منصب مرموق ينتظر كليف سيمز رغم وصفه فريق ترمب بـ”عش الأفاعي”
بعد سنوات من الغياب، عاد السياسي الأميركي كليف سيمز للظهور مجدداً ضمن فريق دونالد ترمب، ليُثير الجدل مرة أخرى حول علاقاته مع الدائرة المحيطة بالرئيس الأميركي المنتخب، والعائد بقوة إلى البيت الأبيض.
وفي تقرير نشرته، السبت، سلّطت مجلة “بوليتيكو” الضوء على عودة سيمز، الذي كان قد وصف إدارة ترمب السابقة في كتاب أصدره عام 2019 بأنها “عش الأفاعي”، وكشف فيه أسرارها في ذلك الوقت، وهو ما أثار تساؤلات حول كيفية تعاون الرئيس المنتخب مجدداً مع الشخصيات التي كانت في قلب فريقه إبان ولايته الرئاسية بين عامي 2016 و2020.
فريق ترمب يدافع عن سيمز
ذكر التقرير أنه في المرة الأخيرة التي كان فيها سيمز قريباً من السلطة الرئاسية في الولايات المتحدة، ابتكر عبارة لا تُنسى عن الدائرة المحيطة بترمب في ذلك الوقت واصفاً إياها بـ”عش الأفاعي”، وبصفته عضواً رئيسياً في فريق ترمب الانتقالي الآن، أظهر أنه يعرف كيفية التنقل وسط “عش الأفاعي” القديم هذا.
وتابع: “لقد أصبح ذلك واضحاً في الأسابيع الأخيرة، عندما تحول سيمز إلى موضوع للنقاشات الخاصة في منتجع (مارا لاجو) المملوك لترمب في فلوريدا، والتي ظهرت نتيجة الشعور بالاستياء من التسريبات التي كانت تخرج من داخل الفريق الانتقالي، إذ تساءل بعض المطلعين على حركة (اجعل أميركا عظيمة مرة أخرى) (MAGA)، عن سبب الارتباط الوثيق بين شخص صوَّر البيت الأبيض في عهد ترمب علناً باعتباره عشاً من الأفاعي الخائنين برئيس الفريق الانتقالي الملياردير هاوارد لوتنيك؟”.
ونقلت “بوليتيكو” عن مصدرين جمهوريين بارزين، طلبا عدم الكشف عن هويتهما، أن وجود سيمز بلغ ذروته هذا الأسبوع، حينما ظهر مع الرئيس المنتخب، الذي لم يتعرف عليه في اجتماعات الفترة الانتقالية، وطلب المزيد من المعلومات حول خلفيته، لكن بعد أن وضع أحد مساعديه ملفاً يحتوي على معلومات عن سيمز، بالإضافة إلى نسخة من كتابه على مكتب الرئيس المُنتخَب، شعر الأخير بالغضب الشديد.
وقال مصدر مطلع إن ترمب كان “غاضباً للغاية”، وطالب بإبعاد سيمز عن الفريق، لكن مع ذلك، فإنه لا يزال في وظيفته حتى الآن، وقد يكون في طريقه إلى منصب مرموق في الإدارة المقبلة.
وفي وقت سابق الجمعة، أصدر الفريق الانتقالي للرئيس المنتخب عدة بيانات، للدفاع عن سيمز، وقال نائب ترمب، جي دي فانس: “الأشخاص الذين يكذبون بشأن قيام سيمز بتسريب معلومات من الفريق هم أنفسهم الذين يُسربون هذه المعلومات وهم أعداء الرئيس والشعب الأميركي”.
بدوره، قال دونالد ترمب جونيور: “لم يكن أحد في هذا الفريق أكثر مسؤولية من سيمز في التعامل مع المعلومات الحساسة”، أما لوتنيك، فاعتبر أن “سيمز يواصل لعب دور مهم في بناء أعظم عملية انتقال في التاريخ الأميركي”.
ورأت سوزي وايلز، مستشارة ترمب للشؤون السياسية والمرشحة لمنصب كبيرة موظفي البيت الأبيض أن سيمز “يقوم بعمل رائع ويحظى بثقتي الكاملة، وأي شخص يدَّعي خلاف ذلك هو ببساطة ليس على عِلم بالصورة الكاملة”.
وتُظهر هذه الحلقة، وفقاً لـ”بوليتيكو”، كيف تحولت حملة ترمب، المنضبطة نسبياً، إلى عملية انتقال فوضوية يتنافس فيها المقربون من الرئيس السابق والمُنتخَب على الوظائف والسُلطات.
بصفته مساعداً نائباً لرئيس الفريق الانتقالي هاوارد للوتنيك، الذي كان نفسه سبباً في العديد من الشكاوى الداخلية حول تضارب المصالح المحتمل، فإن سيمز يحضر اجتماعات الفريق الانتقالي ويلعب دوراً رئيسياً في مساعدة الفريق على الاستعداد للعودة إلى البيت الأبيض، كما لعب دوراً وثيقاً بشكل خاص مع جون راتكليف، المرشح لمنصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية “CIA”، والذي عمل كنائبه الأول للاتصالات والاستراتيجيات عندما كان مديراً للاستخبارات الوطنية عام 2020.
وأشارت المجلة إلى أن المنصب رفيع المستوى الذي حظي به سيمز في الفريق أثار دهشة المقربين من ترمب، الذين شعروا أنه خان ثقة الفريق عند كتابة “عش الأفاعي” عام 2019، وتذكروا كيف هاجمه ترمب نفسه علناً بسبب ذلك، في حين تكهن البعض بأن مشاركته في الفريق الانتقالي قد تنعكس سلباً على لوتنيك، الذي يُمارس الضغوط خلف الكواليس للترويج لنفسه ليصبح وزيراً للخزانة.
وتابعت: “الحقيقة هي أن سيمز كان قد عاد منذ فترة طويلة إلى صفوف حركة (اجعل أميركا عظيمة مرة أخرى) بعد أن حافظ على علاقة وثيقة مع نجل ترمب وشخصيات أخرى بارزة في الحزب الجمهوري، إذ لم يقتصر دوره على العمل كمساعد رئيسي لراتكليف فحسب، بل قام أيضاً بتنسيق كتابة خطابات مؤتمري الحزب الجمهوري لعامي 2020 و2024، وقدم مشورته لفانس خلال حملته هذا العام”.
دعوى قضائية ضد ترمب
وبحسب التقرير، من غير الواضح ما إذا كان ترمب وافق على دور سيمز رفيع المستوى في الفريق الانتقالي، خاصةً بعد أن رفع الأخير دعوى قضائية ضد الرئيس المُنتخَب عام 2019 بعد أن حاولت حملته فرض “اتفاقية عدم الإفصاح”.
ووفق التقرير، فإن البيانات التي تم إصدارها الجمعة، تشير إلى أن سيمز تعلم بعض الدروس القيمة حول كيفية التنقل في عالم المساعدين الذين يتقاتلون من أجل النفوذ داخل الدائرة المحيطة بترمب، حتى أنه يبدو في طريقه للحصول على ترقية كبيرة، إذ قال اثنان من المقربين للرئيس المُنتخَب إنه يتطلع إلى ترشيحه كنائب لمدير وكالة الاستخبارات المركزية تحت قيادة راتكليف.
وقال راتكليف في بيان: “إذا كنت محظوظاً بما يكفي للحصول على تأكيد تعييني في مجلس الشيوخ مرة أخرى، فسأكون سعيداً بأن يعمل (سيمز) معي مرة أخرى في أي من الأدوار”.