اخر الاخبار

مقابل تنازلات مؤلمة.. لقاء محتمل بين ترامب والشرع في السعودية

ذكرت تقارير صحفية عن احتمال أن يلتقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره السوري أحمد الشرع، خلال زيارته إلى المملكة العربية السعودية.

وكشفت صحيفة “ذا تايمز” البريطانية، أمس الإثنين، أنه من المتوقع أن يلتقي الصحيفة أنه من المقرر أن يلتقي الشرع بترامب ضمن مجموعة تضم الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس اللبناني جوزيف عون.

وتابعت أن اللقاء سيكون فرصة ليضغط الرئيس السوري من أجل رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على بلاده.

وأوضحت الصحيفة أن هذا الضغط قد يقابله تقديم “عدة تنازلات، بما في ذلك إتاحة الفرصة للشركات الأمريكية لاستغلال الموارد الطبيعية في صفقة معادن على غرار ما حدث في أوكرانيا”.

وفي إشارة إلى تحول محتمل في سياسة واشنطن، قال ترامب، الإثنين، إنه قد يخفف العقوبات الأمريكية.

وأضاف ترامب للصحفيين: “سيتعين علينا اتخاذ قرار بشأن العقوبات.. قد نرفعها عن سوريا، لأننا نريد أن نمنحها بداية جديدة”.

وأفادت “ذا تايمز”، نقلا عن مصادر أمنية، بأن الشرع قد يعرض أيضا “إجراء محادثات بشأن الانضمام إلى الاتفاقات الإبراهيمية”.

وأكملت: “قد يكون (الشرع) مستعدا لإنشاء منطقة منزوعة السلاح أو السماح لإسرائيل بالاحتفاظ بوجود أمني في جنوب غرب سوريا، حيث أنشأت القوات الإسرائيلية منطقة عازلة بجوار مرتفعات الجولان، وهي منطقة احتلتها عام 1967”.

وفي مستهل جولة له في الشرق الأوسط تشمل السعودية وقطر والإمارات، وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، صباح اليوم الثلاثاء، إلى المملكة العربية السعودية في زيارة وصفها بالتاريخية.

وحسب خبراء تحمل الزياررة رهانات اقتصادية حيث سيسعى الرئيس الأمريكي إلى إبرام صفقات ضخمة بين الولايات المتحدة والسعودية وقطر والإمارات قد تصل قيمتها إلى تريليونات الدولارات.

ومن المتوقع أن تعلن الولايات المتحدة والسعودية وقطر والإمارات عن استثمارات محتملة بتريليونات الدولارات.

وتعهدت السعودية بالفعل في يناير/ كانون الثاني باستثمارات بقيمة 600 مليار دولار في الولايات المتحدة في السنوات الأربع المقبلة، لكن ترامب قال إنه سيطلب تريليون دولار كاملة.

وقالت مصادر إنه من المتوقع أن يعرض ترامب على السعودية صفقة أسلحة تزيد قيمتها عن 100 مليار دولار خلال وجوده في الرياض، والتي قد تشمل مجموعة من الأسلحة المتطورة منها طائرات نقل من طراز سي130.

وسافر ترامب، الذي حطت طائرته، اليوم الثلاثاء، في السعودية، برفقة وفد كبير يضم العديد من وزراء الحكومة وكبار المسؤولين.

إذ رافقه وزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، ووزير الخزانة سكوت بيسنت، للمشاركة في الاجتماعات.

وقال مسؤولون كبار في البيت الأبيض، إن غالبية كبار موظفي البيت الأبيض، بمن فيهم رئيسة الموظفين سوزي وايلز ومجموعة نواب الرئيس، سيرافقون الرئيس أيضًا، حسب ما نقلت شبكة “سي أن أن”.

وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت أكدت قبل الزيارة أن “الرئيس يتطلع إلى الشروع في عودته التاريخية إلى الشرق الأوسط”.

وقالت الخارجية الأمريكية إن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعودية لن تغفل دور الرياض في إطار استضافة المفاواضت المتعلقة بالحرب في أوكرانيا ودورها في تهدئة التوترات في السودان واليمن، وكشف في الوقت ذاته المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية سامويل ويربيرغ، إن بلاده تثمن مبادرات السعودية في مجال دعم الحلول السياسية للنزاعات وجهودها المستمرة في تأمين أسواق الطاقة العالمية، والمساهمة في استقرار المنطقة عبر أدوات دبلوماسية، إقليمية، وعالمية.

وعقد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسينت، ووزير المالية السعودي محمد الجدعان، جلسة مشتركة في مستهل الأعمال السعودي الأمريكي الذي أنشئ عام 1993، بمشاركة ضخمة من كبرى شركات القطاع الخاص في مجال التكنولوجيا وغيرها، ونحو 2000 مسؤول من القطاعين الخاص والعام، انطلق، اليوم الثلاثاء، في الرياض.

وأكد بيسنت أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يركز على إعادة الاقتصاد الأميركي للتصنيع.

كما شدد على أن “إعادة التوازن التجاري مع الصين من أولويات إدارة ترامب”. وقال: “سنتجنب الاعتماد على الصين في القطاعات الاستراتيجية”.

من جانبه أكد الجدعان على أن العلاقات الأمريكية السعودية، تزداد قوة.

وتحمل الجولة دلالات سياسية، واقتصادية واسعة، بالنظر إلى توقيتها في خضم تحديات إقليمية متسارعة، بجانب مكانة الرياض كشريك استراتيجي لواشنطن في ملفات الأمن والطاقة ومكافحة الإرهاب.

وزار عدد من الرؤساء الأمريكيين السعودية على مدار العقود الماضية، في محطات تاريخية تعكس قوة العلاقة الاستراتيجية بين البلدين، بجانب دور السعودية الفاعل في تحقيق الأمن والاستقرار، إذ بدأت الزيارات عام 1974 بزيارة الرئيس ريتشارد نيكسون، فيما توالت زيارات عدد من الرؤساء السابقين مثل جيمي كارتر، وجورج بوش الأب والابن كذلك، وبيل كلينتون، وصولًا إلى باراك أوباما وجو بايدن، وفي خطوة تؤكد استمرار هذه الشراكة، يعود الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسعودية بعد 8 سنوات من زيارته الأولى.

وعندما كشف ترامب عن خططه بشأن هذه الجولة في مارس/آذار الماضي، قال إنه أعطى أولوية لزيارة الخليج بهدف إتمام صفقات تجارية مع دوله الثرية. وذكر أن اختياره جاء بعد وعود بصفقات بـ “مئات المليارات من الدولارات” ستستفيد منها الشركات الأمريكية.

وتعد السعودية أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. ففي يناير 2025، بلغت صادرات المملكة إلى الولايات المتحدة 2.7 مليار ريال، أي ما يعادل 2.7% من إجمالي الصادرات. في المقابل، سجلت الواردات من الولايات المتحدة 6 مليارات ريال، أي 8.3% من إجمالي الواردات، وذلك حسب بيانات وزارة الاقتصاد والتخطيط. وفي عام 2024، بلغ إجمالي صادرات المملكة إلى الولايات المتحدة 47.8 مليار ريال، بينما بلغت واردات المملكة من أميركا 72.5 مليار ريال.

وتمتاز العلاقات السعودية الأميركية بروابط اقتصادية وتجارية عميقة، وقد توج هذا التعاون بإعلان المملكة عن عزمها استثمار 600 مليار دولار على مدار السنوات الأربع المقبلة. تشمل هذه الاستثمارات الجديدة مشتريات من القطاعين العام والخاص. وتشير آخر التقديرات إلى أن حجم الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة يتجاوز 770 مليار دولار.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *