اخر الاخبار

من وعد بلفور إلى مخطط ترامب.. تهجير الفلسطينيين مستمر بعد أكثر من قرن

وطن أكثر من مئة عام مرت على وعد بلفور المشؤوم الذي تعهدت فيه بريطانيا بإنشاء وطن قومي لليهود على أرض فلسطين، متجاهلة وجود أصحاب الأرض الأصليين. واليوم، يعيد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إحياء مشروع التهجير القسري للفلسطينيين، لكن هذه المرة من قطاع غزة، في خطة تهدف إلى إفراغ القطاع بالكامل وسط صمت عربي مخجل ومواقف متخاذلة من بعض الدول التي فتحت أبوابها للمخطط الأمريكي الإسرائيلي.

بعد أشهر من القصف الإسرائيلي المكثف الذي دمر البنية التحتية لغزة وشرد مئات الآلاف، يأتي ترامب بخطة جديدة لتهجير السكان إلى دول عربية مجاورة مثل الأردن ومصر وربما السعودية. هذه الخطة تتضمن تهجير سكان غزة بالكامل تحت ذريعة إعادة الإعمار وتوطينهم في أراضٍ عربية مجاورة مقابل إغراءات مالية للدول التي توافق على استقبالهم، في حين سيتم تحويل القطاع إلى منطقة استثمارية بتمويل من دول خليجية لتكون تحت الإدارة الأمريكية الإسرائيلية.

على الرغم من أن التهجير القسري للفلسطينيين يعد جريمة حرب وفق القانون الدولي، إلا أن الموقف العربي بدا أضعف من أي وقت مضى.

التقارير تشير إلى أن بعض الدول لم ترفض الخطة بشكل قاطع، بل اكتفت بالمراوغة السياسية بانتظار ما ستؤول إليه الأمور. الأردن، الذي كان لسنوات يرفض التوطين، بدا وكأنه يغير موقفه تحت الضغط الأمريكي.

الملك عبد الله الثاني، الذي التقى ترامب مؤخرًا، لم يعلن رفضًا قاطعًا للخطة، بل لمح إلى أن الأمر يتوقف على موقف مصر. أما مصر، التي كانت تدعي رفض المخطط، فقد أكدت تقارير غربية أن نظام السيسي قد يكون أكثر انفتاحًا على مناقشة بعض جوانب الخطة، خاصة مع الضغوط الاقتصادية التي يعاني منها النظام المصري.

لا شك أن هذه الخطة ليست مجرد حل مؤقت للأزمة الإنسانية، بل جزء من مخطط أكبر يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية نهائيًا.

يسعى ترامب إلى إنهاء ملف اللاجئين الفلسطينيين عبر منحهم جنسيات جديدة ومنعهم من المطالبة بحق العودة، في حين يهدف إلى منح الاحتلال السيطرة المطلقة على غزة دون أي وجود للمقاومة أو أي تهديد مستقبلي. كما تسعى الإدارة الأمريكية إلى إقامة مشاريع اقتصادية وسياحية في غزة تستفيد منها الشركات الأمريكية والإسرائيلية بينما يبقى الفلسطينيون مشردين بلا وطن.

تاريخيًا، لم يقبل الفلسطينيون بأي مخطط استيطاني يهدف إلى اقتلاعهم من أرضهم، وحتى مع تخاذل الحكومات العربية، فإن المقاومة الشعبية والمسلحة ستبقى حائط الصد الأول في وجه المشروع الصهيوني. ومع تصاعد الحديث عن وعد بلفور الجديد الذي يروج له ترامب، يبقى السؤال: هل سيتحرك العرب والفلسطينيون لمنع نكبة جديدة، أم أن المخطط سيمر كما حدث قبل أكثر من قرن؟

ترامب يفرض شروطه وملك الأردن يتردد.. هل يمهد السيسي لتهجير الفلسطينيين؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *