منتجات منتهية الصلاحية تنتشر في أسواق رأس العين
– رأس العين
تعرض عدة أشخاص مؤخرًا لحالات تسمم غذائي في مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة، إثر تناول منتجات غذائية وحلويات منتهية الصلاحية اشتروها من محال تجارية في المنطقة.
ويشتكي الأهالي من تكرار هذه الحالات، مطالبين الجهات المسؤولة بوضع حد لما اعتبروه “ظاهرة خطيرة” تهدد سلامتهم وصحة أطفالهم.
وبات تفقد المنتجات للتأكد من صلاحيتها قبل شرائها أمرًا اعتياديًا مع تسجيل حالات تسمم جراء تناولها.
تباع على الرفوف
خلال جولة لمحمد محيي الدين (42 عامًا) من رأس العين في متجر بالمنطقة، لفته سعر منخفض لعلب الجبن، وقال ل، إنه اشترى صندوقًا كاملًا منها، وبعد عودته إلى المنزل، تفاجأ برائحتها السيئة عقب فتحها، كما أن لونها مائل إلى الأصفر الغامق.
وبالنظر إلى غطاء العلبة تبين لمحمد أن الجبنة منتهية الصلاحية منذ أكثر من شهر ونصف، ما جعله يتخلص منها.
وكذلك صُدمت سارة الخالد (32 عامًا) من خروج رائحة كريهة من معلبات “مرتديلا” ومن اللون الغامق لها، عقب شرائها من أحد المتاجر في رأس العين، لتدرك أن المعلبات فاسدة ومنتهية المدة.
وأشارت إلى أنها شعرت بالخوف والغضب، لذلك قررت التوجه إلى المتجر لمواجهة صاحبه، وعند وصولها، حاول صاحب المحل إقناعها بأن ذلك خطأ من العمال، لكنها قدمت شكوى ضده عند مديرية التموين، الذين غرّموه ماليًا وصادروا المواد الفاسدة من محله.
وذكر عدنان الحسان أنه اشترى عبوة مياه غازية (حجم عائلي) من أحد المحال، لكنه تفاجأ بعد فتحها بطعم غريب دفعه للتأكد من صلاحيتها، مكتشفًا أنه مضى على انتهاء صلاحيتها قرابة خمسة أشهر.
وأضاف أنه توجه إلى البائع مباشرة وأخبره بالأمر، لكنه أنكر معرفته بانتهاء الصلاحية وأصر على أنه غير مسؤول عن ذلك.
عدنان طالب الجهات المعنية بالتشديد على أصحاب المحال التجارية ومعاقبة وحتى إغلاق محل كل من يبيع مواد منتهية الصلاحية، لخطورتها على الصحة، موضحًا أنها ليست المرة الأولى التي يشتري فيها مواد منتهية الصلاحية خصوصًا المعلبة.
غايتهم الربح
يلجأ بعض التجار إلى طرق غير قانونية في تسويق المواد الغذائية، بهدف تحقيق أرباح أكبر، وبدلًا من التخلص من المنتجات التي اقترب تاريخ انتهاء صلاحيتها، يقومون بخلطها مع المنتجات الجديدة في نفس العبوات، أو يخفضون سعرها قليلًا.
قال فادي الحمزة، وهو تاجر مواد غذائية في رأس العين، إن بعض تجار الجملة يبيعون معظم المواد التي اقترب موعد انتهاء صلاحيتها أو التي انتهت فعلًا من خلال العروض لأصحاب “البقاليات” والمحال الصغيرة.
وأضاف ل أن علبة “الأندومي” مثلًا تباع بسعر 3000 ليرة سورية، وعند اقتراب انتهاء صلاحيتها يتم تخفيض ثمنها إلى 1500 ليرة.
وذكر أن بعض التجار الذين يسعون لتحقيق أرباح أكبر لا يلجؤون إلى العروض، بل يقومون بخلط العبوات الصالحة والفاسدة في صندوق واحد، ثم يبيعونها لتاجر التجزئة.
وأوضح أنه يعمل في محله لأكثر من 10 سنوات، ولا يريد خسارة زبائنه الذين يثقون به، وبالتالي يتجنب بيع المواد منتهية الصلاحية أو الفاسدة.
دوريات على المحال
نائب مدير التموين وحماية المستهلك في المجلس المحلي برأس العين، محمد القاضي، قال ل، إن بعض أصحاب المحال يخالفون الضوابط الصحية، ويبيعون مواد فاسدة ومنتهية الصلاحية.
وذكر أن المديرية تجري جولات يومية على الأسواق للتأكد من المنتجات، وتصادر كل المواد المنتهية الصلاحية، كما تنظم ضبوطًا ومخالفات بحق الذين يبيعون مواد منتهية الصلاحية أو فاسدة.
وأشار إلى ضرورة تعاون الأهالي مع المديرية في حال اشتباههم بمواد منتهية الصلاحية، ليتم ضبط المخالفين ومنعهم من بيع أي منتجات مشبوهة أو فاسدة، مع اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضدهم.
ويعتمد معظم سكان رأس العين على قطاع الزراعة كمصدر دخل، ولا تتجاوز أجور العمال دولارين أمريكيين في اليوم الواحد (ما يعادل 30 ألف ليرة سورية).
وتعد الليرة السورية العملة المتداولة في المنطقة، لكن واقعها المضطرب وانخفاضها إلى مستويات غير مسبوقة أرهق الأهالي، أما العملة الثانية فهي الليرة التركية (غير متداولة بكثرة) بسبب متاخمة المدينة الحدود التركية، والثالثة هي الدولار الأمريكي.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي