شهد السعي وراء تطوير أدوية آمنة وفعّالة لعلاج السمنة، تحولات كبيرة على مدى أكثر من قرن، إذ بدأ باستخدام مستخلصات الغدة الدرقية المستخرجة من الحيوانات في أواخر القرن الـ19، ومر لاحقاً بأدوية كبح الشهية الشهيرة مثل “فين-فين” في عشرينيات القرن العشرين، إذ دفعت الرغبة المستمرة في فقدان الوزن إلى تجربة العديد من الأدوية غير الموصى بها.

وحقق العلماء اختراقاً ملموساً، في السنوات الأخيرة، مع أدوية فقدان الوزن Wegovy وZepbound، وهما حقنتان حصلتا على موافقة الهيئات الصحية في الولايات المتحدة في عامي 2021 و2023. ومع ذلك، لم يتوقف الباحثون عن السعي لتطوير أقراص لإنقاص الوزن، التي طالما اعتُبرت الهدف النهائي في هذا المجال، نظراً لسهولة تناولها مقارنة بالحقن التي يجدها كثير من المرضى مزعجة.

ويكمن التحدي، وفق صحيفة “فاينانشيال تايمز” في إنتاج أقراص إنقاص الوزن، في محاولة إيجاد طرق لتجاوز الجهاز الهضمي، الذي يعمل على تفكيك الأدوية قبل أن تبدأ في مفعولها. وفي السنوات الأخيرة، ألغت شركات أدوية كبرى مثل Pfizer، وAmgen، وRoche تطوير بعض أقراص إنقاص الوزن بعد فشلها في التجارب السريرية.

وقد يشهد هذا العام حلاً للمشكلة، بعد أن أعلنت كل من شركة الأدوية الدنماركية Novo Nordisk المصنعة لـ Wegovy، والشركة الأميركية Eli Lilly المصنعة لـ Zepbound، عن نتائج إيجابية لتجارب أقراصهما، مع توقع الحصول على الموافقة عليها خلال العام المقبل.

ونقلت الصحيفة عن سام أولين، الشريك في شركة الاستشارات العلمية ClearView Healthcare Partners، أن هذه الأقراص تُمثل “خطوة حاسمة إلى الأمام”، موضحاً أن “الحُقن رسّخت ممارسة وصف الأدوية لإنقاص الوزن، والآن يمكن للأقراص أن تجعلها ممارسة شائعة وروتينية”.

وتُشير التقديرات إلى أن أقراص إنقاص الوزن من المتوقع أن تحقق مبيعات ضخمة في السوق، قد تمثل من خُمس إلى ثلث الإنفاق المتوقع الذي يزيد عن 100 مليار دولار على أدوية السمنة سنوياً بدءاً من عام 2030. وأضافت الصحيفة، أن هذه الأقراص ربما تتيح فرصة لشركات أخرى لتحدي احتكار Novo Nordisk وEli Lilly لسوق هذا النوع من الأدوية.

ومع ذلك، لا يزال هناك جدل حول ما إذا كانت هذه الأقراص ستكون ثورية أم مجرد بديل متخصص، إذ أبدى المرضى قبولاً مفاجئاً للحقن، ومن المتوقع أن تواجه الأقراص خلال سنوات قليلة منافسة من النسخ الأرخص المتاحة خارج براءات الاختراع للأدوية الحالية.

وأشار بعض المستثمرين إلى مخاوف من أن سوق إنقاص الوزن الحالي، قد لا يكون واعداً كما كانوا يتوقعون، بعد أن تراجعت أسهم Novo Nordisk خلال العام الماضي، وسط تخوفات من أن دخول أول أقراص للسوق قد لا يمثل تحولاً جذرياً بالضرورة.

إلا أن الأقراص الفموية قد تثبت، بحسب “فاينانشيال تايمز”، أنها أكثر قابلية للتكيف مقارنة بالحقن، إذ يستثمر المنافسون الكبار لشركتي Novo Nordisk وEli Lilly في تطوير هذه الأقراص، لاعتقادهم بأنه يمكن دمجها مع أدوية لعلاج الأمراض المرتبطة بالسمنة، مثل أمراض القلب أو الكلى، في المجالات التي تُباع فيها بالفعل أدوية مماثلة.

وقالت شارون بار، نائبة الرئيس التنفيذي للأبحاث والتطوير الدوائي في شركة AstraZeneca، إن أقراص إنقاص الوزن “تمتلك القدرة على تغيير الطريقة التي نستخدم بها هذه العلاجات بشكل جذري”.

وأضافت بار: “إذا اعتبرنا هذه العلاجات مخصصة فقط للسمنة، فإننا نتجاهل الطبيعة المترابطة لهذه الأمراض. ستكون الأقراص أكثر سهولة، لكنها تفتح أيضاً المجال لتطوير تركيبات دوائية جديدة يمكنها معالجة عدة أمراض أيضية وقلبية وكلوية في الوقت نفسه”.

رحلة طويلة نحو تطوير أقراص إنقاص الوزن

بدأت رحلة تطوير أقراص السمنة في تسعينيات القرن الماضي، حين شرع العلماء الذين كانوا يبحثون عن علاجات لمرض السكري في تجربة هرمون GLP-1، الذي يحفز إفراز الإنسولين، ويخفف تقلبات مستويات السكر في الدم. ولاحظ الباحثون أن الفئران فقدت الوزن، ليكتشفوا أن هرمون GLP-1 يقلل الشهية.

وتغلبت أدوية GLP-1 على مشكلات أجيال سابقة من أدوية إنقاص الوزن، إذ أثبتت فعاليتها في فقدان المرضى عادةً بين 15% و20% من وزنهم، مع آثار جانبية أقل خطورة، تشمل فقدان العضلات والغثيان والقيء لدى بعض المرضى.

لكن تحويل هذا الهرمون إلى أقراص شكَّل تحدياً كبيراً، نظراً لأن النسخة الاصطناعية منه، وهي بروتين صغير يُعرف بالببتيد، تتوقف عن العمل عند تعرضها لحمض المعدة.

وقال فرانك جرينواي، المدير الطبي لمركز Pennington Biomedical Research في لويزيانا: “الببتيدات تشبه البروتينات الموجودة في شرائح اللحم فالأمر يشبه أن تأكل قطعة من اللحم، ثم يتم هضمها في المعدة”.

الحماية من أحماض المعدة

توصلت شركة Novo Nordisk، التي بدأت العمل على أقراص السمنة في أوائل العقد الأول من القرن الحالي، إلى حل محتمل في عام 2007 عبر تعاونها مع شركة Emisphere في نيوجيرسي، والتي استحوذت عليها لاحقاً في عام 2020. إذ طوّرت الشركة حاجزاً يُسمى SNAC، يحمي الببتيد من إنزيمات المعدة، ويساعد على امتصاصه بسهولة أكبر.

وباستخدام SNAC مع “سيماجلوتايد”، وهي النسخة الاصطناعية من هرمون GLP-1، والمكوّن الفعّال في Wegovy، تمكنت Novo Nordisk من تطوير أقراص Rybelsus المخصصة لمرضى السكري، والتي حصلت على الموافقة  في عام 2019. وأظهرت التجارب المتقدمة هذا العام أن هذه الأقراص تحقق فقدان وزن بنسبة 16.6% خلال 64 أسبوعاً، وهي نسبة تقترب من النتائج التي تحققها الحقن.

واعتبرت “فاينانشيال تايمز”، أن إحدى مزايا استخدام نفس المكوّن النشط بدلاً من تطوير أقراص جديدة من الصفر، تكمن في أن Novo Nordisk استثمرت بالفعل في إثبات أن “سيماجلوتايد” يُحسّن الصحة بما يتجاوز السمنة، مثل الوقاية من النوبات القلبية وتقليل خطر الفشل الكلوي. وتأمل الشركة أن توصي إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA بذلك استناداً إلى بيانات تجارب الحقن، مما يزيد من جاذبية الدواء لدى الأطباء.

وأشار براشانت ياداف، الباحث البارز في مجال الصحة العالمية بمجلس العلاقات الخارجية، إلى أن الشركة استفادت من SNAC بوصفها “تكنولوجيا مجربة ومثبتة”، مؤكداً أن هذه التقنية استُخدمت لسنوات طويلة مع الفيتامينات.

وأضافت الصحيفة أن Novo Nordisk تستخدم SNAC أيضاً في تطوير قرص آخر باسم أميكريتين، الذي يحاكي تأثير GLP-1 وهرمون آخر يسمى “أميلين”، المسؤول عن الإحساس بالشبع. وقال مارتن لانج، كبير المسؤولين العلميين في الشركة: “نرى أن هذا القرص قد يُحقق فقدان وزن مماثل لحقنة أخرى قيد التطوير، والتي أظهرت إمكانية فقدان 24.3% من الوزن خلال 36 أسبوعاً في التجارب”.

عقبات قد تؤخر الخطط 

ورغم التقدم المحقق، لا تزال بعض المشكلات قائمة، إذ يجب على المرضى الذين يتناولون أقراص Novo Nordisk تجنّب تناول السوائل أو الطعام أو الأدوية الأخرى خلال نصف ساعة من ابتلاع القرص.

وأشار محللو Barclays إلى أن هذا الشرط يُشكل تحدياً خاصاً لمرضى السكري الذين قد يحتاجون إلى تناول أكثر من دواء واحد، مؤكدين: “عندما نتحدث إلى الأطباء، يكون موقفهم عادةً سلبياً تجاه أقراص Rybelsus.

ورد لانج بأن التجارب أظهرت أن هذا الشرط لا يشكّل مشكلة، وأن المرضى يلتزمون به أثناء فقدان الوزن، موضحاً: “تستيقظ في الصباح، تتناول القرص مع كوب من الماء، ثم تستحم، وتنزل لإعداد الإفطار.. الأمر مسألة عادة في الأساس”.

وأوضح المحللون، أن أحد التحديات المحتملة أمام حبوب إنقاص الوزن يكمن في عملية التصنيع نفسها، إذ يحتاج أسبوع واحد من الحبوب إلى ما بين 3 إلى 10 أضعاف كمية مادة “سيماجلوتايد” الفعّالة المستخدمة في الحقنة الأسبوعية الواحدة.

وأضاف الباحث الطبي ياداف، أن إنتاج كمية كافية من “سيماجلوتايد”، سيظل على الأرجح عقبة أمام التوسع الكبير، موضحاً: “إذا كنا نتحدث عن تحول واسع النطاق نحو الأقراص والحاجة إلى 3 أو 4 أضعاف قدرة إنتاج المادة الفعّالة بسبب الجرعات الأعلى، فهذا سيكون قيداً على العملية”.

وأشارت “فاينانشيال تايمز” إلى أن Novo Nordisk اضطرت سابقاً لتأجيل إطلاق حقنة Wegovy بعد أن فاقت الطلبات توقعاتها، وهو أحد العوامل التي عززت فقدان الدنماركية لموقعها القيادي في هذا السوق لصالح Eli Lilly الأميركية.

لكن الشركة الدنماركية، تقول إنها حسّنت عملياتها، وخفّضت الجرعات في الأقراص بعد أن أظهرت التجارب فعالية الجرعة الأقل مثل الحقنة، مؤكدة استمرار التزامها بالبحث عن طرق جديدة لزيادة امتصاص الدواء في الجسم. وأضافت الشركة: “لقد بنينا طاقة إنتاج كافية للسماجلوتايد الفموي في السوق الأميركية، ونعتقد أننا قادرون على التوريد بمجرد الحصول على الموافقة”.

Eli Lilly تسلك مساراً مختلفاً

لكن شركة Eli Lilly الأميركية، اتبعت مساراً مختلفاً تماماً لتطوير أقراصها الخاصة بإنقاص الوزن، وتأمل في تقديم طلب الموافقة عليها في وقت لاحق هذا العام.

وأوضحت الصحيفة، أن الشركة استعانت بمركب جديد يُسمى Orforglipron من شركة التكنولوجيا الحيوية اليابانية Chugai جزئياً، لأنها لاحظت سلبيات تحويل الببتيدات إلى أقراص.

ووصف كينيث كوستر، رئيس قسم الصحة القلبية والتمثيل الغذائي في Eli Lilly، الأقراص القائمة على الببتيدات بأنها “غير فعّالة”، وذلك لأن 2% فقط تقريباً من الدواء يكون له تأثير فعلي في الجسم.

لكنه أقر بأن التوصل إلى “جزيء صغير” جديد، اللازم لصنع قرص تقليدي عبر التخليق الكيميائي بدلاً من الاعتماد على الببتيدات، يُمثل تحدياً كبيراً.

وقال: “هذه أدوية صعبة الاكتشاف. إذا نظرت إلى الأمر، ستجد أن هناك عدداً قليلاً جداً من الأدوية الفموية الجديدة من فئة الجزيئات الصغيرة التي تُستخدم على نطاق واسع”.

وأشار تقرير “فاينانشيال تايمز”، إلى أن السوق لم يتأكد بعد من أن Eli Lilly تمكنت من حل هذه المشكلة بالكامل، إذ تراجعت أسهم الشركة بنسبة 14% بعد إعلان نتائج التجارب في أغسطس الماضي، والتي أظهرت أن المرضى الذين تناولوا orforglipron فقدوا متوسط وزن بنسبة 12.4%، وهي أقل من نتائج حبوب “سيماجلوتايد” الفموية لشركة Novo Nordisk، على الرغم من أن التجارب ليست قابلة للمقارنة مباشرة.

لكن التقرير أضاف أن Eli Lilly قد تكسب السباق إذا تمكنت من التفوق على Novo Nordisk في التصنيع وتسريع وصول الدواء إلى السوق، مشيراً إلى أن الشركة الأميركية كان لديها مخزون بقيمة أكثر من 500 مليون دولار في نهاية العام الماضي، ولديها الآن مليارات الأقراص في المخازن.

فتح المجال أمام المنافسة

وأوضح ياداف أن تصنيع حبوب “الجزيء الصغير” يختلف تماماً عن إنتاج حبوب الببتيدات، إذ يعتمد على التخليق الكيميائي الذي يمكن توسيعه بسرعة، بينما يُنتج السيماجلوتايد من خلال مزيج من العمليات الكيميائية والبيولوجية. فالعمليات البيولوجية تتطلب مراقبة دقيقة، نظراً لاعتمادها على الخميرة أو البكتيريا لإنتاج الجزيئات الكبيرة والمعقدة، وهو ما يجعلها أكثر تقلباً بطبيعتها.

وأضاف التقرير، أن شركات أخرى تأمل في استخدام الأقراص لاختراق سوق إنقاص الوزن الذي يهيمن عليه حتى الآن كل من Novo Nordisk وEli Lilly، وتشمل هذه الشركات الكبرى AstraZeneca وRoche، التي لا تزال حبوبها قيد التجارب السريرية.

وأشارت الصحيفة، إلى أن الشركات الناشئة تعمل على تطوير أدوية تحمل ميزات إضافية، مثل الجزيئات طويلة المفعول التي تُؤخذ مرة كل أسبوعين، أو الأدوية ذات الآثار الجانبية المخففة التي تقلل من فقدان العضلات، بالإضافة إلى الأدوية التي يمكن إنتاجها بكميات كبيرة لتلبية احتياجات الأسواق النامية.

وقال جيوثيس جورج، المدير الطبي لشركة NodThera البريطانية الناشئة: “سيستفيد المستهلكون من الثورة الطبيعية الناتجة عن تقسيم السوق. وأعتقد أن الطريقة لكسر هذا الاحتكار الثنائي تكمن في الابتكار الفعلي”.

وأكد رايموند ستيفنز، الرئيس التنفيذي لشركة Structure Therapeutics، الذي عمل في مجال أدوية GLP-1 لمدة 20 عاماً، أن الأقراص ستجعل السوق أكثر سهولة في الوصول إليه، مشبهاً ذلك بسوق أدوية الستاتينات لخفض الكوليسترول بعد إطلاق Pfizer لدواء Lipitor، الذي جاء لاحقاً، لكنه أصبح الرائد. وأضاف: “سنشهد مزيداً من المنافسة في هذا المجال، تماماً كما حدث مع Lipitor”، الذي جاء في الجيل السادس بعد 10 سنوات، وقدم دواءً أفضل وأكثر سهولة في الوصول إليه”.

حجم السوق والتحديات المستقبلية

على الرغم من الحماس، يظل من الصعب تقدير حجم السوق المستقبلي لأقراص إنقاص الوزن، إذ قد أخطأت شركات الأدوية بالفعل في تقدير حجم سوق ادوية علاج السمنة في كلا الاتجاهين. ففي البداية، واجهت Novo Nordisk صعوبة في تصنيع كميات كافية من الحقن لتلبية الطلب المتزايد، ثم فاجأت السوق مرة أخرى في العام الماضي بتباطؤ نمو الطلب.

وأظهر استطلاع للرأي شمل آلاف المرضى ومئات الأطباء أن بعض المرضى الذين يخافون من الإبر قد يستخدمون الأقراص لأول مرة، ما قد يزيد قاعدة المستخدمين بنسبة تصل إلى 30% على الفور، لكنه لن يضاعف حجم السوق بالكامل.

ويتفق لانج من Novo Nordisk على أن الحقن ستظل المنتج الأكثر مبيعاً، لكنه أكد أن الأقراص ستشكل “قطاعاً كبيراً” من السوق. 

من جانبه، قال لوكاس مونتارس، المدير المالي لشركة Eli Lilly: إنه من بين 150 مليون مريض محتمل في الولايات المتحدة، كثيرون لا يفكرون أصلاً في أدوية إنقاص الوزن، لأنهم لا يفضلون الحقن، وبالتالي ستخدم الحبوب هؤلاء المرضى بشكل كبير.

الأسعار وآفاق التوسع

ترجح “فاينانشيال تايمز” أنه إذا تمت الموافقة على orforglipron العام المقبل، فمن المتوقع أن تصل مبيعات Eli Lilly إلى 3.2 مليار دولار في عام 2027، وترتفع إلى 6.8 مليار دولار في عام 2028، وفق تقديرات Evaluate Pharma.

وأوضح التقرير، أن المرضى سيكونون قادرين على التبديل بين الخيارات المتاحة، حيث يرى بعض الأطباء أن الأقراص تمثل خياراً أفضل للأشخاص الذين لا يحتاجون إلى فقدان وزن كبير، أو لأولئك الذين استخدموا الحقن بالفعل لتحقيق فقدان الوزن، ويرغبون في الحفاظ عليه.

وأشارت الصحيفة، إلى أن السعر سيكون عاملاً مهماً في تطوير سوق الأقراص، موضحة أن الشركات لم تعلن بعد عن الأسعار، وأنها في البداية لن ترغب في التأثير على مبيعات الحقن الخاصة بها. 

ومع دخول منافسين جدد، قد تنخفض الأسعار ويتسع السوق، ما يتيح لأنظمة الرعاية الصحية إمكانية التوصية بالأدوية للأشخاص ذوي الأوزان الأقل. ويقول نافيد ساتار، أستاذ السمنة والسكري بجامعة جلاسكو: “إذا نظرنا إلى السنوات الخمس إلى العشر المقبلة، فمن المرجح أن يكون هناك ثلاثة أو أربعة أدوية جديدة في السوق، ومع المنافسة وانخفاض الأسعار، ستتمكن السلطات الصحية من علاج المزيد من المرضى”.

وأعادت أدوية إنقاص الوزن تشكيل أساليب تسويق شركات الأدوية، إذ انتقل التركيز من التسويق التقليدي للأطباء إلى وسائل التواصل الاجتماعي والترويج عبر المشاهير والمؤثرين. وقد يكمن نجاح الأقراص المستقبلية ليس فقط في فعاليتها، بل في جودة تسويقها. ويقول أولين: “طرق تسويق هذه الأدوية تُعاد كتابتها حالياً، وسيستمر ذلك في تشكيل سوق السمنة، وربما يؤثر أيضاً على أسواق أخرى خلال العقد المقبل”.

شاركها.