شدد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي لنظيره الإيراني عباس عراقجي، السبت، على ضرورة حماية حرية الملاحة في البحر الأحمر، مشيراً إلى الخسائر الكبيرة التي يتكبدها الاقتصاد المصري نتيجة انخفاض إيرادات قناة السويس وعدم استقرار الأوضاع في المنطقة، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية.
وذكرت وزارة الخارجية المصرية أن عبد العاطي تلقى اتصالاً هاتفياً من عراقجي “تناول التطورات المتسارعة بالإقليم وضرورة احتواء التصعيد بالمنطقة سواء في غزة أو لبنان أو اليمن”.
وشدد عبد العاطي على “ضرورة ضبط النفس خلال هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها المنطقة، وعدم اتخاذ خطوات أو تحركات من شأنها أن تسهم في تأجيج الوضع المتأزم في الإقليم”، بحسب البيان.
“حرية الملاحة”
واستعرض وزير الخارجية المصري “التطورات في البحر الأحمر”، حيث شدد على “ضرورة حماية حرية الملاحة بالبحر الأحمر”، مشيراً إلى الخسائر الكبيرة التي يتكبدها الاقتصاد المصري نتيجة انخفاض إيرادات قناة السويس وعدم استقرار الأوضاع في المنطقة، مشدداً على أهمية استعادة الهدوء بالإقليم وتفادي انزلاق المنطقة إلى دائرة من العنف والتصعيد، وفق البيان.
وأوضحت وزارة الخارجية المصرية أن عبد العاطي شدد على ضرورة تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة والعمل على احتواء التصعيد الراهن.
وأفاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الاثنين الماضي، بأن مصر تتكبد خسائر شهرية تُقدّر بنحو 800 مليون دولار من إيرادات قناة السويس، بسبب الأوضاع في المنطقة، بحسب بيان للرئاسة المصرية.
وفي ديسمبر الماضي، قال السيسي، إن التحديات الإقليمية أثَّرت سلباً على حركة الملاحة التجارية الدولية، مما أدى إلى خسارة مصر ما يزيد عن 60% من إيرادات قناة السويس خلال عام 2024، وهو ما يقترب من 7 مليارات دولار.
وتشن جماعة “الحوثيين” في اليمن هجمات على سفن تعبر البحر الأحمر منذ نوفمبر 2023، فيما يقولون إنها “حملة لدعم الفلسطينيين” في الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.
وأجبرت الهجمات شركات شحن على تحويل مسارات السفن من قناة السويس إلى طريق رأس الرجاء الأطول حول إفريقيا، مما أثّر على سير حركة التجارة العالمية بتأخير عمليات التسليم وزيادة التكاليف
وكانت العلاقات بين مصر وإيران متوترة عموماً في العقود الماضية، لكن البلدين كثفا الاتصالات الدبلوماسية رفيعة المستوى منذ اندلاع الحرب على غزة، العام الماضي، مع سعي مصر لدور الوساطة.
وشهد العامان الماضيان تقارباً بين مصر وإيران، من خلال زيادة اللقاءات بين مسؤولي البلدين وتصريحات رسمية تؤكد على الرغبة المشتركة في بناء علاقات طبيعية تقوم على مبادئ المصلحة المتبادلة واحترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
ووجه الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي في مايو 2023، باتخاذ “الإجراءات اللازمة” لتعزيز العلاقات مع مصر، وذلك عقب تصريحات للمرشد الإيراني علي خامنئي رحبت باستئناف العلاقات الدبلوماسية مع القاهرة.
