مطار هيثرو يحقق في الإغلاق بعد استئناف الرحلات

استأنف مطار هيثرو في لندن عملياته بكامل طاقته السبت، وأمر بالتحقيق في كيفية التعامل مع انقطاع التيار الكهربائي الذي أدى إلى إغلاق المطار، بينما حذرت شركات طيران من تأخيرات وإلغاءات.
وقالت الخطوط الجوية البريطانية، التي يقع مركزها الرئيسي في هيثرو، إنها أتمت تسيير نحو 90% من رحلاتها المجدولة السبت، وتعهدت بتشغيل “شبه كامل” لعملياتها بعد أن حذر رئيسها التنفيذي شون دويل من “تأثير هائل على جميع عملائنا الذين يسافرون معنا خلال الأيام المقبلة”.
وكان من المقرر أن يتعامل المطار، وهو خامس أكثر مطارات العالم ازدحاماً، مع 1351 رحلة الجمعة، تحمل ما يصل إلى 291 ألف مسافر، لكن الحريق الذي اندلع في محطة كهرباء فرعية قريبة أجبر الطائرات على تحويل مساراتها إلى مطارات أخرى، بينما عادت العديد من الرحلات الطويلة إلى نقاط المغادرة.
وقالت وزارة الطاقة البريطانية السبت، إنها كلفت الهيئة المشغلة لشبكة الطاقة الوطنية بإجراء تحقيق عاجل في سبب الانقطاع الذي أثار تساؤلات عن مدى كفاءة البنية التحتية الحيوية بالبلاد.
مراجعة خطط الأزمات
وقالت هيئة مطار هيثرو إنها كلفت عضواً مستقلاً في مجلس إدارتها، وهي وزيرة النقل السابقة روث كيلي، بإجراء مراجعة لخطة إدارة الأزمات في المطار وطريقة تعامله مع هذه الواقعة بهدف تعزيز القدرة على مواجهة مثل هذه الظروف.
وقال خبراء في الطيران إن آخر مرة شهدت فيها المطارات الأوروبية اضطراباً على هذا النطاق الواسع كانت أثناء سحابة الرماد البركاني في أيسلندا عام 2010 التي أدت إلى إلغاء نحو 100 ألف رحلة جوية.
وأظهر موقع مطار هيثرو الإلكتروني أن الغالبية العظمى من الرحلات الجوية المقررة في الصباح وعند الظهيرة غادرت بنجاح السبت، مع عدد قليل من التأخيرات والإلغاءات.
وقال توماس وولدباي الرئيس التنفيذي لمطار هيثرو في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) “لا نتوقع إلغاء أو تأخير عدد كبير من الرحلات الجوية. هناك بعض الإلغاءات وبعض التأخيرات. نتعامل معها بالطريقة المعتادة”.
وأفاد متحدث باسم المطار في بيان عبر البريد الإلكتروني أن المطار يضم مئات الموظفين الإضافيين لتسهيل سفر 10 آلاف مسافر إضافي.
لكن شركات الطيران لا تزال بحاجة لحل أزمة عشرات الآلاف من المسافرين الذين تعطلت رحلاتهم.
لا شبهة جنائية في الحادث
وبدا التوتر على العديد من الركاب المتجهين إلى مطار هيثرو من محطة بادنجتون في لندن.
وقالت الأستاذة الجامعية ميليسا جرابويز، التي قالت إنها كانت تتحقق بشكل متكرر من حالة رحلتها إلى تورنتو “آمل فقط أنه عندما أصل إلى هناك، سأتمكن من الذهاب بالفعل”.
وذكرت الشرطة أنه بعد التقييم الأولي، فإنها لا ترى شبهة جنائية في الحادث، على الرغم من استمرار التحقيقات. وذكرت فرقة إطفاء لندن أن تحقيقاتها ستركز على معدات توزيع الكهرباء.
ويواجه قطاع السفر احتمال تعرضه لضربة مالية تكلفه عشرات الملايين من الجنيهات الإسترلينية، بالإضافة إلى نزاع محتمل حول المسؤول عن تحمل التكاليف فضلاً عن تساؤلات عن كيفية انهيار بنية تحتية حيوية كهذه دون دعم.
وقال ويلي والش، رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي، والرئيس السابق للخطوط الجوية البريطانية الذي ظل لسنوات ينتقد بشدة المطار المزدحم “هذا فشل واضح في التخطيط من قبل المطار”.
وشهد مطار هيثرو ومطارات لندن الرئيسية الأخرى انقطاعات أخرى في الخدمة خلال السنوات الأخيرة، كان آخرها عطل في نظام البوابات الآلية، وانهيار في نظام الملاحة الجوية، وكلاهما في عام 2023.
وكتبت صحيفة ذا صن في عنوانها الرئيسي “بريطانيا تُهان بسبب كارثة المطار”. وقالت صحيفة ديلي ميل “هذا مُضحك”.