اخر الاخبار

مصدر يكشف حقيقة ما جرى في بصرى الشام بدرعا.. تفاصيل “خفية” وأطراف أشعلت “الفتنة”

تشهد درعا جنوب سوريا حالة من التوتر الأمني بعد اشتباكات جرت مساء أمس في مدينة بصرى الشام بريف درعا الشرقي، حيث تعتبر المدينة مركزاً لما كان يعرف بـ “اللواء الثامن” أو “الفيلق الخامس” التابع للقيادي أحمد العودة، وأرسلت وزارة الدفاع السورية أرتالاً عسكرية للوقوف على تلك الحادثة، إلا أن حالة من الجدل أثيرت حول ما جرى، تبعها سلسلة من الشائعات والاتهامات تغذيها جهات حاولت الترويج لأحداث كبيرة، فيما كشفت مصادر خاصة لوكالة “ستيب الإخبارية” حقيقة تلك الأحداث.

 

من هو الفيلق الخامس

ولمعرفة حقيقة الأحداث كان لابد من العودة إلى أحداث سابقة، حيث تشكّل الفيلق الخامس من مقاتلين يتبعون لفصائل المعارضة أبرزهم من فصيل “قوات شباب السنة” التي يقودها العودة.

وجرى تشكيل هذا الفصيل عام 2018 حين قامت روسيا برعاية اتفاق دولي جرى خلاله تسليم الجنوب السوري لقوات النظام البائد، وفرض على فصائل المعارضة بدرعا حينها تسليم أسلحتها والرضوخ لاتفاقية مع نظام الأسد أو التهجير باتجاه الشمال السوري.

إلا أن فصيل “العودة” كان حالة خاصة، حيث وقع اتفاقية مع القوات الروسية تقضي بعدم تسليم أسلحتهم ولا الانضمام لقوات النظام وحماية المقاتلين التابعين لهم وتبعيتهم للقوات الروسية مباشرة.

ومع تراجع الدور الروسي وانشغال موسكو بالحرب في أوكرانيا كانت مصادر محلية بدرعا تتهم فصيل العودة بالتبعية لفرع الأمن العسكري التابع للنظام البائد، بينما كانت تشكيلات محلية أخرى منتشرة بدرعا متهمة بالتبيعة لفرع المخابرات الجوية، وشهدت درعا حالة من الصراعات بين هذه التشكيلات خلال سنوات، مع غياب فعلي لسلطة النظام البائد عسكرياً على المحافظة.

 

صراع خلف الكواليس

 

تحدث مصدر محلي من درعا لوكالة “ستيب الإخبارية” عن تفاصيل “خفية” خلف الصراع الذي اشتعل اليوم في مدينة بصرى الشام.

ويقول المصدر الذي فضّل عدم ذكر اسمه: “قبل حل فصائل المعارضة وسيطرة روسيا والنظام على درعا عام 2018، كان هناك فصيلين بريف درعا الشرقي، بينهما خلافات إيدلوجية وفكرية، هما فصيل شباب السنة، وفصيل جيش اليرموك”.

ويوضح أن فصيل “جيش اليرموك” انحل تماماً وخرج قادته باتجاه الأردن وبعضهم غادر للشمال السوري، بالوقت الذي حافظ “شباب السنة” على قوته العسكرية بمواقعه وخصوصاً بصرى الشام.

وبعد سقوط نظام الأسد كان لافتاً أن فصيل “العودة” كان أول فصيل دخل دمشق يوم 8 من ديسمبر وقام بتأمين البعثات الدبلوماسية والسفارات ووزراء حكومة النظام السابق، وأمنوا الكثير من المؤسسات الحكومية بالعاصمة دمشق، حتى وصول إدارة العمليات العسكرية القادمة من الشمال السوري، والتي كانت بمدينة حمص حينها، وجرى تسليم العاصمة لإدارة العمليات العسكرية مساء ذات اليوم وعودة مقاتلي الفصيل لمواقعهم بدرعا، وهو حسب المصدر ما يحسب للعودة وفصيله.

إلا أن ما جرى بعدها كان بمثابة إعادة إثارة الفتنة بدرعا، حيث ذهبت بعض الجهات لتخوين فصيل “العودة” واتهامه بـ”العمالة” لروسيا والنظام البائد، ووردت العديد من التقارير التي تحدثت عن رفض الفصيل الاندماج مع وزارة الدفاع الجديدة بحكومة الشرع.

ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن وزير الدفاع مرهف أبو قصرة تصريحات قبل نحو شهرين تتحدث عن خلافات حول اندماج فصيل “العودة” لكنه عاد ونفاها فيما بعد، وأكد القيادي العسكري بالفصيل، نسيم أبو عرة أنهم قدموا كل ملفاتهم إلى وزارة الدفاع ويعلمون على الاندماج بالجيش الجديد.

المصدر ذاته أضاف: “خلال الأربع أشهر منذ سقوط النظام كان هناك أطراف تسعى لترويج الأخبار التي تتحدث عن أن العودة يقود مشروع انفصالي وأنه يهدد حكومة الشرع، رغم أنه ظهر مع الشرع بعدة مناسبات، وحضر مندوبين عن فصيله مؤتمر النصر الذي أعلن خلاله عن تنصيب الشرع رئيساً انتقالياً”.

ويتابع المصدر: “بعد سقوط النظام عاد قياديي جيش اليرموك من الأردن ومن الشمال السوري، وكان لافتاً أنهم استملوا مناصباً في الدولة الجديدة، منها إدارية ومنها عسكرية، وهو ما أعاد للسطح الخلافات القديمة مع فصيل العودة”.

 

ماذا جرى في بصرى الشام؟

 

يقول المصدر إن ما جرى أمس كان بمثابة “الفرصة” لإثارة الفتنة مجدداً بين وزارة الدفاع ومقاتلين يتبعون للعودة منتمين لوزارة الداخلية، حيث اشتعل الخلاف بينهم، حول ملف اتهامات بالاتجار بالمخدرات.

وحسب المصدر فإن الشخص التابع لوزارة الدفاع هو “بلال الدروبي”، حيث حاول المقاتلين المنتمين لوزارة الداخلية وهم من مقاتلي فصيل “العودة” اعتقال الدروبي وبعد مقاومته وإطلاق النار فيما بينهم أصيب “الدروبي” وجرى نقله لمشافي مدينة درعا.

ويتابع المصدر: “وجدت بعض الجهات بالأمر فرصة للقضاء على كل المقاتلين التابعين للعودة وكيل التهم وإنهاء أي تواجد لهم بدرعا”.

 

ويشير إلى أن التهمة التي وجهت هي محاولة “اغتيال” قيادي بوزارة الدفاع، وذهبت بعض الصفحات للترويج إلى إشاعات بأن مقاتلي فصيل “العودة” يدبرون محاولة انقلاب على الدولة بدرعا، معتبراً أن الهدف كان أكبر من ذلك وهو وضع وزارة الدفاع بمواجهة مباشرة مع مقاتلي بصرى الشام التابعين للعودة.

 

وقد أرسلت وزارة الدفاع أرتالاً عسكرية كبيرة من العاصمة دمشق باتجاه ريف درعا الشرقي، حيث بدأت ملاحقة مقاتلي فصيل “العودة” بعدة بلدات منها الجيزة والمسيفرة والسهوة، وذكرت الوزارة على معرفات تتبع لها أنها تقوم بملاحقة مطلوبين، دون الإشارة لمقاتلي فصيل “العودة”، بينما يجري حصار مدينة بصرى الشام معقل فصيل “العودة”، وسط أنباء عن مفاوضات أفضت إلى تسليم المطلوبين ممن أطلقوا النار على القيادي “الدروبي” للقضاء.

 

ويختتم المصدر حديثه بأن “مجريات الأحداث بدرعا ليست وليدة اليوم إنما ما جرى كان شرارة لاشتعالها”، مشيراً إلى أن “الجهات التي تريد إنهاء التواجد لكل من يخالفها فكرياً بالجنوب استغلت الموقف وروّجت الإشاعات وحشدت القوات لذلك”.

مصدر يكشف حقيقة ما جرى في بصرى الشام بدرعا.. تفاصيل “خفية” وأطراف أشعلت “الفتنة”

المصدر: وكالة ستيب الاخبارية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *