دعا ملك المغرب محمد السادس، الجمعة، إلى تعبئة شاملة لتحقيق العدالة الاجتماعية وتسريع تنفيذ الجيل الجديد من برامج التنمية، مع التركيز على التعليم والصحة وفرص العمل للشباب.
وأكد الملك محمد السادس في خطاب أمام البرلمان، بمناسبة افتتاح السنة التشريعية الجديدة، أن التنمية المحلية هي “المرآة الصادقة التي تعكس مدى تقدم المغرب الصاعد والمتضامن”، مشدداً على أن التحول المنشود “يقتضي تغييراً ملموساً في العقليات وطرق العمل، وترسيخاً حقيقياً لثقافة النتائج، بناءً على معطيات ميدانية دقيقة، واستثماراً أمثل للتكنولوجيا الرقمية”.
وفي سياق الدعوة إلى فاعلية أكبر في تدبير الاستثمار، قال إن “من غير المقبول التهاون في نجاعة ومردودية الاستثمار العمومي”، داعياً لمحاربة الممارسات التي تضيع الوقت والجهد والإمكانات. وشدد على أن المشاريع الوطنية الكبرى يجب أن تسير في انسجام مع البرامج الاجتماعية “ما دام الهدف هو تنمية البلاد وتحسين ظروف عيش المواطنين، أينما كانوا”.
ودعا إلى “العناية بالمناطق الأكثر هشاشة، خاصة مناطق الجبال والواحات، التي تغطي 30% من التراب الوطني، وإلى التفعيل الأمثل لآليات التنمية المستدامة للسواحل الوطنية، وتوسيع نطاق المراكز القروية لتقريب الخدمات من المواطنين في العالم القروي”.
كما أكد ضرورة “إعطاء عناية خاصة لتأطير المواطنين، والتعريف بالمبادرات التي تتخذها السلطات العمومية ومختلف القوانين والقرارات، لا سيما تلك التي تهم حقوق وحريات المواطنين بصفة مباشرة”، موضحاً أن “هذه المسألة ليست مسؤولية الحكومة وحدها، وإنما هي مسؤولية الجميع”.
وختم بالقول: “إن السنة التي نحن مقبلون عليها حافلة بالمشاريع والتحديات، وإننا ننتظر منكم جميعاً، حكومة وبرلماناً، أغلبية ومعارضة، تعبئة كل الطاقات والإمكانات، وتغليب المصالح العليا للوطن والمواطنين”.
“احتجاجات غاضبة”
ويأتي خطاب ملك المغرب في خضم موجة احتجاجات غاضبة، يقودها شباب حركة “جيل زد 212″، والتي تطالب بتحسين خدمات الصحة والتعليم ومحاربة الفساد، ودعت لإسقاط الحكومة برئاسة عزيز أخنوش.
وكانت الحكومة المغربية، أبدت استعدادها لـ”حوار عاجل” مع ممثلي الشباب الذين يقودون الاحتجاجات.
وقال الناطق باسم الحكومة المغربية مصطفى بايتاس، لـ”الشرق”، إن الحكومة “مدت يدها وتنتظر الجلوس معهم إلى طاولة النقاش للاستماع إلى أفكارهم، وتحديد الإصلاحات الاجتماعية التي يجب تفعيلها بشكل سريع”، معتبراً أنها “تفاعلت بشكل سريع وإيجابي مع المطالب الاجتماعية”.
وفي وقت لاحق، أعلنت حركة “جيل زد 212” التي تقود الاحتجاجات في المغرب، تعليق التظاهر في عموم المملكة، حتى الخميس، فيما اعتبر كاتب الدولة المغربي المكلف بالإدماج الاجتماعي، عبد الجبار الرشيدي، أن دعوات الشباب إلى استقالة الحكومة تعكس “ظاهرة عالمية” أوسع، تتعلق بتراجع الثقة في المؤسسات المنتخبة، وصعود أشكال جديدة من التعبير في الفضاءات الرقمية.