قالت روسيا لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، الجمعة، إن وقف إطلاق النار “ليس كافياً” لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من 3 سنوات في أوكرانيا، فيما اعتبرت كييف، أن هذا الموقف الروسي “صفعة لكل من يدعو للسلام” ومنهم أوكرانيا والولايات المتحدة والدول الأوروبية.

وأعرب المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، عن استعداد بلاده لـ”مواصلة وتصعيد العمليات العسكرية في أوكرانيا طالما دعت الحاجة”.

وأضاف الدبلوماسي الروسي خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي: “يمكن تحقيق أهداف عمليتنا الخاصة سلمياً وعسكرياً”، لافتاً إلى أن “روسيا مستعدة مبدئياً لدراسة إمكانية وقف إطلاق النار في أوكرانيا، لكن الأمر يتطلب خطوات متبادلة من كييف”.

وأشار إلى أنه “من حيث المبدأ، نحن مستعدون لدراسة إمكانية تحقيق وقف لإطلاق النار، ما سيسمح لنا لاحقاً بالتوصل إلى حل مستدام للأسباب الجذرية للصراع. لكن لتحقيق ذلك، يجب أن نرى خطوات متبادلة من الجانب الآخر”.

وأردف: “خلال مدة الهدنة، على الأقل، من الضروري أن تتوقف الدول الغربية عن إمداد نظام كييف بالأسلحة، وأن تتوقف أوكرانيا عن التعبئة”.

“صفعة روسية”

ورداً على هذا الموقف الروسي، قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيا، إنه “في الوقت الذي يصر فيه العالم بأسره على ضرورة وقف القتل فوراً، والانخراط في دبلوماسية ذات مغزى، تستخدم روسيا أعلى المنابر لنشر مثل هذا الخطاب العدائي”.

واعتبر سيبيا على منصة “إكس”، أن “هذه صفعة روسية في وجه كل من يدعو إلى السلام، ليس فقط أوكرانيا، بل أيضاً الولايات المتحدة والدول الأوروبية، والصين، والبرازيل، وغيرها”.

ويرى الوزير الأوكراني، أن هذه التصريحات الروسية “التي تقوض عملية السلام، نصر على ضرورة زيادة الضغط على موسكو منذ الآن”.

من جهته، انتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، روسيا قائلاً إنها تبذل قصارى جهدها لضمان ألا يفضي الاجتماع القادم بين البلدين في إسطنبول إلى أي نتائج.

وقال زيلينسكي عبر منصة “إكس” بعد اجتماعه مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في كييف، إن روسيا لم تسلم أوكرانيا حتى الآن “مذكرة التفاهم” الخاصة برؤيتها لوقف إطلاق النار استعداداً للاجتماع المقبل في الثاني من يونيو.

وأضاف: “كي يتوج الاجتماع بالنجاح يجب أن يكون جدول الأعمال واضحاً، ويتم الاستعداد للمفاوضات بشكل جيد، للأسف تبذل روسيا كل ما في وسعها لضمان عدم الخروج بنتائج من الاجتماع المقبل”.

وشدد وزير الخارجية الأوكراني، على أن بلاده مستعدة لوقف إطلاق النار، لكن “يجب على روسيا الموافقة على وقف إطلاق نار كامل وغير مشروط”، موضحاً أنه ناقش مع نظيره التركي الخطوات التالية لإنهاء الحرب، وإن فيدان أطلعه على نتائج اجتماعاته في موسكو.

وجدد وزير الخارجية الأوكراني دعوته لزيادة “الضغط الدولي على موسكو طالما أنها ترفض وقف إطلاق النار”.

تبادل اتهامات

وتبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات بالمماطلة في التوجه نحو الجولة الثانية من محادثات وقف إطلاق النار المباشرة، التي تدعمها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وحثت الولايات المتحدة روسيا على مواصلة محادثات السلام، وأكدت استعدادها لإبقاء مسألة انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو” خارج جدول أعمال المفاوضات، بناء على أحد مطالب موسكو، بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال”.

وقال المبعوث الأميركي لأوكرانيا كيث كيلوج، إن ترمب “محبط” من الضربات الروسية على المدن الأوكرانية، ومن تأخر موسكو في تقديم “مذكرة التفاهم” التي من المتوقع أن تسرد فيها شروطها لإنهاء الحرب.

وسبق أن اقترحت روسيا جولة جديدة من المحادثات مع أوكرانيا في إسطنبول في 2 يونيو المقبل، وقال الكرملين، الجمعة، إن الوفد الروسي في طريقه بالفعل إلى المدينة التركية، فيما تصر كييف على ضرورة تقدم موسكو المذكرة قبل أي اجتماع.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين، إن “موسكو تتوقع مناقشة مسودتي المذكرتين الروسية والأوكرانية، خلال الجولة الثانية من المفاوضات في إسطنبول”، مؤكداً أنه “لن يتم الإعلان عن تفاصيل مسودة المذكرة الروسية بشأن التسوية الأوكرانية”.

شاركها.