مقابر جماعية تهدد بانتشار الأمراض والأوبئة في الباغوز
دير الزور- عبادة الشيخ
تثير المقابر الجماعية والعشوائية في بلدة الباغوز قلقًا لدى سكان المنطقة، إذ تحرك مخاوفهم من انتشار الأمراض أو الأوبئة.
وتعتبر البلدة، شرقي محافظة دير الزور على الحدود السورية- العراقية، آخر معقل لتنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا.
وأعرب العديد من سكان المنطقة عن خشيتهم من انتشار الأوبئة بسبب تلك المقابر، بعد أن صار كثير منهم يجاورون قبورًا لأشخاص قضوا خلال قصف التحالف على المنطقة، ودفنوا بطريقة عشوائية، لعدم قدرة التنظيم على دفنهم بطرق شرعية.
مقابر بين الأحياء
محمد الختلان، وهو مدني من أبناء بلدة الباغوز، وموظف سابق بهيئة الخدمات في “الإدارة الذاتية”، قال ل، إن حفر القبور العشوائية الفردية والجماعية حقيقة الكل يجهلها، علمًا أنها تشكل خطرًا على سكان المنطقة.
وأضاف أن من المعروف عن الفترة التي شهدت فيها المنطقة معارك بين التنظيم و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، أن التنظيم لم يستطيع دفن القتلى في المقابر العامة، ولجأ لدفنهم في مقابر جماعية بالأراضي الزراعية والمنازل.
وبحسب محمد، تنتشر في الباغوز 13 مقبرة جماعية، معظمها بين الأحياء السكنية، باستثناء مقابر نقلها “برنامج فرات” المدعوم من وزارة الخارجية الأمريكية سابقًا.
محمد الذي كان شاهدًا على عملية نقل بعض المقابر، قال إن “برنامج فرات” نقل جثثًا كانت مدفونة بالمنطقة تحت إشراف متخصصين وأطباء شرعيين، لكن عمليات النقل توقفت ولم تكتمل.
وأضاف أن انتشار المقابر له عدة تأثيرات، أهمها انبعاث روائح كريهة، وانتشار الحيوانات المفترسة كالضباع والكلاب الشاردة، إضافة إلى انتشار أمراض معدية نتيجة الروائح مثل “الليشمانيا”.
وتابع أن المقابر الجماعية تشكل خطرًا على الأطفال والأهالي، كونها تحتوي جثثًا مدفونة على سطح الأرض، ما يساعد الكلاب والحيوانات بإخراجها بشكل سهل.
ووصف محمد العيش في البلدة بـ”المأساة الكبيرة”، مشيرًا إلى ضرورة نقل الجثث المدفونة بالمنطقة إلى مقابر عامة، ما سيخفف من المخاطر الناجمة عنها في الباغوز.
لا حياة في غياب الخدمات
مصدر عامل في “مجلس دير الزور المدني” التابع لـ”الإدارة الذاتية”، تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية، قال ل، إن عودة أهالي المنطقة من النزوح في أعقاب هزيمة التنظيم مكنتهم من رصد 18 مقبرة جماعية، عملت منظمات على نقل خمس منها لاحقًا.
وبينما لا يزال هناك أكثر من عشر مقابر يمكن مشاهدة آثارها بوضوح للعيان، توقفت المشاريع الهادفة لنقل هذه المقابر، رغم مرور نحو خمس سنوات على نهاية العمليات العسكرية.
وأضاف أن لا حياة في الباغوز حتى مع وجود بشر يقيمون فيها، خصوصًا مع عدم توفر الخدمات من كهرباء وماء يسعى السكان للحصول عليها على نفقتهم الخاصة.
من جهته، قال ذيب المخلف، وهو أحد وجهاء الباغوز ل، إن المنطقة بحاجة ماسة لتدخل من قبل السلطة الحاكمة (الإدارة الذاتية) والمنظمات الدولية، مشيرًا إلى أن انتشار الحيوانات المفترسة والحشرات صار يهدد أمن المنطقة وسلامة السكان.
وأضاف أن نتائج انتشار هذه المقابر يشكل خطرًا على الأهالي، إذ يمكن للحيوانات نبش الجثث كونها مدفونة بحفر سطحية، إلى جانب الروائح المنتشرة في المنطقة، مشيرًا إلى أن الباغوز “صارت أشبه بمدينة الأشباح ليلًا”، في إشارة إلى عدم قدرة السكان على التنقل خوفًا من الضباع والكلاب.
انتشار الأوبئة
تنتشر الأمراض الجلدية والمعوية مثل الليشمانيا وجدري الماء والأمراض التنفسية بكثرة في المنطقة، وفق ما قاله إبراهيم الطرفة، وهو ممرض في مستوصف “الباغوز”.
وأضاف أن الأمراض الجلدية والتنفسية والمعوية تنتشر في البلدة، مشيرًا إلى أن المستوصف الذي يعمل به استقبل أكثر من 2000 حالة لمصابين بالأمراض المذكورة خلال السنوات الأربع الماضية.
ولا يقتصر تردي الوضع المعيشي بالنسبة لسكان الباغوز على وجود جثث تحت سطح التربة في البلدة، إذ رصدت عنب بلدي في تقرير سابق انتشار الألغام ومخلفات الحرب، ما شكل هاجسًا بالنسبة للسكان أمام التنقل حيث يقطنون.
وتعيش قرى وبلدات ريف دير الزور الشرقي، حيث تسيطر “الإدارة الذاتية”، حالة من التهميش على صعيد الخدمات والأمن وسط تجاهل تام من سلطات المنطقة.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي