كشفت تقارير إعلامية أميركية عن منح الولايات المتحدة مهلة لـ36 دولة، بينها سوريا، قبل اتخاذ قرار بفرض قيود أو حظر سفر شامل على مواطنيها، وذلك ضمن مراجعة داخلية تقوم بها إدارة الرئيس الأميركي الحالي لمعايير الأمان والهجرة.

 

وبحسب وكالة “أسوشيتد برس”، فقد أرسلت وزارة الخارجية الأميركية مذكرة دبلوماسية خلال شهر يونيو الجاري، تطالب فيها تلك الدول بتحسين إجراءات التدقيق في وثائق السفر، وضمان تعاون فعّال مع السلطات الأميركية في إعادة المهاجرين المرحّلين. وذكرت المذكرة أن أمام هذه الدول مهلة 60 يومًا قبل اتخاذ إجراءات قد تشمل إدراجها على قائمة حظر السفر، أو فرض قيود مشددة على منح التأشيرات.

 

سوريا ضمن قائمة التحذير

المذكرة لم تُشر إلى فرض حظر فوري، كما أن سوريا لم تكن مدرجة في القائمة التنفيذية الأولى التي أعلنتها واشنطن مطلع هذا الشهر، والتي شملت 12 دولة سيُمنع مواطنوها من دخول الأراضي الأميركية بشكل كلي، و7 دول ستُفرض عليها قيود جزئية. غير أن إدراج دمشق في قائمة الدول الممنوحة “مهلة تصحيحية” أعاد الجدل حول مستقبل العلاقات السوريةالأميركية، خاصة من الناحية الأمنية والدبلوماسية.

 

وفي تعليق على هذا الملف، قال المحامي ياسر تبارة، عضو المنتدى السوري الأميركي، في حديث خاص لوكالة ستيب نيوز: “إن الحديث عن إدراج سوريا في حظر السفر يجب أن يُفهم في سياقه الإداري وليس السياسي”.

 

وأوضح تبارة أن “القائمتين اللتين تم تداولهما في الإعلام الأميركي هما لمسارين منفصلين؛ القائمة الأولى التي نُشرت رسميًا لم تشمل سوريا، أما التحذير الأخير فكان ضمن مذكرة داخلية تشمل 36 دولة أُعطيت مهلة لتحسين الإجراءات، وهذا أمر إداري روتيني”.

 

وأضاف: “لا أرى أن في ذلك تغيرًا جوهريًا في السياسة الأميركية تجاه سوريا، فالعلاقات قائمة على شروط معروفة لم تتبدل منذ سنوات، منها ما يتعلق بإعادة فتح السفارة، ورفع مستوى التمثيل الدبلوماسي، وتخفيف العقوبات”.

 

ولفت تبارة إلى أن الإدارة السورية تعاملت مع بعض الشروط الأميركية بشكل جاد، “لكن الحديث عن الحظر أو التوتر في العلاقات هو قراءة مبالغ فيها في هذه المرحلة”.

 

إدارة المتابعة والتقييم

ووفق المذكرة الأميركية، فإن الدول المعنية، ومن ضمنها سوريا، مطالبة بإظهار “تحسن ملموس” في مجالات أمن الحدود، وتبادل البيانات البيومترية مع الجانب الأميركي، وتعاون أوسع في قضايا ترحيل المهاجرين. وتشير المصادر إلى أن واشنطن ستُجري تقييمًا شاملًا بعد انقضاء المهلة في أغسطس المقبل، قبل أن تُتخذ أي إجراءات رسمية.

 

ضغوط إجرائية وليست سياسية

ويرى مراقبون أن التحرك الأميركي يأتي ضمن سلسلة مراجعات دورية تقوم بها الإدارات المتعاقبة، ولا يعكس بالضرورة تصعيدًا مباشرًا تجاه الدول المشمولة، بل محاولة لتحسين التعاون الأمني وتحديث أنظمة الهجرة.

ويقول تبارة: ” إذا تناولنا موضوع “شروط استمرار أو تحسين العلاقات السوريةالأميركية”، فهذا موضوع أكبر وله تبعات كثيرة، لا تقتصر فقط على مسألة إدراج سوريا على قائمة حظر السفر، بل تشمل أمورًا مثل إعادة افتتاح السفارة السورية في واشنطن، ورفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بين البلدين، والبدء بتفكيك الإجراءات والعقوبات بشكل نهائي وتدريجي”.

ويضيف: ” كل هذه الأمور مرتبطة بشروط كانت قد وُضعت منذ اليوم الأول، ولم تتغير فعليًا. بعض هذه الشروط تم العمل عليها بجدية من قبل الإدارة السورية، وبعضها الآخر يبدو أنه سيتم العمل عليه لاحقًا، على الأقل حسب تصريحات الجانب السوري، والتي تقول إنهم يعملون على هذه المطالب ليس فقط لأنها شروط أميركية، بل لأنها مطالب أساسية للشعب السوري”.

ويؤكد أن هذه هي الطريقة التي يجب أن نقرأ بها مثل هذه التحديثات، لا كنوع من الضغوط أو توتر في العلاقات أو تغيّر مفاجئ، لأن الوقت لم يكن كافيًا لنقول إن هناك تغييرًا حصل، لا من جهة الإدارة السورية ولا من جهة الإدارة الأميركية.

 

تطورات العلاقات السورية الأمريكية

وفي منشور له على منصة x رحّب المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك بعودة الشركات السّورية الأمريكية واستئناف نشاطها في سوريا، وذلك بعد رفع العقوبات الاقتصادية.

 

وقال باراك: “إنّ إعادة بناء البنية التحتية للاتصالات في سوريا أمرٌ بالغ الأهمية لمساعدة جميع السّوريين على الاستفادة من تجديد وإحياء ثقافتهم التاريخية”.

 

كما أعرب باراك عن سعادته بلقاء فريق من شركة “تيكور نيتوركس” الأمريكية المتخصصة في حلول بنية الشبكات اللاسلكية المتطورة، والتي أسسها رجل الأعمال السوري الأصل جهاد سلقيني.

 

يذكر أن الولايات المتحدة عيّنت باراك مندوباً لها إلى الملف السوري، بعد إعادة تقييم العلاقات بين البلدين ورفع العقوبات عن سوريا.

 

وبينما تضع واشنطن سوريا ضمن قائمة دول مطالبة بتحسين إجراءات السفر خلال مهلة مؤقتة، تؤكد تصريحات ياسر تبارة أن ما يجري “لا يعني حظرًا وشيكًا أو تصعيدًا”، بل إجراءات تقييمية قد تفضي إلى تقارب أو تصعيد بناءً على الرد السوري الرسمي خلال الأسابيع المقبلة.

مهلة أمريكية لسوريا و35 دولة أخرى قبل حظر سفر مواطنيها.. هل هي ضغوط سياسية أم إدارية؟

المصدر: وكالة ستيب الاخبارية

شاركها.