قالت بريطانيا السبت، إن طائرتين تابعتين لسلاح الجو الملكي حلقتا في مهمة استغرقت 12 ساعة الأسبوع الماضي، إلى جانب قوات أميركية وقوات من حلف شمال الأطلسي (الناتو)، للقيام بدوريات على حدود روسيا.
وجاء ذلك بعدما توغلت طائرات ومُسيرات روسية في المجال الجوي لدول بالحلف في الآونة الأخيرة. وقال وزير الدفاع البريطاني جون هيلي “كانت هذه مهمة مشتركة ضرورية مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي”.
وأضاف “لا تقتصر هذه المهمة على توفير معلومات استخباراتية مهمة لتعزيز الوعي العملياتي لقواتنا المسلحة فحسب، بل تبعث أيضاً برسالة قوية عن وحدة حلف شمال الأطلسي إلى (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين وخصومنا”.
وحلقت طائرة مراقبة إلكترونية من طراز RC-135 Rivet Joint وطائرة دورية بحرية من طراز P-8A Poseidon من منطقة القطب الشمالي مروراً ببيلاروس، وأوكرانيا الخميس، بدعم من طائرة تزويد بالوقود من طراز KC-135 تابعة لسلاح الجو الأميركي.
وذكرت بريطانيا أن المهمة جاءت في أعقاب عمليات توغل في المجال الجوي لدول في حلف شمال الأطلسي، مثل بولندا ورومانيا وإستونيا.
وستستضيف هولندا الأسبوع المقبل، مناورات الردع النووي السنوية لحلف الناتو، بمشاركة 71 طائرة من 14 دولة.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أيد قادة الاتحاد الأوروبي خططاً لتعزيز دفاعات التكتل ضد الطائرات المسيرة الروسية.
وناقش قادة الاتحاد الأوروبي، خلال قمة في كوبنهاجن مطلع أكتوبر، عدة إجراءات تهدف إلى حماية أجواء القارة الأوروبية، بما في ذلك مبادرة “جدار الطائرات المسيّرة”.
وأوضح المسؤولون الأوروبيون، أن “جدار المسيرات” لن يكون جداراً مادياً، بل شبكة متعددة الطبقات من أنظمة الكشف والاعتراض، لردع هجمات الطائرات المسيّرة.
“حرب هجينة وتوغلات”
والأربعاء، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إن الحوادث الأخيرة المتعلقة بالطائرات المسيّرة وانتهاكات الأجواء، تُظهر أن “أوروبا تواجه حرباً هجينة”، مما يتطلب اتخاذ إجراءات تتجاوز الدفاع التقليدي.
وأضافت فون دير لاين، في خطاب أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورج، أن “هذه ليست مضايقات عشوائية، بل حملة منسقة ومتنامية تهدف إلى زعزعة استقرار مواطنينا، واختبار صمودنا، وتقسيم اتحادنا، وإضعاف دعمنا لأوكرانيا. وقد حان الوقت لنُسمّي الأمور بمسمياتها: هذه حرب هجينة”.
ولم تصرّح فون دير لاين بأن روسيا مسؤولة عن جميع الحوادث، لكنها قالت إن هدف موسكو هو “زرع الانقسام” داخل أوروبا. وقد نسب مسؤولون أوروبيون بالفعل بعض الحوادث الأخيرة إلى روسيا.
وقالت فون دير لاين: “التصدي للحرب الهجينة الروسية لا يجب أن يقتصر على الدفاع التقليدي فقط، بل يتطلب تبني عقلية جديدة من جانبنا جميعاً. يمكننا إما أن نتراجع ونراقب تصاعد التهديدات الروسية، أو أن نواجهها بالوحدة والردع والحزم”.