أعلنت مصر وقطر، الأحد، مواصلة جهودهما المكثفة لتقريب وجهات النظر، والعمل على تذليل النقاط الخلافية، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة، ارتكازاً على مقترح ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بما يتيح استئناف المفاوضات غير المباشرة على أساس المقترح.

وأكدت الدولتان، في بيان مشترك نشرته وزارة الخارجية المصرية على حسابها بفيسبوك، عزمهما “تكثيف الجهود لتذليل العقبات التي تشهدها المفاوضات” بالتنسيق مع الولايات المتحدة.

ودعت القاهرة والدوحة، كافة الأطراف إلى ضرورة التحلي بالمسؤولية ودعم جهود الوسطاءء لإنهاء الأزمة بقطاع غزة، بما يعيد الاستقرار والهدوء للمنطقة.

وأعربتا عن تطلعهما لسرعة التوصل إلى هدنة مؤقتة لمدة 60 يوماً تؤدي إلى اتفاق وقف دائم لإطلاق النار بقطاع غزة، بما يسمح بـ”إنهاء الأزمة الإنسانية غير المسبوقة بالقطاع”.

وأضاف البيان، أن الدولتين تأملان في أن تفضي الهدنة المؤقتة أيضاً إلى “السماح بفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية بما يضمن التخفيف من المعاناة التي يواجهها الشعب الفلسطيني بغزة، وصولاً لإنهاء الحرب بشكل كامل والبدء في إعادة إعمار القطاع وفقاً للخطة التى اعتمدتها القمة العربية الطارئة التي عقدت بالقاهرة فى 4 مارس 2025”.

وفي وقت سابق الأحد قالت مصادر في “حماس” مطلعة على سير المفاوضات، لـ”الشرق”، إن رد الحركة للوسطاء على مقترح ويتكوف، “حمل موافقة ضمنية عليه، ومطالبات للجانب الأميركي بضمانات إضافية”، فيما أعلن ويتكوف لاحقاً أن هذا الرد “غير مقبول”.

وقالت المصادر إن الرد تضمن “انسحاب القوات الإسرائيلية تدريجياً وصولاً إلى الانسحاب الكامل” من قطاع غزة، مشيرة إلى اقتراح الحركة جدولاً زمنياً لتبادل الأسرى “هدفه ضمان التزام إسرائيل بوقف النار”.

ويتضمن الجدول الزمني المقترح لتسليم المحتجزين الإسرائيليين، 3 دفعات كالتالي: 4 في اليوم الأول للهدنة (مدتها 8 أسابيع تمتد إلى 10 أسابيع)، و2 في اليوم الثلاثين، و4 في اليوم الستين.

 في المقابل تطلق إسرائيل سراح أعداد من المعتقلين والأسرى الفلسطينيين يجري الاتفاق بشأنهم، من ذوي المحكوميات المؤبدة والعالية، وأكثر من 1000 أسير اعتقلهم الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023.

ويتضمن الجدول أيضاً، تسليم 6 جثامين إسرائيليين في اليوم العاشر للهدنة، و6 في اليوم الثلاثين، و6 آخرين في اليوم الخمسين للهدنة.

وطالبت “حماس” في ردها، بفتح المعابر لإدخال المساعدات وفق الآلية المتبعة قبل مارس الماضي، (أي قبل انهيار الهدنة)، وكذلك فتح معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر، للسفر والعودة لمواطني القطاع.

“غير مقبول على الإطلاق”

ورد مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب، عبر منصة “إكس”، قائلاً إن “رد حماس على المقترح الأميركي غير مقبول على الإطلاق ويعيدنا إلى الوراء، وعلى الحركة أن تقبل المقترح الإطاري الذي تم طرحه كأساس للمحادثات غير المباشرة، لبداية المفاوضات على الفور الأسبوع المقبل”.

وأضاف ويتكوف أن “هذه الطريقة الوحيدة للحصول على وقف لإطلاق النار في غزة لمدة 60 يوماً، وعودة نصف المحتجزين (الإسرائيليين) الأحياء ونصف الجثامين إلى ديارهم وعائلاتهم، بالإضافة إلى إجراء المحادثات غير المباشرة بحسن نية لمحاولة التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار”.

وكانت الإدارة الأميركية أعلنت الأحد الماضي، أنها سلمت للجانبين، “حماس” وإسرائيل، مقترح ويتكوف الجديد الذي يشمل إطلاق سراح 10 محتجزين إسرائيليين أحياء، و18 جثماناً لإسرائيليين، على دفعتين، على أن تطلق إسرائيل سراح عدد من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين بعد أن يتم الاتفاق بشأنهم.

وتتواصل خلال هدنة من 60 إلى 70 يوماً، المفاوضات، كما تسمح إسرائيل بإدخال المساعدات إلى القطاع الفلسطيني. 

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي موافقته على المقترح، وفق ما أعلنت وقتها وسائل إعلام إسرائيلية.

شاركها.