ممثلو 5 دول يجتمعون في لندن لبحث “حرب أوكرانيا”

عقد مسؤولون أميركيون وأوكرانيون وأوروبيون اجتماعات “جوهرية”، الأربعاء، لمحاولة إعادة محادثات السلام بشأن أوكرانيا إلى مسارها، بعد أن أثار إلغاء مشاركة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو تساؤلات حول مدى التقدم الذي تم إحرازه، فيما اعتبر الكرملين أن البلدان الضالعة في المحادثات لا تزال في حاجة لتجاوز الخلافات بينها.
وأدى عدم حضور روبيو للمحادثات في لندن إلى إلغاء اجتماع أوسع نطاقاً مع وزراء خارجية أوكرانيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، مما يبرز الفجوات في المواقف بين واشنطن وبين كييف وحلفائها الأوروبيين حول كيفية إنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا.
وركزت محادثات، الأربعاء، على محاولة تحديد ما يمكن أن تقبله كييف، بعد أن قدم المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف مقترحات في اجتماع مماثل في باريس الأسبوع الماضي.
وقالت بريطانيا وفرنسا وألمانيا في بيان مشترك، عقب الاجتماع، إن الأطراف المشاركة في اجتماع لندن “أكدت دعمها القوي لالتزام الرئيس (الأميركي) دونالد ترمب بوقف القتل وتحقيق سلام عادل ودائم”.
وأضاف البيان أن هذه المحادثات كانت “مثمرة وناجحة، وتم إحراز تقدم كبير في التوصل إلى موقف مشترك بشأن الخطوات التالية” ،مشيراً إلى أن الجميع اتفقوا على “مواصلة التنسيق الوثيق فيما بينهم”، وهم متطلعون لـ”مزيد من المحادثات قريباً”.
زيلينسكي: سنتصرف وفق دستورنا
وتعليقاً على اجتماع لندن، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن “من الجيد أن تجتمع 5 دول لتقريب السلام، أوكرانيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا”.
وأضاف زيلينسكي أن المشاركين “أعربوا عن آرائهم، ومن المهم ألا يكون كل جانب مشاركاً فحسب، بل أن يساهم بشكل هادف”، مشيراً إلى أن “الجانب الأميركي شارك رؤيته أيضاً”.
وعبر زيلينسكي عن أمله في أن “يكون هذا العمل المشترك بالتحديد، هو الذي سيؤدي إلى السلام الدائم، نحن ممتنون للشركاء، وتتصرف أوكرانيا دائماً وفقاً لدستورها، ونحن على يقين تام من أن شركائنا، وخاصة الولايات المتحدة، سيتصرفون بما يتماشى مع قراراتها القوية”.
وجاءت تصريحات زيلينسكي بعد الانتقادات التي وجهها إليه ترمب، والذي وصف تصريحات الرئيس الأوكراني بشأن “عدم اعتراف أوكرانيا قانونياً باحتلال شبه جزيرة القرم”، بـ”تحريضية”، وبأنها “ستصعب” التوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا.
من جهته، قال وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف، الأربعاء، إن الوفد الأوكراني أجرى محادثات “مثمرة” مع المبعوث الأمريكي كيث كيلوج في لندن، بعد تخفيض مستوى المفاوضات المقررة هناك.
وأضاف أوميروف في تصريحات تلفزيونية بعد وقت قصير من انتقادات ترمب لزيلينسكي: “تحدثنا عن موقفنا الثابت بشأن وقف إطلاق النار، وكذلك بشأن الضمانات الأمنية. من جهتي، أعتقد أن الاجتماع كان مثمراً وناجحاً للغاية”.
كما وصف المبعوث الأميركي كيث كيلوج المحادثات مع المسؤولين الأوكرانيين بـ”الإيجابية”، وقال في منشور على “إكس”، إنه “حان الوقت للمضي قدماً في توجيهات الرئيس ترمب بشأن الحرب بين أوكرانيا وروسيا”.
تسوية محتملة
وفي السياق ذاته، قال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، إن روسيا تواصل التحدث مع الولايات المتحدة حول تسوية محتملة، لكنها في الوقت ذاته ليست على اتصال مع أوروبا أو أوكرانيا بشأن هذا الموضوع.
وأضاف: “لا يزال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منفتحاً على إجراء محادثات مع جميع الأطراف”.
وذكر الكرملين أن البلدان الضالعة في محادثات السلام المتعلقة بأوكرانيا “لا تزال في حاجة لتجاوز الخلافات بينها”، معتبراً أن هناك الكثير من الفروق الدقيقة التي يتعين معالجتها قبل التوصل لأي اتفاق.
ورداً على سؤال حول زيارة محتملة لستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى موسكو، قال إنه “لا يوجد شيء ملموس يمكن قوله في الوقت الراهن حول هذا الموضوع، ولكن الكرملين سيعلن عن أي أخبار بشأن هذه الزيارة”.
وبشأن إذا كانت موسكو تعتبر الضغوط المتزايدة من الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق بشأن أوكرانيا إنذاراً، أجاب بيسكوف بأن “موسكو لا ترى ذلك”، وأن “الكرملين يرحب بجهود الوساطة الأميركية”.