اخر الاخبار

من “جزار حلب” الذي أرسلته إيران إلى سوريا

أكدت وسائل إعلام إيرانية وصول فريق استشاري عسكري إيراني إلى دمشق، وعلى رأسه القائد السابق لقوات “فيلق القدس” الإيراني، العميد جواد غفاري، المعروف باسم “جزار حلب”، وذلك بهدف مساعدة النظام السوري عقب تقدم فصائل المعارضة ووصولها إلى مشارف مدينة حماة.

وقالت قناة “العالم” الإيرانية إن الفريق الاستشاري الإيراني برئاسة العميد جواد غفاري وصل إلى العاصمة دمشق بصورة عاجلة، وذلك في “إطار التعاون العسكري الأمني السياسي لمساعدة سوريا في مواجهة الهجمات الارهابية التي تتعرض لها في الشمال السوري”.

العميد غفاري سبق أن قاد معركة السيطرة على حلب في نهاية عام 2016، وأسهم أيضًا في قيادة معارك السيطرة على تدمر وبادية الشام ودير الزور والبوكمال.

بدوره قال موقع “إيران انترناشيونال” المعارض، إنه تزامنًا مع زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى دمشق للقاء بشار الأسد مطلع الشهر الحالي، هبطت طائرة أخرى في الأراضي السورية كانت تحمل مسافرًا من إيران، حيث تبين أنه جواد غفاري.

وأضاف “إيران انترنشنال”، أنه منذ عام 2014، تولى غفاري قيادة القوات العسكرية الإيرانية في سوريا، وفي أثناء الحصار الذي استمر أربع سنوات على حلب، كان غفاري قائدًا لعمليات “الحرس الثوري” في المدينة بناء على تعليمات من الجنرال قاسم سليماني القائد السابق لفيلق القدس.

اشتُهر غفاري بلقب “جزار حلب” بسبب دوره في قتل الآلاف من المدنيين في ثاني أكبر مدينة سورية (حلب)، حيث كان “الحرس الثوري” يقصف المدينة من الأرض، بينما كانت روسيا تقصفهم من السماء.

وكان يلقب أيضًا بـ “أحمد مدني”، ولديه خبرة عسكرية، حيث وضع العميد غفاري خططًا عسكرية للسيطرة على طريق حلب- خناصر، التي كان من شأنها تعزيز السيطرة الإيرانية في الشمال السوري، بحسب صحيفة “الشرق الأوسط“.

وأشرف غفاري على مدار خمس سنوات، من 2016 إلى 2021، على وكلاء إيران في سوريا، بما فيهم “حزب الله” اللبناني وميليشيات “فاطميون” و”زينبيون”، كما كان شديد الصلة كالظل، مع الجنرال قاسم سليماني.

محاولة خلافة سليماني

بعد مقتل قاسم سليماني على يد الجيش الأمريكي قرب مطار بغداد مطلع عام 2020، سعى غفاري ليكون خليفته، وأجرى العديد من المشاورات ليصبح قائدًا لـ”فيلق القدس”، لكنه فشل، وتم تعيين إسماعيل قاآني في هذا المنصب، بحسب “إيران انترناشيونال”.

منذ ذلك الحين، كان غفاري يحاول تقليد سليماني في أسلوب ملابسه وطريقة حديثه ولغة جسده، لكن غفاري طُرد من سوريا بسبب استياء روسيا من تدخله في تهريب الوقود إلى سوريا، وفق المصدر ذاته.

بعد عام، تولى غفاري رئاسة “الوحدة 4000″، وهي وحدة خاصة تتبع جهاز المخابرات التابع للحرس الثوري.

ووفقًا لمصادر “إيران إنترناشيونال”، اشترط غفاري في ذلك الوقت أن يحتفظ بالسيطرة على الحدود بين سوريا والعراق في منطقة البوكمال لتهريب الوقود، وقد تم تلبية طلبه.

لكن غفاري فشل في منصبه الجديد، حين فشلت العملية المشتركة لهذه الوحدة مع وحدة مكافحة التجسس التابعة لـ”الحرس الثوري”، والتي كانت تستهدف اغتيال يوسف لوي سيفري، القنصل الإسرائيلي السابق، وثلاث نساء إسرائيليات في تركيا.

بعد بدء عملية “طوفان الأقصى” في 7 من تشرين الأول 2023، انضم غفاري وأعضاء وحدته “4000” إلى شبكة نقل الأسلحة إلى سوريا ومن ثم إلى الضفة الغربية، بالتعاون مع الوحدات “840” و”18000″ التابعة لـ”فيلق القدس”.

وفي نيسان 2024، قتل الجيش الإسرائيلي محمد رضا زاهدي، قائد هذه الشبكة، في هجوم صاروخي على القنصلية الإيرانية في دمشق.

يُعد غفاري قائد شبكات نقل الأسلحة إلى الضفة الغربية ولبنان، وهو مطلوب من قبل جهاز الموساد الإسرائيلي، ويبحث عن رضا المرشد الإيراني علي خامنئي.

عقوبات أمريكية

في أيلول 2024، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على غفاري بسبب دوره في اغتيال معارضين للنظام الإيراني في الخارج، وتورطه في قتل مواطن أمريكي في العراق، ودوره في قمع الاحتجاجات في إيران.

غفاري كان يشغل منصب قائد الوحدة الخاصة “فاتحين” في جميع أنحاء إيران.

كما كان حاضرًا في المعارك في سوريا والعراق، وشارك قبل عامين أيضًا في قمع الاحتجاجات الشعبية ضد النظام الإيراني.

ميليشيات إيرانية إلى سوريا

في سياق متصل، قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، اليوم الخميس، إن إيران أرسلت مقاتلين من “حزب الله” والميليشيات الشيعية إلى سوريا لدعم النظام السوري، مشيرة إلى أنه من غير الواضح ما إذا كانت هذه الميليشيات قادرة على تغيير مسار الأمور.

وأضافت الصحيفة أن إيران تعمل جاهدة على حشد المقاتلين الإقليميين لدعم النظام السوري، ونشرت عناصر من “حزب الله” والميليشيات العراقية في سوريا، وهم ينتظرون الأوامر للقتال.

ونقلت الصحيفة عن قادة وعناصر في الميليشيات الإيرانية قولهم، إن “المقاتلين المنتشرين في سوريا يعملون في وضع دفاعي، لكنهم مستعدون إذا تغيرت أوامرهم”.

ووفق أحد عناصر “حزب الله”، انتشر مقاتلو الحزب على نطاق واسع عبر الحدود اللبنانية باتجاه مدينتي حماة وحمص، في حين قال قادة ميليشيا عراقيون إن مقاتليهم موجودون في الغالب شرقي سوريا.

إرسال إيران قوات وضباط إلى سوريا، جاء عقب إطلاق فصائل فصائل المعارضة في 27 من تشرين الثاني الماضي عملية عسكرية “ردع العدوان”، والتي سيطرت خلالها على مدينة حلب ومعظم ريفها وكامل محافظة إدلب، إضافة لتقدمها في ريف حماة ووصولها إلى مشارف المدينة.

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.

المصدر: عنب بلدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *