منطقة عازلة حافلات نوافذ مظللة إسرائيل صفقة تبادل الأسرى
تشهد إسرائيل تحركات على عدة مستويات استعداداً لإعلان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وبدء تنفيذه حال اتفاق المفاوضين على التفاصيل النهائية، فيما تعهد الرئيسان الأميركي والمصري بمواصلة التنسيق الوثيق بشأن الاتفاق خلال الساعات القادمة.
وأثارت المحادثات التي استمرت لأكثر من ثماني ساعات في الدوحة حالة من التفاؤل. وقال مسؤولون من قطر ومصر والولايات المتحدة وكذلك إسرائيل و”حماس”، إن التوصل إلى اتفاق بشأن الهدنة في القطاع المحاصر وإطلاق سراح الرهائن أصبح أقرب من أي وقت مضى.
الجيش الإسرائيلي يخطط لانسحاب تدريجي
وأفادت مصادر عسكرية إسرائيلية بأن قيادة الجنوب في الجيش الإسرائيلي عقدت خلال الساعات الماضية سلسلة مناقشات وتقييمات للأوضاع بهدف التخطيط لانسحاب تدريجي من قطاع غزة.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر أمني قوله، الأربعاء، إن الجيش الإسرائيلي يعمل على إنشاء منطقة عازلة بطول الحدود مع القطاع، حيث تم تدمير مساحات واسعة بعرض كيلومتر واحد تقريباً على امتداد 60 كيلومتراً من الحدود.
وفيما يتعلق بمعبر رفح، أشار مصدر أمني إلى أن الانسحاب من هذا المعبر قد يتم في غضون وقت قصير بعد توقيع اتفاق محتمل بين حركة حماس وإسرائيل لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين.
وأشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن المناقشات داخل الجيش الإسرائيلي تهدف إلى وضع خطة لإعادة الانتشار حول القطاع، مع التركيز على الانسحاب التدريجي من المناطق الحيوية مثل ممر “نتساريم” في وسط القطاع ومحور “فيلادلفيا” على الحدود مع مصر.
وذكرت كذلك أن الأشهر الأخيرة شهدت بناء سلسلة من المراكز والمواقع الأمنية، بالإضافة إلى تركيب بنى تحتية وأبراج اتصالات في منطقة ممر “نتساريم”.
ولفتت إلى تقديرات أمنية بأن عملية الانسحاب من هذه المناطق قد تستغرق أسبوعاً تقريباً.
السجون الإسرائيلية تستعد
وشهدت مصلحة السجون الاسرائيلية خلال الأسابيع الأخيرة سلسلة من المناقشات والتقييمات الميدانية التي أفضت إلى تحديث الأوامر التنفيذية المتعلقة بعمليات إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين الذين تصفهم السلطات الإسرائيلية بأنهم “سجناء أمنيين”، بحسب هيئة البث الإسرائيلية.
وذكرت قناة “كان 11″، مساء الثلاثاء، أن هذه الخطوة تأتي بناءً على الدروس المستخلصة من صفقات سابقة لتبادل الأسرى، لا سيما الصفقة التي نُفذت في نوفمبر 2023.
وجاء في تقرير القناة الإسرائيلية أن مصلحة السجون حددت اهم اثنين من التحديات الرئيسية في هذا السياق، وهما: أولاً توقعات بحدوث أعمال شغب في السجون نتيجة لهذه العمليات، وثانياً احتفالات النصر، التي قد تكون بطرق متعددة، مثل رفع شعارات النصر على الحافلات التي تُقل الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم.
وناقشت مصلحة السجون الإسرائيلية عدة حلول لمواجهة هذه التحديات، أبرزها، نشر وحدات خاصة من “متسادا” و”نحشون” التابعة لمصلحة السجون لضمان السيطرة على أي اضطرابات محتملة، إذ تشمل مهام الوحدتين الاستجابة لحالات الطوارئ القصوى في جميع السجون مثل احتجاز رهائن ومكافحة أعمال الشغب، أو إجراء عمليات التفتيش الموسعة في زنازين الأسرى.
وأما فيما يخص الحافلات التي ستقل الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم، فسيتم استخدام حافلات مزودة بزجاج مظلل لمنع رؤية الأسرى من خارج الحافلات، بهدف تقليل مظاهر الاحتفالات.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن التقييمات الأمنية تشير إلى أن التحديات الحالية أكثر تعقيداً مقارنة بالصفقات السابقة، بسبب ما وصفته بـ”العدد الكبير من السجناء الأمنيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية”، لافتة إلى أن عددهم في الوقت الحالي “يبلغ 11 ألف سجين، وهو ضعف العدد الذي كان قبل اندلاع الحرب الأخيرة”.
تنسيق أميركي-مصري
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي تشارك إدارته في المحادثات إلى جانب مبعوث للرئيس المنتخب دونالد ترمب، إن الاتفاق بين حماس وإسرائيل لوقف الحرب في غزة أصبح وشيكاً.
وتحدث بايدن هاتفياً مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مساء الثلاثاء، عن التقدم في المفاوضات، وقال البيت الأبيض في بيان بعد المكالمة الهاتفية: “تعهد الزعيمان باستمرار التنسيق الوثيق والمباشر ومن خلال فريقيهما في الساعات القادمة”. وأكد الرئيسان “على الحاجة الملحة إلى تنفيذ الاتفاق”.
وقالت “حماس” إن المحادثات وصلت إلى مراحلها النهائية، وعبرت عن أملها في أن تؤدي هذه الجولة من المفاوضات إلى التوصل لاتفاق.
وقال مسؤول إسرائيلي إن المحادثات وصلت إلى مرحلة حاسمة لكن لم يتسن الاتفاق بعد على بعض التفاصيل. وأضاف: “نحن قريبون، لكن لم نصل (لاتفاق) بعد”.
وعبر مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان عن أمله في التوصل إلى اتفاق بشأن إطلاق سراح الرهائن في غزة هذا الأسبوع.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الثلاثاء، خلال زيارته لروما، إنه يعتقد أن أغلبية الحكومة الائتلافية الإسرائيلية ستدعم اتفاق غزة إذا حظي بالموافقة عليه في النهاية، على الرغم من المعارضة الصريحة له من الأحزاب القومية المتشددة في الائتلاف.
وأعلنت حركة “الجهاد” الفلسطينية، التي تحتجز أيضاً إسرائيليين في غزة، إرسال وفد رفيع المستوى إلى الدوحة للمشاركة في الترتيبات النهائية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.