اخر الاخبار

من جديد.. في دمشق

دمشق – كانون الثاني/يناير 2025

مع دخولها عامها الرابع عشر، تعلن مؤسسة افتتاح مقرها الجديد في العاصمة دمشق، في خطوة تمثل تتويجًا لمسيرة مليئة بالتحديات والإنجازات، وتجسد رؤيتنا الراسخة بأن الصحافة الحرة والمستقلة هي حجر الزاوية في بناء مجتمع يعزز قيم الديمقراطية والعدالة، ويؤسس لمستقبل قائم على الشفافية وحرية التعبير.

بعد سنوات من إدارة المؤسسة خارج الحدود بسبب الظروف الأمنية التي أجبرت فريقنا على المغادرة عام 2014، نعود اليوم إلى دمشق حاملين رسالة الصحافة الحرة إلى قلب الوطن، لنكون أقرب إلى الشارع السوري وعلى تواصل مباشر مع الناس، بإسناد من غرف الأخبار التي أسسناها في تركيا وألمانيا، ومن خلال شبكة مراسلينا الميدانيين المنتشرين في المحافظات السورية، الذين يواصلون تقديم تغطيات مهنية تلبي تطلعات الجمهور السوري.

تأسست في كانون الأول/ديسمبر 2011 بمدينة داريا بريف دمشق، على يد مجموعة من الصحفيات والصحفيين المواطنين، في واحدة من أكثر الفترات تحولًا في التاريخ السوري الحديث. صدر العدد “صفر” من الجريدة في 29 كانون الثاني/يناير 2012، ومنذ ذلك الحين استمرت دون انقطاع، لتصبح الصحيفة السورية المستقلة الأطول عمرًا بين الصحف التي انطلقت مع الثورة السورية، فكانت شاهدًا على لحظات التحول الكبرى، وسعت دائمًا لأن تكون صوتًا موثوقًا يُعبر عن آمال السوريين وطموحاتهم، ويوثق معاناتهم في أحلك الظروف.

نسخ متناثرة من جريدة بعد تعرض أحد مراكز التوزيع في داريا للقصف - (داريا -)

نسخ متناثرة من جريدة بعد تعرض أحد مراكز التوزيع في داريا للقصف – 2013 (داريا –)

واجه فريقنا منذ التأسيس ضغوطًا هائلة وملاحقات أمنية أودت بحياة عدد من كوادرنا الأوائل. خلال عامي 2012 و2013، فقدنا زملاء أعزاء: محمد أنور قريطم، أحمد خالد شحادة، ومحمد فارس شحادة، الذين استشهدوا خلال حملات الأسد العسكرية على مدينة داريا، في ذروة نشاطها السلمي. ولاحقًا، تلقينا أنباء وفاة زميلينا نبيل وليد شربجي وأحمد وليد حلمي تحت التعذيب في سجون النظام السوري.

ستبقى تضحيات هؤلاء الزملاء رمزًا خالدًا للنضال من أجل حرية الصحافة وكرامة الكلمة.

رغم تحديات العمل من خارج سوريا وفي ظل ظروف أمنية وسياسية معقدة، ظلت نموذجًا للصحافة المستقلة التي تلتزم بالمهنية العالية والمبادئ التحريرية الرصينة. تصدينا للضغوط السياسية ومحاولات الاستقطاب، وحرصنا على أن نبقى منصة مستقلة تُعلي صوت السوريين وتعبر عن تطلعاتهم وآمالهم.

لم يقتصر دور على إنتاج محتوى صحفي عالي الجودة، بل امتد ليشمل تدريب أجيال من الشابات والشباب من الصحفيين والناشطين، الذين أصبحوا اليوم جزءًا فاعلًا في المشهد الإعلامي السوري، ويعملون في مؤسسات عديدة داخل سوريا وخارجها.

هذا الإرث يمثل جزءًا محوريًا من رسالتنا، ويجسد التزامنا بتعزيز الصحافة المهنية كأداة للتغيير الإيجابي وبناء مجتمع أكثر عدالة وإنسانية.

مع استئناف عملنا من دمشق، نعيد تأكيد التزامنا بمواصلة العمل الصحفي بمهنية واستقلالية، والسعي لتقديم تغطيات تعكس نبض الشارع السوري بمختلف اتجاهاته واهتماماته، وتسليط الضوء على قضاياه بعمق وشفافية.

نأمل أن تسهم هذه العودة في تعزيز مكانة الصحافة الحرة والمستقلة كركيزة أساسية للتحول الديمقراطي في سوريا، وأداة تمكين للسوريين لممارسة حقوقهم وإيصال أصواتهم بفعالية.

نتوجه بالشكر العميق لقرائنا ومتابعينا الذين كانوا على الدوام القوة الدافعة لاستمرارنا.

ونحن في دمشق من جديد.

مجلس إدارة

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.

المصدر: عنب بلدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *