مهرجان قرطاج يفتتح دورته بعرض صيني عالمي.. وتكريم دريد لحام
تنتظم أيام قرطاج المسرحية، التي تعدّ من أعرق المهرجانات العربية، بين 23 إلى 30 نوفمبر 2024، في “قاعة الريو” و”قاعة الفن الرابع” في مدينة الثقافة في تونس.
تضم الدورة أبرز الأسماء العربية والدولية، ويرأسها الشاعر والناقد التونسي محمد العوني، أما الأعضاء فهم حسن كاسي كوياتي من بوركينا فاسو، والمؤرخ والباحث في الأنتروبولوجيا العراقي خزعل الماجدي، والفنانة رائدة طه من فلسطين، والممثلة حلا عمران من سوريا.
وقال محمد منير العرقي مدير الدورة: “تنتظم هذه الفعالية في ظل ظرف إنساني عالمي صعب، يعاني فيه أشقاؤنا الفلسطينيون واللبنانيون من مختلف أشكال الغنف والاضطهاد”.
80 عملاً مسرحياً
أشرفت على اختيار العروض المسرحية، لجنة فنية يرأسها الأكاديمي عبد المنعم شويات، ويشارك في عضويتها نضال قيقة، وصالح الفالح، وغازي الزغباني، وعماد المي، ونرجس بن عمار.
وقع الاختيار على 80 عملاً مسرحياً من تونس وجنوب الصحراء الأفريقية وبلدان عربية عدّة، فضلاً عن أوروبا وأميركا اللاتينية.
وقال مقرّر اللجنة والمسؤول عن البرمجة سيف الدين الفرشيشي: “من بين هذه العروض سيكون هناك 12 عملاً فقط في المسابقة الرسمية للمهرجان، منها عملين من تونس، وهما “البخّارة” للمخرج الصادق الطرابلسي، و”رقصة سماء” للمخرج الطاهر عيسى بالعربي.
كما تشمل العروض، العمل المسرحي “العاشق” من فلسطين للمخرج نبيل عازر، ومسرحية “اثنين بالليل” من لبنان للمخرج سامر حنّا، و”بيت أبو عبد الله” للمخرج العراقي أنس عبد الصمد، و”منطقة حرة” من دولة البنين، و”طبيب بعد الموت” من السنغال، و”لعبة النهاية” من مصر، و”بين قلبين” من قطر، و”يا طالعين على الجبل” من الأردن، و”لافيكتوريا” من المغرب الأقصى، و”كيف نسامحنا” من دولة الإمارات.
عروض دولية موازية
وأوضح محمد العرقي، بأنه سيتم تقديم عروض من دول عربية وأفريقية وأوروبية مختلفة، مثل مسرحية “صرخة في الظلام” من البرازيل، ومسرحية “الفراشة والخيط الأحمر” من اليابان، ومسرحية “ليزا الفقيرة” من روسيا، ومسرحيتي “فريدة ودياغو”، و”بحيرة البجع” من إسبانيا، ومسرحية “اكتمال القمر” من فرنسا، فضلاً عن مشاركات أخرى من السودان وبوركينا فاسو والكونجو وسلطنة عمان وسوريا وليبيا والجزائر ولبنان.
من جهته، أعلن المسؤول غازي الزغباني، بأن افتتاح المهرجان سيكون هذه المرّة بعرض قادم من الصين هو “عودة النجم” للمخرج ليمي بونيفاسيو، من إنتاج المعهد الدولي للمسرح وجمعية المسرح الصيني، ومجموعة “ليانغشان” للسياحة الثقافية، وأكاديمية شنغهاي للمسرح، وهو عمل مسرحي جديد قدّم عرضه الأوّل في مدينة شيشانغ في 08 نوفمبر 2024، أما عرضه العالمي الأوّل فسيكون في تونس يوم 23 نوفمبر ، في قاعة الأوبرا بمدينة الثقافة”.
لبنان وفلسطين
وأكد عماد المي المسؤول عن الندوات الفكرية: “لا يمكن تجاهل فلسطين ولبنان في هذا الحدث الثقافي، إذ يستحيل التحدث عن الفن المسرحي من دون وضعه تحت مجهر السؤال المتعلق بانسانيتنا، لذلك جاءت الندوة المركزية تحت عنوان “المسرح والإبادة والمقاومة: نحو أفق إنسي جديد”، يترأسها البروفوسور منير السعيداني”.
تشمل محاور الندوة جملة من الإشكاليات، منها “الخصوصيات الجمالية لممارسة مسرح الإبادة ومسرح المقاومة في مختلف المجتمعات وخلال الزمن الإستعماري والرأسمالي الإستهلاكي”، و”سؤال الدمار وأشكال وضعه على الركح وتحويله إلى مشهد مسرحي”، و”علاقة الفن المسرحي بعلوم الإنسان والمجتمع” التي تخوض في ذاكرات الإبادة والصناعة التاريخية الاجتماعية للهويات، و “مسرح الإبادة والمقاومة وابتداع المستقبلات الممكنة”.
سيشارك في الندوات باحثون ونقّاد من مختلف الدول العربية، وستصدر مداخلاتهم في كتاب علمي محكّم سيتم الإعلان عنه بالتوازي مع انطلاق الدورة.
في السياق ذاته من اللقاءات، ستعقد ندوة فكرية موازية تؤثثها الناقدة فوزية المزي، حول “المسرح والتكنولوجيا”، بعد أن تحوّل الفن المسرحي إلى ما يشبه الصور والأخيلة، نتيجة إفراط المخرجين في استخدام الرقمنة والتكنولوجيا.
فاضل الجعايبي
يشرف المخرج التونسي الفاضل الجعايبي على “الممثل وقرينه”، والمبدع محمد قاسمي على ورشة الكتابة المسرحية “كيف نكتب الحرب”، وبيتر بارلو على ورشة “الأداء التفاعلي”، وكريم الثليبي على موضوع “الجسد والموسيقى”. فضلاً عن الفعاليات الأخرى الممثلة في المعارض الفنية والقراءات المسرحية وحفلات تقديم الكتب.
تكريم دريد لحّام
تكرّم أيام قرطاج كعادتها كل عام، أبرز المبدعين في تونس والوطن العربي، إذ سيتم تتويج دريد لحّام من سوريا، ولمين النهدي وعيسى حراث وبشير القهواجي من تونس، كذلك ممدوح الأطرش من سوريا، وسامي الجمعان من السعودية، ومحمد المديوني وآمال البكوش ووجيهة الجندوبي ومقداد الصالحي ويحي الفايدي وفاطمة البحري ومنير بن يوسف وفرقة “عيون الكلام”.
وعبّر العديد من المسرحيين السعوديين، مثل ابراهيم الحارثي وسلطان النوة وعباس الحايك ونوح الجمعان، عن اعتزازهم بتكريم المسرحي السعودي سامي الجمعان في الدورة، الذي يعدّ أحد أكثر المواكبين للمهرجان، ومن أبرز الوجوه المسرحية في السعودية.
كما يشمل التكريم الراحلين بعنوان “لمسة وفاء”، ومن بينهم عبد المجيد جمعة، ومراد كروت، وسعدي الزيداني، وعبد الحق خمير، وعبد العزيز بلقايد حسين، ومحجوبة بن سعد، ومحمد مورالي ومختار المبروك.
أما أعضاء الهيئة المديرة فهم: نصاف بن حفصية مستشارة فنية، وعبد الحميد المنصوري مكلف بالتنسيق الإداري والمالي، وسامي الزوابي المنسّق مع سلطة الإشراف، وسيف الدين الفرشيشي المدير المسؤول عن البرمجة، ومحمد الهادي بلخير المدير التقني، وعماد المي المشرف على الندوات الفكرية، وغازي الزغباني المشرف على فعاليات الافتتاح والختام، وهالة الضبايبي ممثلة عن المسرح الوطني التونسي.