أعلنت الخارجية الأميركية، الثلاثاء، أن الوزير ماركو روبيو، ونظيره الروسي سيرجي لافروف، اتفقا خلال “محادثات الرياض” على تشكيل آلية تشاور لمعالجة القضايا الخلافية التي تشهدها العلاقات الثنائية، بهدف اتخاذ الخطوات اللازمة لتطبيع عمل البعثات الدبلوماسية، مع تعيين فرق رفيعة المستوى للبدء في العمل على مسار لإنهاء الصراع في أوكرانيا في أقرب وقت ممكن بطريقة دائمة ومستدامة ومقبولة من جميع الأطراف، فيما وصفت روسيا المحادثات مع الولايات المتحدة بـ”الجادة والناجحة”.
واختتمت في الرياض، المحادثات غير المسبوقة والتي استمرت نحو 4 ساعات، الثلاثاء، وبحسب كبير مساعدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوري أوشاكوف، فإن المباحثات “سارت على ما يرام”.
وذكرت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، تامي بروس، في بيان، أن الأطراف المشاركة في المباحثات الأولى من نوعها، تعهدت بالاستمرار في الانخراط في الاتصالات الثنائية لضمان تقدم العملية في الوقت المناسب وبطريقة منتجة، مشددة على أن “مكالمة هاتفية واحدة تليها اجتماع واحد لا تكفي لإرساء السلام الدائم، ويجب أن نتخذ إجراءات، واليوم اتخذنا خطوة مهمة إلى الأمام”، في إشارة إلى الاتصال الهاتفي بين ترمب وبوتين قبل انعقاد تلك المحادثات.
كما جرى الاتفاق على “وضع الأساس للتعاون المستقبلي في الأمور ذات الاهتمام الجيوسياسي المتبادل والفرص الاقتصادية والاستثمارية التاريخية التي ستظهر من نهاية ناجحة للصراع في أوكرانيا”.
وشددت الخارجية الأميركية على ضرورة إرساء الأساس للتعاون المستقبلي في المسائل ذات الاهتمام الجيوسياسي المتبادل والفرص الاقتصادية والاستثمارية التاريخية التي ستنشأ عن نهاية ناجحة للصراع في أوكرانيا.
وذكر البيان، أن “الرئيس ترمب يريد وقف الحرب، والولايات المتحدة تريد السلام وتستخدم قوتها في العالم لجمع البلدان معاً”، مشدداً على أن “الرئيس ترمب هو الزعيم الوحيد في العالم الذي يمكنه إقناع أوكرانيا وروسيا بالموافقة على ذلك”.
روسيا: محادثات جيدة ومثمرة
وكان مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، قال إن المحادثات الروسية الأميركية في العاصمة السعودية الرياض “سارت بشكل جيد” وكانت “نقاشاً جاداً بشأن جميع القضايا”، حسبما نقلت وكالتي “تاس” و”رويترز”.
وأضاف أوشاكوف، أن الجانبين اتفقا على أن يتحدث المفاوضون بشأن أوكرانيا، وناقشا بإيجاز الشروط اللازمة لقمة بوتن وترمب، رغم أنه أشار إلى أنه من غير المرجح أن تعقد الأسبوع المقبل.
واعتبر أنه من الصعب تحديد تاريخ معين لعقد لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الأميركي دونالد ترمب.
وقال، في ختام المحادثات الروسية الأميركية التي تستضيفها السعودية، إن روسيا والولايات المتحدة اتفقتا على مراعاة مصالح بعضهما البعض، مشيراً إلى أن الوفدين أجريا “نقاشاً جدياً للغاية بشأن كافة القضايا”، لكنه استدرك: “حتى الآن من الصعب القول إن مواقف روسيا والولايات المتحدة متقاربة، وجرى الحوار عن ذلك في الرياض”.
وأعلن أوشاكوف، أن فرقاً منفصلة من المفاوضين الروس والأميركيين ستبدأ الاتصالات بشأن أوكرانيا في الوقت المناسب، لافتاً إلى أنه “️لم يعرف بعد من سيكون ضمن الفريق التفاوضي الروسي بشأن أوكرانيا، الرئيس هو من سيقرر”.
بدوره قال رئيس صندوق الثروة السيادي الروسي والمفاوض الاقتصادي في محادثات الرياض، كيريل دميترييف لـ”رويترز”، إنه من المبكر الحديث عن تعهدات، مشيراً إلى أن الجانبين استمعا إلى بعضها البعض.
وأشار إلى أن “الوفدين الروسي والأميركي تعاملا مع بعضهما البعض باحترام، على قدم المساواة”.
وقال دميترييف، إن المحادثات الروسية الأميركية التي استضافتها السعودية، كانت إيجابية.
كما اعتبرت الخارجية الروسية، أنها ترى نية جادة لدى واشنطن لحل القضايا الثنائية، وذلك في ختام المحادثات الروسية الأميركية التي استضافتها السعودية.
لقاء ترمب وبوتين المرتقب
وقالت المتحدثة الرسمية باسم الوزارة، ماريا زاخاروفا: “نرى نية الإدارة الأميركية لمناقشة العديد من المشكلات المتراكمة في العلاقات الثنائية بجدية، كما هو الحال، على الأجندة الدولية، بما في ذلك الوضع في أوكرانيا”.
وأضافت: “الوفدان الروسي والأميركي ناقشا مجموعة كاملة من القضايا الإشكالية المتراكمة، والتفاصيل سيعلن عنها في وقت لاحق”.
وكان المتحدث باسم الرئاسة الروسية “الكرملين”، ديميتري بيسكوف أكد في إفادة صحفية، الثلاثاء، إن المحادثات الجارية في الرياض قد توفر وضوحاً بشأن لقاء محتمل بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترمب، لكن لا يوجد اتفاق حتى الآن بشأن هذه المسألة.
وقال المتحدث باسم الكرملين: “لا توجد معلومات بشأن هذه المسألة، ربما يصبح واضحاً بعد نتائج مناقشات اليوم، لكننا سنعرف عنها لاحقاً، في ختام هذا الاجتماع”.
وبدأ الوفدان الروسي والأميركي محادثاتهما في الرياض الثلاثاء. ويمثل روسيا وزير الخارجية سيرجي لافروف، ومساعد الرئيس يوري أوشاكوف، والرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار المباشر الروسي كيريل دميترييف. ويشارك في المفاوضات وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي مايك والتز، والمبعوث الخاص للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف.
