قبل أشهر، كانت غزة تعيش تحت وابل من القصف الإسرائيلي، حيث تحولت أحياء كاملة إلى ركام، وسُجلت مشاهد مأساوية لعائلات فلسطينية تُباد، وأطفال يُنتشلون من تحت الأنقاض، وسط صمت دولي وتأييد غربي واسع لـ”حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”.

لكن اليوم، تتغير المعادلة. العدسة ذاتها التي وثقت المعاناة في غزة، ترصد الآن مشاهد الذعر في تل أبيب، حيث أُعلنت حالة الطوارئ، وأُغلقت المدارس والمستشفيات، في أعقاب هجمات صاروخية دقيقة أطلقت من خارج الحدود، يُعتقد أنها من إيران.

الإسرائيليون يفرّون نحو الملاجئ، ووجوههم تختلط فيها الدموع بالهلع، في مشهد يعيد إلى الأذهان ما عاشه سكان غزة خلال العدوان الأخير.

في العام 2023، نزح أكثر من مليون فلسطيني من منازلهم بفعل القصف المتواصل، أما اليوم، فالسكان في مدن كبرى مثل تل أبيب وحيفا وبئر السبع يختبرون طعم الخوف ذاته، ولو مؤقتًا.

رسالة الصورة الجديدة واضحة: الخوف لا لون له، والعدالة قد تتأخر لكنها لا تغيب. فالمعاناة التي زرعت يومًا في غزة، تعود اليوم بصورة مختلفة في قلب إسرائيل، لتذكّر العالم بأن دورة الألم لا تنتهي إلا بكلمة حق وعدالة شاملة.

شاركها.