اخر الاخبار

مع قدوم الصيف.. أسعار أجهزة التبريد ترتفع في الحسكة

تشهد مدينة الحسكة ارتفاعًا في أسعار وسائل التبريد والتكييف من ثلاجات ومكيفات ومراوح، سواء المستعملة أو الجديدة، ما يضيف عبئًا ماليًا على كاهل المواطنين الذين يعانون أصلًا من ظروف اقتصادية صعبة.

وعبر صفحات الأسواق المحلية في “فيس بوك” التي تبيع الأجهزة المستعملة والجديدة، يبحث ثامر الحسين (46 عامًا) من القامشلي عن ثلاجة بسعر يناسب “ميزانيته”، ويسد حاجة عائلته المكونة من أربعة أفراد، لتأمين المياه الباردة وحفظ الطعام.

وقال ثامر ل، إن الثلاجة التي يمتلكها صارت قديمة ومتهالكة وكثيرة الأعطال، وآخر مرة طلب منه عامل الصيانة مليون ليرة سورية من أجل إصلاحها.

وأضاف أن مليون ليرة يعادل تقريبًا مرتبه الشهري من عمله في أحد مستودعات الأغذية، لذلك قرر شراء ثلاجة جديدة، لكنه فوجئ بالأسعار المرتفعة وجميعها بالدولار.

بعد ذلك، قرر ثامر شراء ثلاجة مستعملة مرة أخرى، وهو يأمل أن تكون أفضل من ثلاجته القديمة المتهالكة، لكنه إلى الآن لم يجد ما يناسب احتياجاته ويتوافق مع ميزانيته، حسب قوله.

تعديل وفق ظروف التيار

اشترى فارس إبراهيم (50 عامًا) من بلدة القحطانية مكيفًا مستعملًا بحجم متوسط بـ100 دولار أمريكي (الدولار يعادل حاليًا 15000 ليرة سورية)، في حين أنه سعر الجديد منه يبلغ نحو 200 دولار أمريكي.

وقال فارس ل، إن أسعار المكيفات مرتفعة، رغم أن بعضًا منها صناعة محلية في الحسكة، لافتًا إلى أنه اضطر لتبديل “قش المكيف” وهو من النوع المعروف محليًا بـ”الصحراوي” بـ60 ألف ليرة سورية.

وبحسب فارس، فإن بعضًا ممن يشترون المكيفات خصوصًا “كبيرة الحجم” يضطرون للتعديل على المكيفات كي تعمل ليس فقط على التيار الكهربائي بل على البطاريات.

وأضاف أن خلال الليل ومع اشتداد الحرارة يصبح من الصعب النوم، لذلك تعدل المكيفات حتى يمكن تشغيلها على البطارية، لأن مدة تشغيل المولدات (اشتراك الأمبيرات) هي ثماني ساعات فقط، وتقف عن العمل عند الساعة 12 ليلًا.

في حين أن بعضًا من “ميسوري الحال” يشتركون بنظام “الأمبيرات” الليلية، وتبلغ كلفة اشتراك “الأمبير” الواحد الليلي نحو أربعة دولارات أمريكية.

محمد الحسن (47 عامًا) فني كهربائي من الحسكة، قال ل، إنه يعمل على تعديل المكيفات لتعمل على البطارية أو الطاقة الشمسية، ويلقى هذا الأمر إقبالًا من الزبائن، رغم الكلفة الزائدة على ثمن المكيف التي تقدر بنحو 35 دولارًا أمريكيًا.

بالدولار

خلال جولة ل على محال بيع أجهزة التكييف والتبريد كالثلاجات والمكيفات والمراوح بأنواعها السقفية والعمودية ضمن القامشلي، كانت جميع الأدوات تسعر بالدولار الأمريكي.

مفيد شيخو (46 عامًا) صاحب محل لبيع الأدوات الكهربائية، قال ل، إن الزبون يعتبر الأسعار مرتفعة جراء انخفاض قيمة الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي، في حين يراها البائع “معقولة” لأن جميع البضائع التي يستوردها يدفع ثمنها بالدولار وتدفع ضرائبها وأجورها ورسومها بالدولار.

وأضاف البائع أن معظم المكيفات التي “غزت السوق” في العام الحالي هي المكيفات الإيرانية المنزلية والمكتبية ذات الهيكل البلاستيكي، إذ تعتبر أرخص من المحلية والأخرى تركية المنشأ.

وذكر أن هناك إقبالًا على المكيفات القابلة للتعديل والخفيفة المصنوعة من البلاستيك، خصوصًا من قبل أصحاب المكاتب والمحال التجارية في السوق.

ولفت إلى أن الأقل طلبًا ومبيعًا هي مكيفات “الغاز” التي تحتاج إلى طاقة كهربائية مرتفعة (نحو ثمانية أمبيرات) لتشغيلها، وهذا صعب تأمنيه في ظل الانقطاع الدائم للتيار الكهربائي النظامي (الشبكة الرئيسة)، وكون أغلب اشتراكات السكان وأصحاب الفعاليات التجارية في السوق هو أربعة أمبيرات وأقل.

 وأوضح شيخو أن الأمر مختلف بالنسبة للثلاجات، إذ يفضل الزبون الصناعة المحلية والتركية.

وتتراوح أسعار الثلاجات الجديدة بين 300 و700 دولار أمريكي حسب الحجم والنوع، في حين تراوحت أسعار الثلاجات المستعملة بين 100 و200 دولار أمريكي، أما المكيفات الجديدة فأسعارها تتراوح بين 150 و400 دولار أمريكي حسب الحجم والمنشأ.

أما المراوح فهناك إقبال على العمودية منها التي تعمل على الكهرباء وعلى البطارية ويبلغ سعرها نحو 20 دولارًا.

ويبلغ الحد الأدنى للأجور في مناطق سيطرة قسد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) مليونًا و40 ألف ليرة سورية (نحو 70 دولارًا).

وذكرت دراسة لـ”وحدة تنسيق الدعم” أن 30% من السوريين في مناطق الشمال يعتمدون على العمل اليومي (غير المنتظم) كمصدر دخل أساسي وثانوي، وأن 20% يدفعون إيجارات سكن (إيجار السكن في مناطق الحسكة نحو 75 دولارًا شهريًاا)، وأن 61% من العائلات لديها ديون

“بينما 75% من الأسر لا يمكنها توفير أي مبالغ خلال الشهر، بالإضافة إلى بلوغ أدنى متوسط دخل للسكان قيمة 110 دولارات أمريكية بنسبة تقل بشكل واضح عن سلة الحد الأدنى للإنفاق بمقدار 20 دولارًا”.

المصدر: عنب بلدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *