اخر الاخبار

معارضون لحرب غزة يقاضون جامعة كاليفورنيا لانتهاك حقوقهم

أقام أكثر من 30 ناشطاً معارضاً للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة دعوى قضائية ضد جامعة كاليفورنيا بمدينة لوس أنجلوس، متهمين إياها بـ”انتهاك الحقوق المدنية للمتظاهرين بشكل متكرر ومنهجي”، خلال الاحتجاجات التي جرت داخل الحرم الجامعي العام الماضي، وفق شبكة NBC News.

وقال المدعون، في بيان صحافي بشأن الدعوى التي أُعلن عنها، الخميس، إنهم  حُرموا “من حقوقهم في التجمع والتحدث والتعلم والتنظيم بحرية وأمان”، وأنهم أُصيبوا بإصابات “بالغة الخطورة وباضطرابات ما بعد الصدمة”.

ورُفعت الدعوى القضائية، الأربعاء، في محكمة مقاطعة لوس أنجلوس العليا، وتضم 35 مدعياً، من بينهم طلاب وأعضاء هيئة تدريس ومراقبين قانونيين كانوا متواجدين في الحرم الجامعي خلال الاحتجاجات العام الماضي.

وبالإضافة إلى اتهام مسؤولي الجامعة بانتهاك “الحقوق المدنية لجميع المتظاهرين المعارضين لحرب غزة”، و”فشلهم في معالجة التمييز ومنعه”، تشمل الدعوى أيضاً قسم شرطة لوس أنجلوس، ودوريات الطرق السريعة في كاليفورنيا، و20 شخصاً وصفتهم بأنهم بـ”جماعة شغب” كمدعى عليهم.

وقال المدعون إن وكالات إنفاذ القانون الأميركية استخدمت “قوة بدنية مفرطة”، واعتقلت المتظاهرين “بشكل غير قانوني”، وإن رجال الشرطة استخدموا “مقذوفات ذات تأثير حركي قوي (لا تحتوي على متفجرات، لكنها تسبب إصابات خطيرة أو ألماً شديداً) على رؤوس ووجوه الأشخاص” في 2 مايو، عندما أُلقي القبض على أكثر من 200 شخص في الاعتصام داخل الحرم الجامعي.

وقال متحدث باسم دوريات الطرق السريعة في كاليفورنيا إن الوكالة لا تستطيع التعليق على الدعوى؛ لأنها قيد النظر في المحكمة، كما لم ترد إدارة شرطة لوس أنجلوس على طلب الشبكة الحصول على تعليق، الخميس.

“جماعة الشغب”

وحددت الدعوى الأشخاص الذين وصفتهم بـ”جماعة الشغب” بأنهم أولئك الذين شاركوا في “أعمال شغب وحشية استمرت لساعات”، ضد المعتصمين، مشيرة إلى أن العديد منهم من سكان لوس أنجلوس، وليسوا أعضاءً في جامعة كاليفورنيا.

وتتضمن الدعوى مزاعم بأن المعارضين للاعتصام “اعتدوا بعنف على المتظاهرين” من خلال “كسر عظامهم، والاعتداء عليهم جنسياً، وحرق أعينهم بذخائر كيميائية”، وقال المدعون إن “الشرطة والأمن الخاص كانوا يراقبون الهجوم الذي استمر لساعات من على بُعد أمتار قليلة”.

وجاء في الدعوى: “كان من الواضح على الفور أنه لم يكن هناك أي شكل من أشكال الحماية لسلامة المعتصمين، وأن الغوغاء نجحوا في تحويل مساحة سلمية ومتعددة الأديان إلى مكان مليء بالرعب”.

وتحدث المدعون في شهاداتهم الشخصية، المُدرَجة في الدعوى، عن “العنف الذي مارسه ضدهم معارضون للاعتصام وضباط الشرطة”.

وقال طالب، يدعى جاك كيرنز، إن أحد أفراد “جماعة الشغب” ضربه على رأسه “بقطعة خشب كبيرة”، ما جعله يفقد الوعي، فيما قال طالب آخر، يدعى فراس قريشي، إنه أصيب برصاص مطاطي 4 مرات، ما تسبب بكسر شديد في إصبعه وكدمات وجروح في صدره وظهره.

وتطالب الدعوى بالحصول على تعويضات مالية عن الإصابات الجسدية والنفسية التي قال المدعون إن المتظاهرين تعرضوا لها.

ونقلت الشبكة الأميركية عن المتحدث باسم مكتب رئيس جامعة كاليفورنيا ستيت هولبروك، قوله إن المكتب قد أُبلغ بالدعوى، وأنه “يجمع معلومات إضافية بشأن الأمر”، مشيراً إلى أن الجامعة أجرت “إصلاحات شاملة على مستوى النظام لتعزيز السلامة ومكافحة المضايقات والتمييز” في حرمها الجامعي.

ترمب وترحيل الأجانب

وتأتي هذه القضية في الوقت الذي تسعى فيه إدارة الرئيس دونالد ترمب إلى ترحيل الأجانب الذين شاركوا في الاحتجاجات المعارضة للحرب التي شنتها إسرائيل على غزة منذ أكتوبر 2023.

وأثارت إجراءات ترمب احتجاجات من جماعات مدافعة عن الحقوق المدنية والمهاجرين، اتهمت إدارته باستهداف المعارضين السياسيين بشكل غير عادل من خلال التذرّع بقوانين نادرة الاستخدام.

وفي وقت سابق هذا الشهر، اعتقلت إدارة ترمب الطالب بجامعة كولومبيا محمود خليل، وتسعى إلى ترحيله بسبب مشاركته في احتجاجات مناصرة للفلسطينيين، فيما يطعن خليل على احتجازه أمام القضاء.

ويتهم ترمب المتظاهرين المعارضين لحرب غزة بأنهم “معادون للسامية”. ويقول مدافعون عن حقوق الفلسطينيين، ومن بينهم جماعات يهودية، إن معارضيهم يخلطون خطأً بين انتقادهم للهجوم الإسرائيلي على غزة ودعمهم لحقوق الفلسطينيين وبين “معاداة السامية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *