قالت مصادر في “حماس” لـ”الشرق”، الخميس، إن الحركة أبلغت الوسطاء أنها انتهت من تسليم كافة جثامين المحتجزين الإسرائيليين الذين استطاعت الوصول إليهم وكانوا لدى حماس وفصائل أخرى، وإنها تنتظر دخول معدات ثقيلة لانتشال باقي الجثث.
وأوضحت المصادر أنه تم الاتفاق مع الوسطاء وبتنسيق مع الإدارة الأميركية، والجانب الإسرائيلي، على أن تبدأ فرق فنية مصرية وتركية الأسبوع المقبل، توفير المعدات اللوجستية، والمساعدة في عمليات انتشال جثامين متبقية تتبع المحتجزين الإسرائيليين.
وأشار مصدر في حماس، إلى أن الحركة ستنسق مع الفرق الفنية المختصة لتزويدها بأماكن محتملة لانتشال جثامين، يعتقد أنها مختلطة مع رفات ضحايا فلسطينيين مدنيين خصوصاً تحت أنقاض بعض البنايات المدمرة أو أنفاق.
ونوه إلى أن بعض الجثامين تعود لمحتجزين كانوا أحياء وسقطوا مع آسريهم جراء ضربات جوية إسرائيلية.
وقالت كتائب القسام في بيان إنها مع فصائل فلسطينية أخرى “التزمت بما تم الاتفاق عليه، وسلمت جميع من لديها من الإسرائيليين الأحياء”.
وأضافت أنها سلمت “ما بين أيديها من جثامين استطاعت الوصول إليها، أما ما تبقى من رفات فتحتاج جهوداً كبيرة ومعداتٍ متخصصة للبحث عنها واستخراجها”.
أزمة الرفات
وأعادت “حماس” جثامين 4 محتجزين، الاثنين، و4 مساء الثلاثاء، لكن إسرائيل تقول إن إحدى الجثامين التي سلمت الثلاثاء، لا تخص إسرائيلياً، كما أعادت الحركة جثمانين أخريين، مساء الأربعاء، ليصل العدد الإجمالي إلى 10 من أصل 28 جثماناً لمحتجزين.
وقال مسؤولاًن أميركيان رفيعا المستوى إن واشنطن لا تعتقد أن حماس تنتهك اتفاق وقف النار، بعدم تسليم رفات كافة المحتجزين الذين توفوا في غزة.
وذكرا أن الولايات المتحدة تلقت تأكيدات من حماس، عبر الوسطاء، بأنها ستفعل كل ما في وسعها لتحديد أماكن الرفات وإعادتها، وأن الولايات المتحدة تعمل مع الوسطاء لتقديم مساعدات استخباراتية ولوجيستية للعثور على بقثية الرفات، والتي قد تكون في كثير من الحالات مدفونة تحت الأنفاض التي خلفها عامان من الحرب.
ترمب: حماس تبحث عن الجثامين
والأربعاء، الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن حماس تعمل على “إزالة الأنقاض”، للبحث عن الرفات، وإن العملية تستغرق وقتاً، وأضاف: “إنها عملية مروّعة إنهم يحفرون ويعثرون على الكثير من الجثث، ثم عليهم أن يميزوا بينها”.
وتابع: “بعض هذه الجثامين موجودة هناك منذ فترة طويلة، وبعضها مدفون تحت الأنقاض، وعليهم إزالة الركام أولاً، وبعضها الآخر في أنفاق عميقة جداً تحت الأرض”.
وأوضح في مقابلة هاتفية مع شبكة CNN أن “ما يجري مع حماس، ستتم تسويته سريعاً”، في إشارة إلى الاتهامات الإسرائيلية لحماس بعدم الالتزام باتفاق وقف النار، و”تأخير تسليم رفات المحتجزين الإسرائيليين”.
وفي السايق، نقل “أكسيوس” الأربعاء، عن مسؤول أميركي قوله: “ستعيد حماس جميع الجثث، لكن الأمر سيستغرق وقتاً. سنواصل العمل على ذلك، لكن لا يمكننا السماح بانهيار الاتفاق”.
وأضافت المصادر أن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر تحدث، الأربعاء، إلى مبعوثي ترمب، ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، واتهم حماس بأنها “تتباطأ عمداً” في إعادة الجثث.
وقال مسؤولان إسرائيليان إن إسرائيل قدمت للولايات المتحدة معلومات استخباراتية تُظهر أن حماس لديها إمكانية الوصول إلى عدد من الجثث أكبر مما تدّعي.
وفي وقت لاحق على تقرير “أكسيوس”، قال مسؤول في البيت الأبيض للصحافيين: “اتفاقنا مع حماس كان إعادة كل المحتجزين الأحياء، والعمل من خلال آلية وضعت لإعادة جثامين من قضوا”. وتابع: “لسنا في مرحلة تشير إلى أنّ الاتفاق تم انتهاكه”.