أعلنت مصر، الخميس، استرداد 36 قطعة أثرية مصرية من الولايات المتحدة، كانت قد خرجت من البلاد بطرق غير مشروعة.
وفي يونيو الماضي، أعلنت السلطات المصرية استعادة 11 قطعة أثرية كانت قد وصلت إلى أميركا بطريقة غير قانونية، وتعود إلى عصور مختلفة من الحضارة المصرية القديمة.
ووفق بيان صادر عن وزارة السياحة والآثار في مصر، تمّت عملية الاسترداد الأخيرة عبر التنسيق بين المجلس الأعلى للآثار، ووزارة الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، وإدارة التعاون الدولي بمكتب النائب العام المصري، والجهات الأمنية والرقابية المعنية في البلاد، وفي إطار مذكرة تفاهم بين القاهرة وواشنطن في مجال حماية واسترداد الآثار.
استرداد الآثار المصرية
وتسلمت لجنة أثرية رسمية القطع الأخيرة لإيداعها في المتحف المصري بميدان التحرير، وسط القاهرة، تمهيداً لترميمها، وعرضها.
وقال وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي، إن استرداد هذه القطع الأثرية “يؤكد التزام الدولة المصرية الراسخ بحماية تراثها، وصون ممتلكاتها الحضارية، واسترداد آثارها التي خرجت بشكل غير مشروع”.
وأشاد المسؤول المصري بالتعاون المثمر بين المؤسسات الوطنية المصرية والأميركية، والذي “يعكس إدراكاً متزايداً بأهمية مكافحة الاتجار غير المشروع في الممتلكات الثقافية والأثرية وحماية التراث الإنساني”.
آثار العصر الروماني
وأكد وزير السياحة والآثار المصري على مواصلة العمل لاستعادة “كل قطعة خرجت من مصر بطرق غير مشروعة”.
من جانبه، اعتبر الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، محمد إسماعيل خالد، استعادة هذه المجموعة “خطوة جديدة ضمن سلسلة إنجازات تحققت بفضل العمل العلمي والقانوني المنهجي الذي تتبعه الدولة المصرية في ملف استرداد الآثار”.
وعن الآثار المستردة، قال: “هذه القطع ليست مجرد مقتنيات تاريخية، بل شواهد حيّة على حضارة صنعها المصريون على مر آلاف السنين، وعودتها إلى أرض الوطن تتويج لجهود دؤوبة، وتعاون دولي فاعل”.
وقال مدير عام الإدارة العامة للآثار المستردة، شعبان عبد الجواد، إن القطع المستردة شملت ثلاث مجموعات رئيسية تضمنت المجموعة الأولى 11 قطعة أثرية، سلّمها مكتب المدعي العام لولاية نيويورك، من بينها قناع مومياء لشاب من العصر الروماني، وإناء على هيئة المعبود “بس”، ولوحة جنائزية من الحجر الجيري من العصر الروماني.
مخطوطات قبطية وسريانية
أما المجموعة الثانية، فقد سلّمها متحف المتروبوليتان للفنون إلى القنصلية المصرية في نيويورك كمبادرة منه، وتضمنت 24 مخطوطاً نادراً بهم كتابات باللغتين القبطية والسريانية.
وبالنسبة للمجموعة الثالثة، فتتكون من لوحة جصية ملونة من عصر الأسرة 18، تمّت مصادرتها من قبل مكتب المدعي العام لولاية نيويورك بعد ثبوت خروجها من مصر بطريقة غير شرعية.
وتبذل السلطات المصرية جهوداً مستمرة لمكافحة التنقيب خلسة عن الآثار كما تسعى دبلوماسياً لاستعادة القطع التي يتم تهريبها للخارج بغرض الاتجار غير المشروع أو بيعها في مزادات.
وافتتحت مصر، مطلع الشهر الجاري، المتحف المصري الكبير في الجيزة بجوار الأهرامات، في حفل حضره ملوك ورؤساء ومسؤولون كبار من دول عديدة، كأكبر وأحدث متحف بالعالم لآثار الحضارة المصرية القديمة.
