اختتمت جمعية “تمدن” برنامج التدريب وبناء القدرات في مشروع دعم ريادة أعمال الحرف والفنون والرياضة، باحتفال في قاعة بلدية صيدا، برعاية وزير الاقتصاد والتجارة الدكتور عامر البساط ممثلا برئيسة مصلحة الاقتصاد في الجنوب المهندسة ميساء حدرج، المنفذ ضمن مشروع خدمات الدعم الميداني للشرق الأوسط كووتر انترناشونال والممول من الحكومة الكندية والذي انطلق في الاول من العام الجاري لدعم المؤسسات الصغيرة في منطقة صيدا، الشوف والجنوب.
حضر الحفل ممثل النائبة السابقة بهية الحريري وامين عام تيار “المستقبل” أحمد الحريري مازن حشيشو، رئيس بلدية صيدا المهندس مصطفى حجازي، رئيس اتحاد بلديات العرقوب رئيس بلدية كفرشوبا الدكتور قاسم القادري، رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف، السفير عبد المولى الصلح وعدد من رؤساء البلديات المجاورة، وأعضاء مجلس بلدية صيدا وفاعليات اقتصادية وثقافية واجتماعية وأهلية وجمع من المشاركين في برنامج التدريب .
استهل اللقاء بالنشيد الوطني، فكلمة ترحيبية من عريفة الحفل الإعلامية حنان نداف .
ارقه دان
ثم قال مدير المشروع بلال ارقه دان: “مع لملمة جراح الحرب في الأول من العام الجاري إنطلق مشروع “حالات لبنانية” لتنفيذ المرحلة الأولى منه، وحرصنا في برنامج بناء القدرات على توفير تدريب نوعي ومتكامل، ينمي القدرات، ويصقل المهارات، ويفتح الآفاق أمام الابتكار والاستدامة، رغم ما نمر به من ظروف قاسية وضاغطة على كل المستويات”.
اضاف: “خلال هذه المرحلة، تمكن 84 رائد ورائدة أعمال من مناطق صيدا، الشوف، حاصبيا، العرقوب، والجنوب، من الانخراط في برنامج شامل، امتد لأسابيع من العمل المكثف والتعلم التفاعلي، حيث اكتسبوا مهارات متعددة في إعداد خطط العمل، الإدارة المالية، التسويق الرقمي، وتطوير المهارات الريادية”.
وتابع: “كما ساهم البرنامج في بناء شبكة دعم فاعلة بين الرواد والرائدات أنفسهم، ما يرسخ أسس التعاون المجتمعي والتكامل بين المشاريع الصغيرة. ولأننا نؤمن بأن التمكين لا يكتمل إلا بالاستمرارية، فإن المرحلة الحالية من المشروع ستتضمن دعما عينيا مباشرا، من خلال توزيع مواد ومعدات إنتاج لأكثر من نصف المستفيدين، كل حسب طبيعة مشروعه، والمساعدة على الانطلاق والاستدامة. كما سيتم تسجيل 30 من المشاريع في منصة رقمية للتجارة الإلكترونية، تتيح لهم التسويق والتواصل مع الزبائن على المستوى المحلي والإقليمي وربما العالمي، ليتحول كل منتج صغير إلى قصة نجاح قابلة للنمو والانتشار”.
وختم: “خبر اليوم ليس نهاية مرحلة، بل بداية رحلة طويلة من التمكين، والإبداع. باسم إدارة المشروع، نشكركم ونعبر عن فخرنا العميق بكل رائد ورائدة أعمال، ونعادهم أننا مستمرون معهم، لأن الوطن لا يمكن أن يبنى إلا بأيديهم، وبإيمانهم، وبمواهبهم التي تستحق أن تروى وتثمر”.
حجازي
بدوره، قال رئيس بلدية صيدا: “لقد أثبت المشاركون والمشاركات في هذا البرنامج ان الابداع والمهارة لا يحدهما ظرف ولا تعرقلهما تحديات، نرى في أعمالهم المعروضة اليوم دليلا حيا على أن الاستثمار في الإنسان هو الخيار الأذكى والأكثر استدامة”.
اضاف: “كبلدية نؤكد التزامنا الكامل بدعم مثل هذه المشاريع ونؤمن بأن دورنا لا يقتصر على رعاية الحفل بل يمتد إلى تبني نتائج هذه البرامج ودمجها في خطط التنمية المحلية سواء عبر احتضان المواهب او تخصيص مساحات للمعارض او تسهيل الاجراءات امام الرواد والمبادرين”.
ضاهر
من جهته، قال رئيس جمعية “تمدن” الدكتور زياد ضاهر: “في هذا اللقاء نحتفل بثمار جهد دام لأشهر، تعاونا خلاله مع شركاء مخلصين ومدربين محترفين، لنرافق مجموعة مميزة من شبان وشابات، أتوا من جبل لبنان الجنوبي وصيدا وقرى شرق صيدا والجنوب وحاصبيا ومرجعيون والعرقوب، شاركوا في رحلة تمكين وتدريب ضمن مشروع دعم ريادة الأعمال”.
اضاف: “إننا في “تمدن” نؤمن بأن المجتمع المدني ليس بديلا عن الدولة، لكنه شريك فاعل في بناء الإنسان وتمكينه، ولا سيما في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي نمر بها. ومن هنا، فإن دعم ريادة الأعمال ليس مجرد نشاط اقتصادي، بل هو فعل مواجهة حضارية بوجه البطالة واليأس والهجرة، وهو ركيزة من ركائز التنمية المستدامة”.
وتابع: “إلى كل من شارك في هذا المشروع، أقول: أنتم اليوم لا تحملون فقط شهادة مشاركة، بل تحملون بذور مشروعٍ، فكرة وأمل. ونحن سنبقى إلى جانبكم، نتابع ونرافق ونساند، لأننا نؤمن أن الاستثمار الحقيقي هو في الإنسان، وخاصة في الطاقات الشبابية”.
وختم: “نشكر كل من ساهم في إنجاح هذا المشروع المنفذ ضمن مشروع خدمات الدعم الميداني للشرق الأوسط كووتر انترناشيونال، وبتمويل من الحكومة الكندية، فالشكر لكووتر وللحكومة الكندية وللمؤسساتٍ الرسمية والشركاء المحليين. وموعدنا الدائم مع كل مبادرة تبني لا تهدم، تزرع لا تقطع، وتؤمن بأن لبنان لا يبنى إلا بسواعد أبنائه وبناته”.
كلمة البساط
أما ممثلة وزير الاقتصاد والتجارة المهندسة ميساء حدرج فقالت: “هذا الحفل الختامي لمشروع دعم ريادة أعمال الحرف والفنون والرياضة الذي يأتي ثمرة شراكة بناءة بين جمعية “تمدن” والحكومة الكندية مشكورة على هذا الدعم، والذي نتمنى ان يستمر دائما”.
اضافت: “هذا المشروع يجسد رؤية الوزارة في تعزيز الاقتصاد المحلي من خلال الاستثمار في الانسان وتشجيع المبادرات الريادية خصوصا الاجيال الشابة، والتي نؤمن بأن دعم الطاقات المحلية وتمكين اصحاب المهارات هو ركيزة اساسية لتحقيق تنمية مستدامة وشاملة، ان هكذا مشاريع تنموية وهادفة هي بمثابة حافز يدعم كل الخطط التوجيهية لتنمية وزيادة المواهب بين اجيالنا مما ينعكس على مجتمعنا الذي نحب”.
وتابعت: “أبارك للمشاركين على جهودهم وأدعوهم للاستمرار في تطوير مشاريعهم والتمسك بأهدافهم لان اقتصادنا بحاجة إلى امثالكم، ومثالا على ذلك نضع نصب أعيننا هكذا مشاريع بناءة هادفة، تعزز الامن الاجتماعي ونصل إلى حدود مقبولة من العيش الكريم وخاصة في ظل الاحتياجات اليومية الكبيرة”.
الشهادات
بعد ذلك وزعت ممثلة البساط وحجازي وضاهر وارقه دان الشهادات على المشاركين في البرنامج، ثم جال الحضور في ارجاء معرض المنتجات والصناعات الفنية والحرفية.
وفي الختام عرض فيديو لمرحلة التدريب وبناء القدرات لمجموعات التدريب في كل من الشوف، وصيدا وحاصبيا.