعتقاده أن الاستمرار في مثل هذه المحاولات، لن يُنجح اتفاقي 10 آذار و1 نيسان.

وكان الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، وقائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مظلوم عبدي، وقعا في 10 آذار الماضي اتفاقًا لدمج قوات “قسد” في الجيش السوري، بينما تضمن اتفاق 1 نيسان الماضي خروج قوات “قسد” من حيي الشيخ مقصود والأشرفية في حلب، واستبدالها بقوات الأمن الداخلي “الأسايش”، لكن كلا الطرفين يتبادلان الاتهامات بانتهاك الاتفاقين.

حوار سوري سوري

دعا ممثل “مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد) في دمشق، عبد الوهاب خليل، الحكومة السورية إلى الاهتمام بالحوار، “بصيغة سورية – سورية، بحيث تكون مصلحة السوريين فقط هي المطروحة على طاولة الحوار”.

وأشار إلى أن “التدخل الخارجي يؤثر في المفاوضات، ويسبب تأخرًا في تنفيذ الاتفاقات”، بحسب وصفه.

وحول آخر تطورات المفاوضات مع دمشق، ذكر ممثل “مسد” أن “الاجتماع الأخير بحث آلية الدمج العسكري والأمني وشكل الفرق وخصوصية وحدات حماية المرأة، وكان هناك تقدم شفهي”.

ونوه إلى أن دمشق ناقشت الأمر وقدمت رد رسمي على مقترحات “قسد، على خلاف المرات السابقة التي لم تكن تشهد أي رد من الحكومة السورية، على حد قوله.

“قسد” تتحمل مسؤلية عدم الاندماج

قال وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، في مؤتمر صحفي جمعه بنظيره التركي، هاكان فيدان، في دمشق الاثنين 22 من كانون الأول الحالي، إن اتفاق 10 آذار مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) يعكس الإرادة السورية في توحيد الأراضي السورية.

وأكد أن الحكومة السورية لم تلمس حتى الآن إرادة جدية لتنفيذ الاتفاق، كاشفًا عن تقديم مقترح مؤخرًا لتحريك الاتفاق بشكل إيجابي، وأن الرد ورد، الأحد، من قبل “قسد”، ويجري العمل على دراسته.

وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، شدد على ضرورة تنفيذ الاتفاق بين الحكومة السورية و”قسد”، معتبرًا أن اندماجها ضمن مؤسسات الدولة السورية سيكون في مصلحة الجميع.

وذكر أن الانطباع السائد يشير إلى عدم وجود نية لدى “قسد” لإحراز تقدم في تنفيذ الاتفاق، لافتًا إلى أنها تنسق مع إسرائيل، الأمر الذي يؤخر التوصل إلى نتائج إيجابية.

وأشار الوزير التركي إلى أن بلاده، تولي أهمية كبيرة لاستقرار سوريا، مؤكدًا دعم أنقرة المستمر لسوريا.

وبحسب تعبيره، فإن اللقاء بين الجانبين كان مثمرًا، وتطرق لسبل تعزيز التعاون الاستراتيجي بين البلدين، بما في ذلك العمل على تطوير التجارة الحدودية بين سوريا وتركيا، لما لذلك من أثر إيجابي على اقتصاد البلدين واستقرار المنطقة.

اشتباكات في حلب

شهد محيط دواري الليرمون وشيحان شمالي مدينة حلب اشتباكات بين الجيش السوري و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في 22 من كانون الأول الحالي، وسط اتهامات متبادلة ببدء الاستهداف.

وقالت وزارة الداخلية السورية، إن قوات “قسد” المتمركزة في حيي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب، أقدمت مساء  على “الغدر بقوات الأمن الداخلي المتمركزة في الحواجز المشتركة”، بحسب تعبيرها، عقب انسحابها المفاجئ وإطلاق النار على هذه الحواجز، رغم الاتفاقات المبرمة.

بالمقابل، أصدر المركز الإعلامي لـ”قوى الأمن الداخلي” (أسايش) في حلب، عن وقوع هجوم مسلّح على حاجز مشترك لها مع قوات الحكومة السورية في دوار شيحان شمالي المدينة.

وذكر البيان أن الهجوم نفذته مجموعة تتبع لوزارة الدفاع التابعة للحكومة السورية، مشيرًا إلى إحباط “محاولة الاعتداء التي نفّذتها فصائل تتبع للحكومة الانتقالية.

وفي بيان آخر ذكرت “أسايش” أن الهجوم استهدف عنصرين من قواتها في أثناء قيامهما بمهام روتينية عند الحاجز المشترك مع قوات الأمن العام قرب دوار شيحان.

“الرد كان متناسبًا ضمن حق الدفاع المشروع”، حسب بيان “أسايش”، مع الالتزام بضبط النفس لمنع توسع دائرة الاشتباك وحماية المدنيين.

المصدر: عنب بلدي

شاركها.