اخر الاخبار

مفاوضات غزة.. مقترح أميركي “محدث” وحماس “مستعدة” لاتفاق جزئي

قالت مصادر مطلعة على مسار مفاوضات حرب غزة لـ”الشرق” إن حركة “حماس” أبدت استعدادها للموافقة على مرحلة أولى من اتفاق جزئي مع إسرائيل يتضمن وقفاً لإطلاق النار لمدة تتراوح بين شهرين إلى ثلاثة، تتخللها عملية تبادل تشمل الإفراج عن 7 إلى 9 محتجزين مقابل إطلاق سراح ما بين 250 إلى 300 فلسطيني، وذلك وسط تقارير عن ضغوط أميركية على الطرفين لقبول مقترح “محدث” بشأن إنهاء الحرب.

وبحسب المصادر، فإن موافقة “حماس” مشروطة بالحصول على “ضمانات مكتوبة” تؤكد أن هذا الاتفاق المؤقت يُعد جزءاً من مسار يؤدي إلى تسوية شاملة، تشمل وقفاً دائماً للحرب، وضمان عدم استئناف العمليات العسكرية خلال فترة التفاوض.

في المقابل، يطالب الوسطاء، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، بتقديم ضمانات أيضاً، إذ يشترطون التزامات مكتوبة فقط في حال التوصل إلى اتفاق شامل، بينما قد يكتفون بضمانات شفهية إذا كان الاتفاق جزئياً.

ويُفترض أن تشكل هذه المرحلة خطوة أولى نحو مسار تفاوضي أوسع يُناقش خلال فترة الهدنة، ويهدف في جوهره إلى التوصل لاتفاق نهائي يُنهي الحرب بشكل دائم.

وفي وقت سابق الأحد، نقلت شبكة CNN الأميركية عن أحد كبار قادة “حماس”، لم تسمه، إن الحركة وافقت على إطلاق سراح ما بين 7 و9 محتجزين إسرائيليين مقابل وقف إطلاق نار لمدة 60 يوماً والإفراج عن 300 أسير فلسطيني.

وتحاصر إسرائيل قطاع غزة منذ بداية شهر مارس الماضي، وتمنع عنه كل الإمدادات الغذائية والمساعدات، مع استئناف هجومها على القطاع، عقب خرقها لاتفاق وقف إطلاق النار، مما أدى إلى تزايد القلق الدولي بشأن محنة سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

مقترح أميركي محدث

في سياق متصل، ذكر موقع “أكسيوس” الأميركي نقلاً عن مسؤول إسرائيلي ومصدر مطلع أن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف سلَّم إسرائيل وحركة “حماس” مقترحاً محدثاً لصفقة تتعلق بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في قطاع غزة، ويضغط حالياً على الطرفين لقبوله.

وعلى الرغم من وجود فرق تفاوض من إسرائيل و”حماس” في الدوحة حالياً، قالت المصادر للموقع الأميركي إن المحادثات بشأن “مقترح ويتكوف” تجرى حالياً عبر قنوات أخرى.

وأوضح “أكسيوس” أن ويتكوف يتواصل بشكل مباشر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومستشاره رون ديرمر، كما يجري محادثات مع قيادات “حماس” في الدوحة عبر وسيط.

ويشمل العرض الجديد إطلاق سراح 10 محتجزين مقابل وقف إطلاق نار لمدة 45 إلى 60 يوماً، إلى جانب الإفراج عن معتقلين فلسطينيين، لكنه يتميّز عن العروض السابقة بصياغة جديدة تؤكد أن هذه التهدئة ستشكل بداية لمسار أوسع قد يؤدي إلى إنهاء الحرب، بحسب “أكسيوس”.

ونقل أكسيوس عن مصدر مطلع قوله “العرض الجديد يحاول منح حماس ضمانات بأن إبرام اتفاق جزئي الآن قد يمهد لإنهاء الحرب لاحقاً”، مضيفاً أن نتنياهو قدم رداً إيجابياً مبدئياً، لكنه مشروط ومليء بالتحفظات، فيما لم تعط “حماس” حتى الآن موافقة نهائية، وتطالب بضمانات واضحة بأن التهدئة المؤقتة يمكن أن تتحول إلى دائمة.

وقال مسؤول إسرائيلي لموقع “أكسيوس” إن “المحادثات في الدوحة هذه الأيام مجرد واجهة… المفاوضات الحقيقية لم تبدأ هناك بعد، وإذا وافق الطرفان على المبادئ، فستنتقل المفاوضات إلى الدوحة لمناقشة التفاصيل”.

انقسام في إسرائيل

ومن المتوقع أن يعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينت) جلسة مشحونة، مساء الأحد، وسط انقسام حاد داخل الحكومة بشأن صفقة الأسرى وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.

وستتناول الجلسة مسارين متوازيين، الأول إمكانية التقدم في مفاوضات تبادل الأسرى، والثاني الخطة الأميركية الإسرائيلية لإدخال مساعدات إنسانية بإشراف شركة أمنية خاصة.

ويتصاعد الخلاف داخل الحكومة على خلفية تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أعلن أن فريق المفاوضات الإسرائيلي يعمل حالياً في الدوحة بتوجيه مباشر منه “لاستغلال كل فرصة للتوصل إلى صفقة”، سواء عبر المرحلة الأولى من “مخطط ويتكوف”، أو ضمن صفقة شاملة تتضمن إنهاء القتال، والإفراج عن جميع الأسرى، وإخراج قادة “حماس” من غزة، وتجريد القطاع من السلاح.

وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن تصريحات نتنياهو أثارت غضب وزراء اليمين المتطرف، الذين اعتبروا أنها تمهّد لوقف القتال قبل تحقيق الأهداف المعلنة.

ونقلت عن مصادر حكومية قولها إن النقاش الدائر ينحصر حالياً في “خطة ويتكوف”، وأنه إذا وافقت قيادة “حماس” على الخروج من غزة، سيطرح حينها فقط احتمال إنهاء الحرب للنقاش.

الجيش الإسرائيلي: سنمنح المستوى السياسي مرونة

وأعلن الجيش الإسرائيلي توسيع عملية برية في قطاع غزة، الأحد، ضمن إطار عملية عسكرية أطلقت إسرائيل عليها اسم “مركبات جدعون”، نهاية الأسبوع الماضي، فيما قال رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زمير إن الجيش “سيمنح مرونة للمستوى السياسي من أجل دفع أي صفقة تحرير للمحتجزين”.

وأضاف زمير، خلال جولة في شمال قطاع غزة، إن عملية “عربات جدعون” ستستمر حتى تحطم القدرة القتالية لحركة “حماس”، مشدداً على أن الجيش يضع أمامه هدفين رئيسيين: “استعادة المحتجزين ودحر حماس”، بحسب بيان الجيش الإسرائيلي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *