كشفت فرنسا، الاثنين، للمرة الأولى، عن أحدث دبابة قتال رئيسية هي Leclerc XLR، خلال العرض العسكري التقليدي بمناسبة يوم الباستيل، الذي يحييه الجيش في 14 يوليو سنوياً في باريس.
ويعتبر الظهور الأول للدبابة في احتفال عسكري وطني، إشارة على دخولها الخدمة العملياتية رسميًا، كما أن الكشف عنها في شارع الشانزليزيه، أحد أهم شوارع العاصمة، دلالة على أهمية الدبابة في استراتيجية تحديث القوات البرية الفرنسية، ويؤكد عزم البلاد على أولوياتها الدفاعية الاستراتيجية، فضلاً عن حرصها على عرض أحدث القدرات العسكرية للجمهور والمراقبين الدوليين، بحسب موقع Army Recognition.
وتُمثل دبابة القتال الرئيسية Leclerc XLR العمود الفقري لبرنامج SCORPION، المبادرة الفرنسية الطموحة لتطوير ورقمنة قواتها البرية.
وطورت الدبابة شركة Nexter، التابعة لشركة KNDS، وتتميز XLR بتحسينات جوهرية مقارنةً بدبابة Leclerc الأصلية، بما في ذلك نظام معلومات وقيادة Scorpion (SICS) متكامل بالكامل، وشبكات مُحسّنة في ساحة المعركة، وأنظمة دفاعية متطورة.
وتتيح هذه التحديثات للدبابة العمل بسلاسة مع مركبات SCORPION القتالية الأخرى مثل Jaguar EBRC وGriffon VBMR، ما يضمن تبادلاً أسرع للبيانات وقوة نيران منسقة في العمليات عالية الكثافة.
وتتميز مركبة Leclerc XLR ببرجها الجديد T2 الذي يُشغّل عن بُعد والمزوّد برشاش عيار 7.62 ملم ودرعها المعزز، وهي مجهزة أيضًا بنظام تحكم في إطلاق النار من الجيل الجديد وأجهزة استشعار مُحسّنة لكشف التهديدات.
ومع تحسينها بحماية من الألغام والعبوات الناسفة، بالإضافة إلى أدوات جديدة للوعي الظرفي، صُممت XLR خصيصًا للنزاعات الحديثة التي تسود فيها التهديدات الهجينة وغير المتكافئة، كما يُعزز أداؤها التشغيلي بفضل حزمة الطاقة وأنظمة الحركة المُحسّنة، ما يضمن قدرة فائقة على المناورة على مختلف التضاريس.
ومع تسليم العشرات من دبابات Leclerc XLR المُحسّنة إلى وحدات الخطوط الأمامية، بدأ الجيش الفرنسي حقبة جديدة من تكامل الحرب المدرعة، مُجهّزًا قواته الآلية لبيئات قتالية مشتركة وشبكية.
ويمثّل وجود XLR دليلًا على قوة قاعدة الدفاع الصناعي الفرنسية، مُسلّطًا الضوء على قدرة شركة Nexter على تقديم حلول جاهزة للمعركة في الوقت المحدد لساحة معركة القرن الـ 21.
ولا يقتصر نشر دبابة Leclerc XLR على تعزيز الدفاع الوطني فحسب، بل يعزز أيضًا دور فرنسا في إطار التعاون الدفاعي لحلف شمال الأطلسي (الناتو) وأوروبا.
ومع تنامي الاهتمام العالمي بقدرات دبابات القتال الرئيسية الحديثة، تُعدّ دبابة leclerc XLR رمزًا قويًا للابتكار الفرنسي ومرونتها في ساحات المعارك.
ومن الناحية التقنية، تُدمج الدبابة الفرنسية مجموعة من التحسينات المهمة مقارنةً بنسخة leclerc S2 الأصلية، مع التركيز على قابلية البقاء، والاتصال، والتوافق التشغيلي.
ويرتكز هذا التحديث على نظام SICS (نظام معلومات القتال Scorpion)، وهو نظام إدارة معارك رقمي يُحول الدبابة إلى منصة قتالية متكاملة.
ويُتيح نظام SICS مشاركة البيانات في الوقت الفعلي مع الوحدات وعناصر القيادة الأخرى، ما يُعزز الوعي الظرفي والاستجابة العملياتية.
ولا يزال المدفع الرئيسي هو مدفع GIAT الأملس عيار 120 ملم، ولكن نظام التحكم في إطلاق النار أصبح رقميًا بالكامل، ما يُحسّن احتمالية الإصابة الأولى، وتتبع الهدف، وسرعة الاشتباك.
وإضافة برج T2 يعمل عن بُعد من Arquus، ومُجهز برشاش عيار 7.62 ملم، يُعزز بشكل كبير قدرات الدفاع عن بُعد دون تعريض الطاقم للخطر.
وتشمل ترقيات الحماية تركيب حزم دروع معيارية لتغطية شاملة للتهديدات، ودروع بطن مُعززة ضد الألغام، ونظام Barage للتدابير المضادة الإلكترونية ضد العبوات الناسفة والطائرات المُسيرة.
وتم تجهيز السائق بأنظمة بصرية مُحسّنة، تشمل كاميرا رؤية خلفية جديدة وتصويرًا حراريًا متطورًا.
ويستفيد القائد والمدفعي من أجهزة استشعار جديدة متعددة الأطياف، ما يزيد من مدى رصد الهدف ودقة تحديده في جميع الظروف الجوية.
كما أُضيفت وحدة توزيع طاقة مُحدثة وأنظمة تبريد مُحسنة لتلبية احتياجات الطاقة للإلكترونيات وأجهزة الاستشعار الجديدة، مع الحفاظ على القدرة على الحركة والتخفي.
ومقارنةً بالإصدارات السابقة، لا تُعد دبابة Leclerc XLR الجديدة للجيش الفرنسي مجرد مركبة ذات حماية أو اتصال أفضل؛ بل تُمثّل إضافةً جديدةً كليًا إلى منظومة ساحة المعركة الرقمية الفرنسية.
وتحسن قدرتها على تبادل المعلومات الاستخباراتية، وتحديد أولويات الأهداف، ومزامنة التحركات مع أصول SCORPION الأخرى، قدرات سلاح المدرعات الفرنسي لمواجهة التهديدات المماثلة وغير التقليدية.