أطلق مكتب اليونسكو الإقليمي في بيروت، بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم العالي وسفارة اليابان في لبنان، برنامج الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي من الغرفة الخضراء النموذجية التابعة لمركز البحوث والإنماء التربوي في جونية.
ويأتي هذا البرنامج، بحسب بيان لليونسكو، “كخطوة متكاملة لدعم رفاه الطلاب والمعلمين وتعزيز استمرارية التعليم في ظل التحديات المتراكمة، ويتسم بمقاربة شمولية متعددة الجوانب. كما يهدف إلى تعزيز الصحة النفسية والرفاه الاجتماعي وبناء القدرة على التكيّف، بما يضمن استمرار العملية التعليمية في المدارس اللبنانية حتى في أوقات الأزمات. ومن خلال هذه المبادرة، سيوفَّر الدعم لـ 10,000 طالب وطالبة في 50 مدرسة رسمية عبر برامج مصمّمة خصيصًا للحفاظ على استمرارية التعلّم وجودته”.
ولفت البيان الى أن “المكتب الإقليمي لليونسكو في بيروت يعمل على دعم مركز البحوث والإنماء التربوي في تطوير مواد تعليمية تراعي الفئات العمرية لطلاب المرحلة الابتدائية، إلى جانب تدريب المعلمين والمعلمات على دمج الدعم النفسي والاجتماعي في ممارساتهم التعليمية اليومية. ويمنح هذا النهج الكادر التربوي الأدوات اللازمة لمساندة المتعلمين المتأثرين بالصدمات النفسية، مع تعزيز رفاههم الذاتي، مما يساهم في بناء بيئة مدرسية آمنة وداعمة للتعلم”.
وذكر ان “البرنامج يتبنى مقاربات مبتكرة للتعافي وتعزيز التماسك الاجتماعي، من بينها ورش الأوركسترا والعروض الموسيقية بالشراكة مع جوقة“Beirut Chants ElSistema”، التي تتيح للطلاب والطالبات، ولا سيما من الفئات المهمشة والمتضررة من الأزمات، فرصا للتعبير عن الذات والتفاعل الإبداعي وبناء القدرة الجماعية على الصمود. كما تفتح الأنشطة البيئية في الغرفة الخضراء الوطنية المجال أمام فرص تعليمية تفاعلية تربط بين الفنون والموسيقى والعلوم والاستدامة في تجربة تعليمية متكاملة”.
وأوضح أن “دعم مشاركة الشباب والشابات في الأنشطة الرياضية الجماعية تعد محورا أساسيا في البرنامج، لما للرياضة من أثر إيجابي في تعزيز الصحة النفسية وتقوية الروابط الاجتماعية. وتشكل هذه الأنشطة المشتركة مساحة آمنة للتفاعل والتعبير وبناء روح الانتماء للمجتمع والبيئة، بما يفتح أمام الفتيات والفتيان آفاقا ملموسة للتعافي والنمو والتمكين.وفي هذا الإطار، يسلط إطلاق برنامج الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي الضوء على التزام جميع الشركاء بضمان تعليم شامل وعالي الجودة، وتعزيز رفاهية الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات في لبنان”.
وشدد البيان على أن “برنامج الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي يشكل نموذجا للتعاون الوثيق بين اليونسكو ووزارة التربية والتعليم العالي وحكومة اليابان لدعم النظام التعليمي اللبناني وحماية رفاه الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات. من خلال تعزيز الصمود وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي واعتماد مقاربات تعليمية مبتكرة، يجسّد البرنامج التزاما طويل الأمد بتمكين كل طفل وطفلة، وكل معلم ومعلمة في لبنان، من التعلّم والتعافي والازدهار في بيئة تعليمية آمنة وشاملة.
وقالت وزيرة التربية والتعليم العالي ريما كرامي: “إن إطلاق برنامج الدعم النفسي والاجتماعي، الممول من اليابان عبر منظمة اليونسكو، يجسد رؤية وزارة التربية والتعليم العالي 2030: فالتعليم الجيد يتطلب مقاربة شاملة تدمج بين التعلم والرفاه. فالمدارس ليست مكانا للتدريس فقط، بل فضاء لرعاية أفراد واثقين بأنفسهم، متكاملين، يفكرون نقديا، ويحملون قيم المشاركة والتضامن”.
وشددت القائمة بأعمال مكتب اليونسكو الإقليمي في بيروت ميسون شهاب على أهمية البرنامج قائلة: “ضمن إطار خطة عمل اليونسكو للاستجابة الطارئة في لبنان، يُعد دعم رفاه الطلاب والمعلمين عنصرا أساسيا لضمان استمرارية التعليم وجودته وتوفير تعليم شامل وعادل، حتى في أوقات الأزمات”.
أما السفير الياباني ماغوشي ماسايوكي فقال: “التعليم أكثر من مجرد حق، إنه شريان الحياة، يعيد الكرامة، يبني السلام ويمنح كل شاب وشابة القوّة للوقوف بثبات، حتى عندما يبدو العالم من حولهم غير مستقر”.