تستفحل ظاهرة تناول مشروبات الطاقة (Power Drink) بين فئات الأطفال والشباب، وتُباع محليًا في معظم المحال التجارية، وعلى الأرصفة و”البسطات”، وسط غياب شبه تام لحملات التوعية تجاه هذه الظاهرة، التي باتت تشكّل خطرًا حقيقيًا يهدد المراهقين والأطفال، وخاصة في أماكن الألعاب والصالات الرياضية.

وتعزز الأسعار المنخفضة لهذه المنتجات من الإقبال المتزايد عليها، إذ لا يتجاوز سعر العبوة الواحدة سبعة آلاف ليرة سورية، فما مخاطر هذه المشروبات وما تأثيرها على صحة المستهلكين.

ما مشروبات الطاقة؟

هي مشروبات غير كحولية مصممة بشكل أساسي لتعزيز الطاقة واليقظة والأداء العقلي والجسدي لفترة مؤقتة. يتم تسويقها غالبًا للطلاب والرياضيين ومن يعملون لساعات طويلة، وفق ما ذكرته اختصاصية التغذية والطب التكميلي والعلاجي نور قهوجي، ل.

وأوضحت قهوجي أن المكونات الرئيسة لمشروبات الطاقة، تشمل:

• الكافيين: منبه للجهاز العصبي المركزي، وهو المكوّن النشط الأساسي. تتراوح كميته بين 50 و300 ملغ أو أكثر في العبوة الواحدة (للمقارنة فنجان القهوة العادي يحتوي على حوالي 80-100 ملغ).
• السكر: عادة بكميات كبيرة جدًا (ما يعادل 7-14 ملعقة صغيرة في العبوة الواحدة).
• الحموض الأمينية (مثل التورين وL-كارنيتين): التورين يوجد بشكل طبيعي في الجسم وله دور في وظائف الجهاز العصبي، لكن الأدلة على أن تناوله كمكمل في مشروبات الطاقة يعزز الأداء غير حاسمة.

• منشطات عشبية:
· الجينسنغ: يُزعم أنه يقلل الإجهاد ويزيد الطاقة.
· الجوارانا: بذرة تحتوي على كافيين بتركيز أعلى من حبوب البن، مما يزيد من إجمالي محتوى الكافيين في المشروب دون الإعلان عنه.
• فيتامينات ب (,B6 B12, Niacin): تلعب دورًا في تحويل الطعام إلى طاقة. لا توجد أدلة قوية على أن الجرعات العالية منها في مشروبات الطاقة تعزز الطاقة للأشخاص الذين لا يُعانون من نقص فيها.

تسمم الكافيين

تشير بيانات إلى أن الحد الأقصى للكمية اليومية الموصى بها من الكافيين هو 100 ملغم للمراهقين و400 ملغم للبالغين، ومع ذلك، تحتوي بعض مشروبات الطاقة على أكثر من 500 ملغم من الكافيين، ما قد يؤدي إلى ما يُعرف بـ”تسمم الكافيين”.

آثارها الإيجابية مؤقتة

اختصاصية التغذية والطب التكميلي والعلاجي، لفتت إلى أن الآثار الإيجابية لمشروبات الطاقة مؤقتة، ولا تكاد تُذكر مقابل مخاطرها وآثارها الجانبية، وتتضمن:
• زيادة مؤقتة في اليقظة والتركيز.
• تقليل الشعور بالإرهاق.
• تحسين الأداء في المهام قصيرة المدى.

المخاطر والآثار الجانبية

• مشكلات القلب والأوعية الدموية: يمكن أن يسبب الكافيين الزائد تسارعًا في ضربات القلب (خفقان)، وارتفاعًا في ضغط الدم، وفي حالات نادرة، نوبات قلبية أو سكتة دماغية، خاصة لدى الأشخاص المصابين بمشكلات قلبية غير مشخصة.
• القلق والأرق.
• الصداع والصداع النصفي.
• الاعتماد على الكافيين: الاستهلاك المنتظم يمكن أن يؤدي إلى الإدمان، وأعراض انسحاب مثل الصداع والتعب.
• اضطرابات الجهاز الهضمي: مثل الغثيان والقيء.
• الجفاف.
• السكري والسمنة: بسبب محتواها العالي من السكر، وزيادة خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني.
• مخاطر خاصة بالمراهقين والأطفال: أجسامهم أقل تحملًا للكافيين ما يجعلهم أكثر عرضة للآثار الجانبية، كما أنها قد تؤثر على نمو أدمغتهم وأنماط نومهم.
• مشكلات في الكلى.

بدائل وتوصيات

تنصح قهوجي بالابتعاد عن مشروبات الطاقة قدر الإمكان، والاعتماد على النوم الكافي والماء والنظام الغذائي المتوازن الغني بالبروتين والحديد والمغنيسيوم كمصدر طبيعي وآمن للطاقة اليومية.

كما تؤكد ضرورة استبدال مشروبات طبيعية بها، مثل فنجان قهوة أو شاي أخضر أو أحمر كمصدر غير ضار للكافيين، إضافة إلى تناول المشروبات العشبية كبديل لرفع طاقة الجسم (مشروب الزنجبيل مع العسل ومشروب القرفة).

وبحسب الاختصاصية، فإن أسرع طريقة للإقلاع عن مشروبات الطاقة وطرد الكافيين الزائد من الجسم وتقليل الصداع الناتج عن تركها هي الإكثار من شرب الماء لتنظيف الجسم، إذ تستمر الأعراض الانسحابية من تعب وصداع لفترة 3-7 أيام عند الامتناع عنها، بعدها يستعيد الجسم توازنه ونشاطه ويبدأ التحسن في النوم والمزاج.

المصدر: عنب بلدي

شاركها.