شارك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين عبر الفيديو، الأربعاء، في مراسم تركيب وعاء ضغط المفاعل في الوحدة الأولى بمحطة الضبعة للطاقة النووية في مصر.
وأعرب السيسي عن امتنانه لنظيره الروسي لمشاركته في حفل تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة الأولى في المحطة، فيما أكد الرئيس بوتين أن روسيا ستواصل تقديم المساعدة لمصر في جميع مراحل المشروع.
وقال السيسي، في كلمة له، عبر تقنية الفيديو، إن العلاقات المصرية الروسية علاقات “قوية واستراتيجية قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة”، موجهاً الشكر للرئيس الروسي بوتين على دعمه لمشروع إنشاء محطة الضبعة النووية.
وأضاف: “نشهد اليوم الصفحة الأولى من مشروع محطة الضبعة النووية وهو بمثابة حلم كنا نسعى لتحقيقه”، متابعاً: “التعاون المصري الروسي هو تعاون في مشروعات حقيقية تصب في صالح الشعبين”، وفق ما أوردت وكالة “سبوتنيك” الروسية للأنباء.
بوتين: سنواصل مساعدة مصر
من جانبه، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر تقنية الفيديو، إن “بناء محطة الضبعة للطاقة النووية في مصر بمشاركة روسية يتقدم بنجاح، في الواقع، نحن ننتقل إلى مرحلة رئيسية من المعدات التكنولوجية للمحطة”.
وأضاف: “نحن ممتنون للاهتمام الوثيق الذي دفعه باستمرار (الرئيس المصري) ليس فقط لمشروعنا الرئيسي في مجال الطاقة النووية السلمية، ولكن أيضاً لتوسيع الاتصالات المتنوعة مع روسيا بشكل عام. ونحن بطبيعة الحال نؤيد هذا الموقف”.
وأشار بوتين، إلى أن “محطة الضبعة النووية في مصر ستتمكن من البدء في توليد الكهرباء في المستقبل، لتلبية احتياجات الاقتصاد المصري المتنامي”.
ومضى بوتين قائلاً: “ستواصل روسيا تقديم المساعدة للشركاء المصريين طوال دورات حياة المشروع النووي. يتعلق هذا بالإمدادات الطويلة الأجل من وقود المفاعلات، وصيانة محطة الطاقة النووية، وإدارة المواد النووية المستهلكة”.
وتابع الرئيس الروسي: “التشغيل المخطط لأربع وحدات لمحطة الضبعة للطاقة النووية بطاقة إجمالية تبلغ 4800 ميجاوات سيعزز بشكل كبير أمن الطاقة في مصر”.
4 مفاعلات لإنتاج 4800 ميجاوات من الكهرباء
وقال أليكسي ليخاتشوف، المدير العام لمؤسسة “روساتوم” الروسية، خلال الحفل، إن العمل على بناء جميع الوحدات الأربع لمحطة الضبعة النووية في مصر على قدم وساق وفق الجدول الزمني.
وقال وزير الكهرباء المصري محمود عصمت: “لدينا تعاون دائم ووثيق بين روسيا ومصر، ما مكننا من تنفيذ خطوة وضع جسم مفاعل الوحدة الأولى لمشروع الضبعة النووي”.
وأشار إلى أن “وضع جسم مفاعل الوحدة الأولى بمحطة الضبعة النووية المصرية خطوة مهمة، ومحطة الضبعة النووية هو المشروع الأكبر في العالم حيث يتم بناء 4 وحدات لإنتاج 4800 ميجاوات من الكهرباء”.
بدوره، اعتبر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، أن الاستثمار في الطاقة النووية، يعد “نقطة تحول في مصر والعالم”، مشيراً إلى أن “مشروع الضبعة سيوفر طاقة نظيفة منخفضة الانبعاثات”.
وأضاف: “كنا في مصر ورأينا كيف يتم بناء تلك المحطة. 1700 شخص مصري شاركوا في محطة الضبعة النووية”، مشدداً على ضرورة ضمان “استخدام أفضل المعايير والتعاون بين مصر والوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
وقالت الرئاسة المصرية، في بيان، الثلاثاء، إن “تنفيذ هذه الفعالية يتزامن مع احتفال مصر بالعيد السنوي الخامس للطاقة النووية، الذي تنظمه مصر يوم 19 نوفمبر من كل عام، إحياءً لذكرى توقيع الاتفاقية الحكومية بين مصر وروسيا لبناء وتشغيل محطة الضبعة النووية، ويعتبر يوماً رمزياً لانطلاق البرنامج النووي السلمي المصري”.
أول محطة نووية في مصر
وتعتبر محطة “الضبعة” النووية، أول محطة للطاقة النووية في مصر، يتم بناؤها في مدينة الضبعة في محافظة مطروح على ساحل البحر الأبيض المتوسط، على بعد نحو 300 كيلومتر شمال غرب القاهرة.
ووقّعت روسيا ومصر، في نوفمبر 2015، اتفاقية للتعاون المشترك لإنشاء محطة للطاقة النووية في منطقة الضبعة المطلة على البحر المتوسط، شمالي مصر، ثم دخلت عقود المحطة حيّز التنفيذ في ديسمبر 2017، حينما كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في زيارة رسمية للقاهرة.
وتضم محطة “الضبعة”، 4 مفاعلات من الجيل “3+” العاملة بالماء المضغوط بقدرة إجمالية 4800 ميجاوات بواقع 1200 ميجاوات لكل منها، ومن المقرر إطلاق المفاعل الأول في عام 2028.
وفي عام 2022، بدأ بناء الوحدتين الأولى والثانية من المحطة، بفارق 4 أشهر بين صبّ الخرسانة الأولى، وهو رقم قياسي في قطاع الطاقة النووية العالمي. وفي عام 2023، بدأ بناء الوحدة الثالثة، وفي يناير 2024، بدأ بناء الوحدة الرابعة.
