معارك عنيفة في دارفور.. الفاشر تشتعل وحشد لقوات الدعم السريع
تستمر المعارك في إقليم دارفور خاصة حول مدينة الفاشر آخر معقل لقوات الجيش السوداني بالإقليم ووسط تدفق أسلحة لقوات الدعم السريع من خارج السودان.
الوضع في الفاشر
خيّم الهدوء الحذر على مدينة الفاشر بدارفور بعد معارك عنيفة اندلعت جنوب شرقي المدينة ليلا في ولاية شمال دارفور.
وأعلنت «القوة المشتركة» أنها تمكّنت من صد هجوم شنته قوات الدعم السريع على المدينة، مؤكدة استيلاءها على عدد من الآليات العسكرية والأسلحة والذخائر التابعة لقوات الدعم السريع في محور الصحراء.
وأشارت القوة إلى أنها تواصل تقدمها في مختلف المحاور ضمن معركتها الهادفة إلى استعادة الأمن والاستقرار في البلاد.
استنفار للدعم السريع
قالت مصادر لقناة إن المعارك المستمرة في مدينة الفاشر هذه الأيام تتزامن مع عمليات استنفار وتحشيد لقوات الدعم السريع، إذ يتم استدعاء عناصر من مناطق وولايات جنوب ووسط وشرق وغرب دارفور، بالإضافة إلى أجزاء من إقليم كردفان، ومن بينهم أجانب، بهدف تعزيز صفوف الدعم السريع في محاولة للسيطرة على المدينة التاريخية.
تهريب الأسلحة
وكانت قد أعلنت حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، أن القوة المشتركة في دارفور تمكنت من إحباط محاولة تهريب أسلحة وعتاد حربي إلى قوات الدعم السريع، بعد ضبط قافلة إمداد عسكرية قادمة من دولة تشاد.
وأوضحت الحركة أن قوات الدعم السريع تستغل المنطقة الصحراوية الواسعة التي تربط السودان بتشاد وليبيا لنقل العتاد الحربي إلى إقليم دارفور، حيث يجري توزيعه إلى بقية مناطق العمليات المختلفة.
وتواجه دولة الإمارات العربية المتحدة اتهامات بتقديم الإمداد العسكري لقوات الدعم السريع، حيث يُنقل هذا الدعم عبر مطار “أم جرس” في تشاد، ومنه يُهرب إلى داخل الأراضي السودانية.
وجاء في بيان أصدرته حركة تحرير السودان، أنه “في إطار جهود القوة المشتركة المستمرة لتأمين حدود السودان وحماية أراضيه من محاولات التهريب والإرهاب، تمكنت قواتكم المشتركة في محور الصحراء، على الحدود السودانية الليبية التشادية، من إحباط محاولة تهريب أسلحة كبيرة كانت في طريقها إلى مليشيا الدعم السريع الإرهابية في دارفور”.
ووفقًا للبيان، انتشرت منذ سبتمبر الماضي قوات تابعة للحركات المسلحة القادمة من ليبيا ومن منطقة الدبة في الولاية الشمالية، في صحراء شمال دارفور، حيث خاضت معارك عنيفة مع قوات الدعم السريع في بلدة “مدو” التابعة لمحلية المالحة.
وأضاف البيان أن العملية تمت بعد تمشيط ميداني دقيق ومستمر من قبل القوات المشتركة، حيث تم ضبط شحنة كبيرة من الأسلحة المتطورة التي كانت في طريقها إلى داخل البلاد.
وأظهرت الحركات المسلحة في تسجيلات مصورة عددًا من المركبات القتالية، بالإضافة إلى صناديق ذخيرة ومدافع “كورنيت”، وهو سلاح مضاد للدروع تستخدمه قوات الدعم السريع في المعارك.
كما عرضت الفيديوهات وثائق، من بينها جواز سفر عسكري كولومبي الجنسية يحمل تأشيرة خروج من مطار آل مكتوم الدولي في أكتوبر الماضي، إلى جانب رخصة قيادة ومستندات أخرى.
وأشار البيان إلى أن هذه المحاولة الفاشلة تُبرز بوضوح استمرار اعتماد مليشيا الدعم السريع على مصادر خارجية للإمداد بالسلاح، ودعمها بعناصر مرتزقة لزعزعة أمن واستقرار السودان، دون اكتراث بمعاناة الشعب أو تداعيات هذه الأفعال الإجرامية على السلام والأمن في المنطقة.
وأكد البيان أن القوات المشتركة تواصل العمل على مدار الساعة لتأمين الحدود ومنع تهريب السلاح أو إدخال المرتزقة إلى الأراضي السودانية.