قال الرئيس المشترك لمكتب العلاقات العامة في “مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد)، حسن محمد علي، إنه لا يمكن القول إن المفاوضات بين “الإدارة الذاتية” ودمشق توقفت بشكل كامل، لكن الحكومة السورية تضع العراقيل وتعقد المفاوضات.
حديث علي جاء ردًا على تصريح متداول لعضو المجلس التنفيذي في حزب “الاتحاد الديمقراطي” آلدار خليل، قال فيه إن المحادثات مع الحكومة السورية توقفت دون توضيح الأسباب.
الحكومة السورية لم تقدم حتى الآن أي رد لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) بشأن قائمة أسماء قادة “قسد” التي قدّمت في تشرين الأول الماضي، للانضمام إلى الجيش السوري، بحسب ما قاله علي في حوار مع وكالة “رووداو” المقربة من “قسد”، الأحد 30 من تشرين الثاني.
وكشف مصدر رسمي من “قسد” لـ”العربية”، في وقت سابق، عن أسماء ثلاثة من قادتها العسكريين الذين سيتولون مناصب لدى وزارة الدفاع السورية، بعدما يتم الاتفاق على ضم “قسد” ككتلة واحدة ضمن الجيش السوري.
ولفت المصدر حينها، إلى أن “قسد رشّحت ثلاثة مسؤولين لقيادة هذه الفرق والألوية، هم لقمان خليل وجيا كوباني وجميل كوباني.
وبحسب تعبير الرئيس المشترك لـ”مسد”، جرت في الآونة الأخيرة بعض المفاوضات حول وضع حلب والرقة، بين الطرفين، مؤكدًا أن أمريكا تريد تنفيذ اتفاق 10 آذار، وتسعى لإنجاح هذا المشروع.
“الإدارة الذاتية” أبدت استعدادها لمناقشة جميع الملفات مع حكومة دمشق، قال الرئيس المشترك لـ”مسد”، مضيفًا أن من ضمنها الملفات الاقتصادية والموارد الطبيعية، “لكن الحكومة السورية تعطي الأولوية لمناقشة الملفات العسكرية والأمنية فحسب”.
وحول احتمالية عقد اجتماع قريب بين الحكومة السورية و”قسد”، قال، “لا يمكننا تقديم إجابة كاملة نيابة عن وفد التفاوض، لكن ما نعلمه هو أنه كان من المقرر عقد لقاءات بعد عودة رئيس المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، من أمريكا، لكن لم يحدد أي موعد حتى الآن، وتحديد الموعد مرتبط بدمشق. الآن على الحكومة أن تتخذ خطوات”.
وتوصل الرئيس الشرع، مع قائد “قسد”، في 10 من آذار الماضي، إلى اتفاق ينص على دمج “قسد” في مؤسسات الدولة السورية، وضمان حقوق جميع السوريين في التمثيل والمشاركة في العملية السياسية وكافة مؤسسات الدولة بناءً على الكفاءة بغض النظر عن خلفياتهم الدينية والعرقية.
وتم الاتفاق على وقف إطلاق النار على جميع الأراضي السورية، ودمج المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرقي سوريا ضمن إدارة الدولة السورية، بما فيها المعابر الحدودية وحقول النفط والغاز.
لن تفرغ “قسد” من هويتها
قال نائب الرئاسة المشتركة لـ”الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا، وهي الذراع الحوكمية لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، بدران جيا كورد، إن عملية الدمج لن تفرغ “قسد” من هويتها أو تذيبها، بل ستنضم بكيانها ورؤيتها إلى مؤسسات الدولة السورية، مع الحفاظ على إرادتها وهويتها، حتى تتمكن من ممارسة حقوقها على الأرض.
وفيما يتعلق بتنفيذ اتفاق 10 آذار، الموقع بين الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، و القائد العام لـ“قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مظلوم عبدي، نقل موقع وكالة “روج نيوز” عن كورد، في 25 من تشرين الثاني الماضي، أن هناك خطوات مهمة منه يجري تنفيذها، قائلًا، “ربما تأخر التطبيق، لكنه ما زال قائمًا”.
وأرجع سبب التأخير بتنفيذ الاتفاق إلى عدم امتلاك دمشق قرارًا مستقلًا، وعدم استعدادها للتغيير، وبناء سوريا جديدة، معلقًا “الأهم أنه أغلق الباب أمام حرب محتملة، وفتح مجددًا مسار الحوار”.
وبحسب نائب الرئاسة المشتركة لـ”الإدارة الذاتية”، نوقشت قوائم تضم أسماء وقطاعات معينة مع “التحالف الدولي” لبحث آلية تنفيذ الاتفاق.
لقاء في دمشق
كان القائد العام لـ”قسد”، مظلوم عبدي، قال إن قواته توصلت مع دمشق إلى “اتفاق مبدئي” حول عدد من القضايا، بينها وقف شامل لإطلاق النار واستمرار الحوار على مستوى رفيع.
وأضاف عبدي، في تصريحات لفضائية “روناهي” الكردية، المقربة من “قسد”، في 11 من تشرين الأول الماضي، أنه التقى في دمشق بوزير الدفاع ورئيس جهاز الاستخبارات بشكل منفصل، مشيرًا إلى وجود “تفاهم حول مبدأ اللامركزية” في الحكم، مع استمرار النقاش حول تفسير المصطلحات المرتبطة بها.
وأوضح أن الجانبين توصلا إلى تنسيق شفهي بشأن دمج “قسد” في الجيش السوري، مبينًا أن دمشق أبدت رغبتها بالاستفادة من خبرات “قسد”، وأن لجنة عسكرية تضم ممثلين عن “قوى الأمن الداخلي” ستتوجه قريبًا إلى دمشق لمتابعة تفاصيل هذا الملف.
وأشار عبدي إلى أن هناك “تفاهمًا عسكريًا وأمنيًا قيد البحث”، وأن واشنطن اقترحت تشكيل قوة مشتركة بين “قسد” والجيش السوري لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”، مؤكدًا قبول المقترح الأمريكي “لضمان أن تكون الحرب ضد التنظيم ذات طابع وطني شامل”.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي
