مصر وقطر: جهودنا في الوساطة لوقف حرب غزة “مستمرة”

أكدت مصر وقطر، في بيان مشترك، الأربعاء، أن جهودهما في ملف الوساطة، الرامية لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة، “مستمرة ومتسقة، وتستند إلى رؤية موَّحدة تهدف إلى إنهاء الأزمة الإنسانية غير المسبوقة” في القطاع، وتخفيف معاناة المدنيين، عبر تهيئة الظروف الملائمة للوصول إلى تهدئة شاملة.
وشددت الدولتان، في البيان الذي نشرته الخارجية المصرية، على أن “محاولات بث الفرقة بين الأشقاء، عبر التشكيك، أو التحريف، أو التصعيد الإعلامي، لن تنجح، ولن تثنيهما عن مواصلة العمل المشترك لإنهاء هذه الحرب، والكارثة الإنسانية التي خلَّفتها”.
كما أكدت الدولتان أنهما “لن تنجرا إلى أي سياقات داخلية، أو حسابات جانبية لا تخدم مصلحة الشعب الفلسطيني الشقيق”.
وجددت القاهرة والدوحة، وفق البيان، “التزامهما الكامل بالعمل في إطارٍ واضح، يركّز على رفع المعاناة، وتثبيت التهدئة، وصولاً إلى حل دائم”.
وأكد البلدان أن جهودهما “تنسَّق عن كثب مع الولايات المتحدة الأميركية في سبيل التوصل إلى اتفاق يضع حداً للمأساة الإنسانية، ويضمن حماية المدنيين”.
وقف إطلاق النار في اليمن
في سياق قريب، رحَّبت وزارة الخارجية المصرية، الأربعاء، باتفاق وقف إطلاق النار في اليمن مع الولايات المتحدة، معبِّرة عن أملها في أن ينعكس هذا الاتفاق “إيجابياً” على حرية الملاحة في البحر الأحمر.
وقالت وزارة الخارجية، في بيان، إن مصر تتطلع لأن تشهد الفترة المقبلة التزاماً بهذا الاتفاق “بما يعطي دفعة بنَّاءة لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، ولجهود إحلال الأمن والاستقرار في المنطقة”.
كان وزير خارجية سلطنة عمان بدر البوسعيدي أعلن، الثلاثاء، نجاح اتصالات أجرتها السلطنة مع الولايات المتحدة وجماعة الحوثي اليمنية في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانبين، يضمن حرية الملاحة التجارية عبر البحر الأحمر.
وقالت وزارة الخارجية العماني، في بيان، إنه بعد “المناقشات والاتصالات التي أجرتها سلطنة عُمان مؤخراً” مع الولايات المتحدة والحوثيين، “بهدف تحقيق خفض التصعيد، أسفرت الجهود عن التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار بين الجانبين”.
وأضافت الوزارة أنه “في المستقبل، لن يستهدف أي منهما الآخر، بما في ذلك السفن الأميركية في البحر الأحمر وباب المندب، وبما يؤدي لضمان حرية الملاحة وانسيابية حركة الشحن التجاري الدولي”.
بدوره، قال المسؤول بالجماعة محمد علي الحوثي إن وقف الولايات المتحدة “للعدوان” على اليمن “سيتم تقييمه ميدانياً أولاً”.
وأضاف في منشور على منصة “إكس”: “عمليات اليمن كانت ولا زالت إسناداً لغزة لإيقاف العدوان”، مشيراً إلى أن وقف إطلاق النار مع الولايات المتحدة لا يشمل وقف هجمات الجماعة على إسرائيل.
وتسبَّبت هجمات جماعة الحوثي، المتحالفة مع إيران وتسيطر على معظم أنحاء اليمن، على السفن في البحر الأحمر منذ نوفمبر 2023 في تعطيل التجارة العالمية.
“انتصار كبير”
ووصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إعلان وقف إطلاق النار بـ”الانتصار الكبير”، مشيرة إلى “وعد الرئيس ترمب باستعادة حرية الملاحة في البحر الأحمر”، معتبرة أنه “استخدم القوة الأميركية الهائلة للوفاء بهذا الوعد بسرعة”.
وأضافت ليفيت على منصة “إكس” أن “العالم أكثر أماناً بقيادة الرئيس ترمب”.
وقال وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث على منصة “إكس”، إن الهدف من اليوم الأول للعملية هو “ضمان حرية الملاحة”، مضيفاً: “عودة للسلام عبر القوة”.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية تامي بروس، خلال مؤتمر صحافي، إن “الحوثيين لا يريدون الاستمرار في القتال”، مشيرة إلى أن “الاتفاق يخص البحر الأحمر والهجمات على السفن”.
وفي وقت سابق من الثلاثاء، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أن الحوثيين في اليمن أبلغوا الولايات المتحدة أنهم “لا يريدون القتال بعد الآن”، مضيفاً أن الولايات المتحدة سوف “تحترم ذلك، وسنوقف القصف فوراً”.
وأضاف ترمب، خلال استقباله رئيس الوزراء الكندي مارك كارني: “لقد استسلموا ولكن الأهم، أننا سنأخذهم عند كلمتهم، قالوا إنهم لن يفجروا السفن مرة أخرى، وهذا هو سبب قيامنا بما نقوم به هناك. عرفنا للتو هذه المعلومات”.
وتابع: “أعتقد أن هذا أمر إيجابي، كانوا يستهدفون الكثير من السفن التي تُبحر هناك، سأقبل كلمتهم وسنوقف القصف فوراً”.
ورداً على سؤال بشأن “الاتفاق” الذي توصل إليه مع الحوثيين، قال ترمب :”هذا ليس اتفاقاً، لقد قالوا: من فضلكم لا تقصفونا، ولن نهاجم سفنكم”.