أكد السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن مصر تتعامل بوعي وحزم مع جميع المخططات التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، مشددًا على أن الموقف المصري كان ولا يزال عنصرًا حاسمًا في إفشال هذه السيناريوهات.
حجازي: إثيوبيا تريد عسكرة إثيوبيا البحر الأحمر
وبحسب «حجازي»، في مداخلة هاتفية متلفزة، مساء اليوم السبت، أن الطروحات التي ربطت بين اعتراف حكومة الاحتلال الإسرائيلي بما يسمى «أرض الصومال» الانفصالية وتهجير الفلسطينيين، سقطت مرارًا أمام الموقف المصري الصلب.
وأشار إلى أن مصر واجهت اثنين من أخطر التحديات التي تعرضت لها القضية الفلسطينية عبر تاريخها، وهما الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري، مؤكدًا أن القاهرة تصدت لهذه المخططات في حينها وستواصل التصدي لأي محاولات مماثلة مستقبلًا.
وشدد حجازي على أن أي مساس بوحدة الدولة الصومالية وسلامتها الإقليمية من شأنه أن يهدد استقرار المنطقة بأكملها، محذرًا من أن أمن الخليج يرتبط بشكل وثيق باستقرار شرق إفريقيا والقرن الإفريقي، وهي مناطق تشهد تدخلات إسرائيلية تهدف إلى زعزعة الأوضاع.
وأوضح أن تفتيت الصومال سيعيد تنشيط مخاطر الإرهاب والقرصنة البحرية التي عانت منها المنطقة سابقًا ولا تزال تشكل تهديدًا قائمًا، لافتًا إلى أن التحركات الإثيوبية في «أرض الصومال» لا تقتصر على البحث عن منفذ تجاري، بل تستهدف إنشاء منفذ عسكري يسهم في عسكرة البحر الأحمر.
مصر: أي مساس بوحدة الصومال يهدد أمن الإقلي
وأكد أن عسكرة البحر الأحمر تمثل تهديدًا مباشرًا لمصر ودول الخليج، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، داعيًا إلى ضرورة فتح حوار عاجل بين الدول المشاطئة للبحر الأحمر، وتفعيل مجلس دول البحر الأحمر لمواجهة التحديات المتصاعدة.
وقال إن التطورات المتلاحقة في باب المندب وخليج عدن ومضيق هرمز تفرض تنسيقًا مصريًاسعوديًا أوسع، بالتعاون مع الشركاء الإقليميين من الدول المطلة على البحر الأحمر، لحماية أمن الملاحة والاستقرار الإقليمي.
مصر تدين اعتراف إسرائيل بأرض الصومال
وفي السياق ذاته، جددت مصر، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، إدانتها الشديدة لاعتراف إسرائيل الأحادي بما يسمى «أرض الصومال»، معتبرة ذلك انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وخطوة تقوض أسس السلم والأمن الدوليين، وتسهم في زعزعة الاستقرار في منطقة القرن الإفريقي.
وكان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعلن، الجمعة، اعتراف حكومته بما يسمى «جمهورية أرض الصومال» كدولة مستقلة، مؤكدًا نية تل أبيب توسيع علاقاتها معها عبر تعاون في مجالات الزراعة والصحة والتكنولوجيا والاقتصاد.