مصادر إسرائيلية تكشف عن فرصة لإعادة رسم “خرائط سايكس بيكو” مع سوريا ولبنان

كشف تقرير نشره موقع “المونيتور” للصحفي الإسرائيلي البارز بن كاسبيت، عن آراء متباينة داخل الأوساط الإسرائيلية حول مستقبل العلاقات مع لبنان وسوريا، وسط استمرار التوترات على الحدود الشمالية لإسرائيل.
مرحلة انتقالية بين الحرب والسلام
ونقل التقرير عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع، طلب عدم الكشف عن هويته، تعليقه على الوضع القائم مع لبنان قائلاً: “هذا ليس سلامًا ولا حربًا ولا وقف إطلاق نار حقيقي، بل مرحلة انتقالية قد تصبح دائمة أو تنزلق إلى حرب شاملة”.
من جهة أخرى، أشار مصدر دبلوماسي إسرائيلي رفيع إلى أن “هناك من يعتقد بإمكانية ضم سوريا أو لبنان، أو على الأقل أحدهما، إلى اتفاقات أبراهام. لكن الواقع الحالي يشير إلى تعقيدات كبيرة، حيث إن الزعيم السوري الجديد أحمد الشرع، الذي تحالف مع تركيا المعادية لإسرائيل، لا يُظهر أي اهتمام بالانضمام إلى هذه الاتفاقات”.
إسرائيل تدرس استراتيجيتها تجاه سوريا
وأكد مسؤول أمني إسرائيلي رفيع أن السياسة الإسرائيلية يجب أن تتسم بالحذر والتخطيط، قائلًا: “لن نسمح ببناء عسكري على حدودنا كما في السابق، لكن يجب ألا نتخذ موقفًا عدائيًا مبالغًا فيه”.
وأضاف: “لا حاجة لإعادة إنشاء مناطق عازلة أو احتلال أراضٍ، ما لم تكن هناك مصلحة استراتيجية عليا، خاصة أن هناك قوى كبرى لا تزال فاعلة شمالنا، مثل تركيا وروسيا وإيران. يجب أن نتحرك بحكمة”.
وفي هذا السياق، تعهدت الحكومة السورية المؤقتة بالتركيز على الوحدة الوطنية ودمج جميع الأقليات في إدارة البلاد، بينما تسعى إسرائيل إلى تقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ، ومنح الأقلية الدرزية حكمًا ذاتيًا، بهدف توفير منطقة عازلة وتخفيف التوترات الداخلية مع دروز إسرائيل، الذين يعارضون “قانون القومية اليهودية” الذي أُقر عام 2018.
مشروع “الكانتون الدرزي” في جنوب سوريا
وفي سياق متصل، كشف مصدر دبلوماسي إسرائيلي آخر عن أن الحكومة اليمينية في إسرائيل تواجه تحديًا مع الطائفة الدرزية، التي تُعد وفية للدولة ويخدم أبناؤها في الجيش. وأوضح المصدر أن “إنشاء كانتون مستقل للدروز في سوريا، مدعوم من الجيش الإسرائيلي، سيسهم في تهدئة غضبهم من القانون”.
وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، يدعم هذا التوجه، كما يؤيد تعزيز تدخل إسرائيل في جنوب سوريا، دون تحديد موعد لمغادرة المواقع التي تسيطر عليها حاليًا، بما في ذلك جبل الشيخ.
خيارات الدروز بين النظام السوري وإسرائيل
وفيما يتعلق بموقف الدروز في سوريا، أشار مصدر عسكري إسرائيلي رفيع إلى أن ولاء الدروز يتبع عادة النظام الحاكم في أي دولة يوجدون فيها، موضحًا: “أولوية سكان جبل الدروز هي البقاء، وإذا اعتقدوا أن الشرع يضمن لهم ذلك، فسيظلون موالين له”.
لكن المصدر لم يستبعد أن يتجه الدروز نحو إسرائيل في حال تعرضهم لتهديد، مؤكدًا: “الوضع معقد جدًا ويتداخل فيه العديد من اللاعبين والمصالح. لقد رأى الدروز ما فعله الشرع بالأقلية العلوية، ولا يريدون أن يكونوا ضحيته التالية”.
إعادة رسم الخرائط.. حلم بعيد المنال
وفي ظل هذه التطورات، يرى بعض الدبلوماسيين الإسرائيليين أن الوضع الحالي قد يشكل فرصة لإعادة رسم الخرائط في المنطقة، مستشهدين باتفاقية سايكسبيكو التي رسمت حدود الشرق الأوسط في 1916. إلا أن أحدهم أقر بأن فرص حدوث ذلك ضئيلة في ظل الظروف الراهنة.
المصدر: وكالة ستيب الاخبارية