يسعى المرشح البارز لرئاسة بلدية نيويورك زهران ممداني، إلى طمأنة السكان اليهود في المدينة الأميركية، بعدما أثارت مواقفه السابقة من إسرائيل وأمن المعابد اليهودية تساؤلات حول التزامه بسلامتهم، حسبما ذكرت شبكة CNN.

وأفادت الشبكة بأن ممداني شارك في منتصف أغسطس الماضي في لقاء خاص أقيم داخل منزل مخرج يهودي في بروكلين، بحضور نحو 60 شخصاً، كان قرابة نصفهم من اليهود الأرثوذكس المعروفين بتدينهم مقارنة بالقاعدة التقدمية لممداني.

ونقلت الشبكة عن مصادر حضرت اللقاء، وتحدثت بشرط عدم الكشف عن هويتها، قولهم إن “هناك أجواء من التحفظ والتشكك سادت بين الحضور”.

وخلال النقاش، طُرحت أسئلة بشأن ما إذا كان ممداني سيواصل تكليف شرطة نيويورك بتأمين المعابد عند الحاجة، فأجاب من دون تردد بأنه “ملتزم بضمان الحماية الأمنية”.

وروى أحد الحضور قصة عن يهودية تعرّضت لمضايقات لفظية أثناء سيرها في الشارع، فأعرب ممداني عن أسفه، مؤكداً أن شعور أي طرف، سواء كان مؤيداً لإسرائيل أو لفلسطين، بعدم الأمان في المدينة لا يخدم أي قضية.

ورغم تأكيده مجدداً دعمه لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات ضد الحكومة والاقتصاد الإسرائيليين، تعهّد ممداني بالإبقاء على الحماية الأمنية لموكب المدينة السنوي الذي “يكرم” إسرائيل، وفقاً للشبكة الأميركية.

ويُعد ممداني من أبرز المنتقدين لإسرائيل ولا يخفي مواقفه، لكنه في الوقت نفسه، يُعتبر المرشح الأوفر حظاً لرئاسة بلدية نيويورك، التي تضم أكبر عدد من السكان اليهود خارج إسرائيل.

قلق في أوساط يهود نيويورك

ومنذ فوزه المفاجئ في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، في يونيو الماضي، سعى إلى بناء تحالفات مع مسؤولين يهود تقدميين، والتقى عدداً من أبرز منتقديه في المجتمع اليهودي، واستمع إلى مخاوفهم.

وأشارت CNN، إلى أن مواقف ممداني وبعض تصريحاته السابقة أثارت قلقاً لدى عدد من يهود نيويورك، لا سيما في ظل تصاعد حوادث معاداة السامية خلال السنوات الأخيرة، وكان آخرها الهجوم على معبد يهودي في بريطانيا.

ولا يقتصر هذا القلق على فئة عمرية أو دينية بعينها، بل يمتد ليشمل حتى بعض الناخبين التقدميين، على الرغم من تأكيد ممداني المتكرر التزامه بمحاربة معاداة السامية.

وخلال الأشهر الماضية، زار ممداني عدداً من المعابد اليهودية، وشارك في صلوات ليلة الجمعة، كما تلقى مشورات من بعض الجماعات اليهودية التقدمية في المدينة.

ورغم تلك اللقاءات، تُبدي بعض الجماعات اليهودية تحفظاً علنياً عن تواصلها مع ممداني، إذ استقبلته بعض المعابد دون الترويج لذلك، كما رفضت المنظمات اليهودية الكبرى التي اجتمعت به الإفصاح عن تفاصيل اللقاءات. 

“لا موقف يهودي موحد”

وقالت فيليسا وِزدوم، المديرة التنفيذية لـ New York Jewish Agenda، وهي مجموعة مناصرة غير حزبية اجتمعت مع ممداني: “لا يوجد موقف يهودي موحد تجاه هذا المرشح”.

وأضافت: “الانقسامات تزداد إيلاماً بالنسبة لنا، لكننا معتادون على اختلاف المرشحين الذين نصوت لهم. وإن أصبح ممداني عمدة، وهو ما تشير إليه استطلاعات الرأي باعتباره احتمالًا قوياً، فإنني أشجعه على مواصلة التواصل مع مختلف أطياف المجتمع اليهودي في نيويورك”.

كما دعت “جميع مكونات هذا المجتمع إلى أن يكونوا منفتحين على لقائه”، مشيرةً إلى أنه “من الأفضل لنا جميعاً أن يكون لديه معرفة حقيقية بالتنوع الكامل داخل مجتمعنا”.

وترى CNN، أن لقاءات ممداني ومحادثاته الخاصة تمثل، بالنسبة للبعض، محاولة منه للوفاء بوعد قطعه ليلة فوزه في الانتخابات التمهيدية، حين أعرب عن سعيه لـ”فهم وجهات نظر من يختلفون معه، والتفاعل معها بعمق”. 

وأشارت الشبكة، إلى أنه رغم عدم وجود دور مباشر لعمدة نيويورك في السياسة الخارجية، فإن إسرائيل تظل موضوعاً بارزاً في السباق على المنصب، خصوصاً بعد هجمات السابع من أكتوبر 2023 والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

ممداني، المولود في أوغندا لعائلة مسلمة من أصول هندية، وصف الهجوم الإسرائيلي بأنه “إبادة جماعية”، ودعا إلى اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الصادرة بحقه مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية. 

ولفتت CNN، إلى أن الديمقراطيين والشباب الأميركيين باتوا أكثر انتقاداً لإسرائيل، حتى مع استمرار وجود دعم قوي لها بين كثير من الناخبين اليهود.

وبحسب الشبكة، فإن بعض المستثمرين الكبار المعارضين لممداني يركّزون على مواقفه من إسرائيل ومعاداة السامية أكثر من تركيزهم على سياساته الاقتصادية.

شاركها.