قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الأحد، إن بلاده لن تتساهل أو تتسامح مع أي مساس أو إضرار بمياه نهر النيل “الذي تعتمد عليه مصر اعتماداً كاملاً”.
وأضاف عبد العاطي، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير خارجية جنوب السودان مونداي سيمايا كومبا، أن مصر ليس لديها أي مشاكل مع دول حوض النيل “باستثناء دولة واحدة في حوض النيل الشرقي”، في إشارة إلى إثيوبيا.
وأكد الوزير المصري “ضرورة الالتزام بمبادئ القانون الدولي والإخطار المسبق وعدم إلحاق أي ضرر بدول حوض النيل”، مشدداً على رفض القاهرة “أي تهديد وجودي للأمن المائي المصري”، معتبراً أنه “خط أحمر”.
وافتتحت إثيوبيا، في سبتمبر الماضي، سد النهضة على نهر النيل الذي بدأت تشييده في 2011، وهو مشروع بلغت تكلفته مليارات الدولارات وتعتبره مصر تهديداً لحقوقها التاريخية في مياه أطول أنهار إفريقيا.
وتتمسَّك القاهرة بـ”الحق التاريخي” لها في مياه النيل، والذي تضمنه سلسلة اتفاقات مبرمة منذ عام 1929، حيث حصلت مصر حينها على حق النقض “الفيتو” ضد بناء أي مشاريع على النهر.
وفي عام 1959، حصلت مصر بموجب اتفاق مع الخرطوم حول توزيع مياه النيل، على حصة بنسبة 66% من كمية التدفق السنوي للنيل، مقابل 22% للسودان.
ملف السودان
من جانب آخر، قال وزير الخارجية المصري إنه ناقش مع نظيره في جنوب السودان أهمية الوصول إلى تهدئة في السودان، والتوصل لهدنة إنسانية وإطلاق عملية سياسية شاملة.
وأشار عبد العاطي إلى أنه “يجب تهدئة الأوضاع في المناطق الحدودية بالسودان وجنوب كردفان”، مشدداً على أن “استقرار وأمن السودان من أمن واستقرار مصر”.
ويخوض الجيش السوداني حرباً ضد قوات الدعم السريع منذ أبريل 2023 خلال مرحلة انتقالية كان من المفترض أن تفضي إلى إجراء انتخابات للتحول إلى حكم مدني.
اتفاق غزة
ولفت الوزير المصري إلى أن “الأمور تسير بشكل جيد في اتفاق وقف إطلاق النار في غزة”، معرباً عن أمله بأن “يتم الإعلان في يناير المقبل عن الدخول في المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار في القطاع”.
وقال عبد العاطي إن “مصر تعمل على الدخول في المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة”، وأضاف: “نأمل أن يتم خلال يناير المقبل الدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق”.
وأضاف: “نعول على انخراط الرئيس الأميركي دونالد ترمب في وقف انتهاكات الطرف الإسرائيلي لاتفاق غزة”، معرباً عن قلق القاهرة البالغ، في الوقت نفسه، “من تصاعد الاستيطان بالضفة الغربية”.
وكان عبد العاطي، حمَّل إسرائيل، مسؤولية تعثر الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة، وقال إن “الاتصالات مستمرة مع الجانب الأميركي لنقل الرؤية المصرية بشأن الكيانات الانتقالية، وعلى رأسها مجلس السلام وقوة الاستقرار”، مشدداً على موقف القاهرة بأن تكون قوة الاستقرار “قوة حفظ سلام لا فرض سلام”، وتحدث عن حصر السلاح في غزة لا نزعه.
