موسكو تقبل مبادرة البحر الأسود.. وكييف: وافقنا على وقف النار

أعلن الكرملين، الثلاثاء، موافقته على تنفيذ “مبادرة البحر الأسود”، التي اتفق عليها الجانبان الروسي والأميركي في محادثات الرياض، ولكنه اشترط تنفيذ عدد من الشروط لدخولها حيز التنفيذ، فيما أعلنت كييف أنها وافقت على وقف إطلاق النار.
وقال بيان الكرملين في فقرته الأولى، إنه وفقاً للاتفاق بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترمب، “اتفق الجانبان الروسي والأميركي على ضمان تنفيذ مبادرة البحر الأسود، والتي تشمل ضمان سلامة الملاحة.. وعدم استخدام القوة، ومنع استخدام السفن التجارية لأغراض عسكرية، مع تنظيم تدابير الرقابة المناسبة من خلال تفتيش هذه السفن”.
وأضاف البيان في فقرته الثانية، أن “الولايات المتحدة ستساعد في استعادة إمكانية وصول الصادرات الزراعية والأسمدة الروسية إلى السوق العالمية، وخفض تكلفة التأمين البحري، وتوسيع الوصول إلى الموانئ وأنظمة الدفع لإجراء مثل هذه المعاملات”.
وذكر البيان أن الفقرتين ستدخلان حيز التنفيذ بعد “رفع القيود المفروضة على معاملات تمويل التجارة، ورفع القيود الجزائية عن الشركات الروسية المنتجة والمصدرة للأغذية، بما في ذلك المنتجات السمكية والأسمدة، وكذلك رفع القيود عن عمل شركات التأمين على شحنات الأغذية”.
وأشار البيان أيضاً إلى “رفع القيود المفروضة على خدمة السفن في الموانئ والعقوبات المفروضة على السفن التي تحمل العلم الروسي، والتي تشارك في تجارة المنتجات الغذائية”، و”رفع القيود المفروضة على توريد الآلات الزراعية إلى الاتحاد الروسي، فضلاً عن السلع الأخرى المستخدمة في إنتاج الأغذية”.
وأضاف بيان الكرملين في فقرته الثالثة أن “روسيا والولايات المتحدة اتفقتا على وضع تدابير لتنفيذ الاتفاقيات بين رئيسي البلدين بشأن حظر الضربات على منشآت الطاقة في روسيا وأوكرانيا لمدة 30 يوماً، اعتباراً من 18 مارس الجاري، مع إمكانية تمديد الاتفاق والانسحاب منه في حالة عدم امتثال أحد الطرفين لها”.
أما الفقرة الرابعة من بيان الكرملين، فتشير إلى أن “روسيا والولايات المتحدة ترحبان بالمساعي الحميدة التي تبذلها الدول الثالثة بهدف دعم تنفيذ الاتفاقيات في قطاعي الطاقة والنقل البحري”.
وأكد البيان الروسي في فقرته الخامسة أن موسكو وواشنطن “ستواصلان العمل لتحقيق سلام قوي ودائم”.
“الاتفاق يسري فوراً بعد الإعلان الأميركي”
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، إن وقف إطلاق النار المتفق عليه “سيسري على الفور في أعقاب الإعلان الأميركي”، فيما أعلن وزير الدفاع الأوكراني رستم عميروف أن كييف “توافق على اتفاقيتين لوقف إطلاق النار مع روسيا”.
وكانت الولايات المتحدة أعلنت في وقت سابق أنها أبرمت اتفاقين منفصلين مع كييف وموسكو لضمان الملاحة الآمنة في البحر الأسود، وتنفيذ حظر على توجيه ضربات لمنشآت الطاقة في البلدين.
واعتبر زيلينسكي، في التصريحات التي أوردتها “رويترز”، أن الاتفاق لا يحدد الإجراءات الواجب اتخاذها إذا خرقت روسيا وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن كييف ستتوجه مباشرة إلى أميركا في هذه الحالة.
وأضاف زيلينسكي أنه “سيطلب أسلحة من ترمب وفرض عقوبات جديدة على روسيا، إذا خرقت وقف إطلاق النار”.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة “عرضت إطاراً أشمل لاتفاق المعادن”، مبيناً أن أوكرانيا “لم تدرس العرض بعد، لكنه لن يشمل محطات طاقة نووية”.
ولكن زيلينسكي اعتبر أن “تسهيل الولايات المتحدة لصادرات روسيا الزراعية بمثابة إضعاف للعقوبات”.
بدوره كتب وزير الدفاع الأوكراني عميروف على منصة “إكس” قائلاً: “اتفقت جميع الأطراف على ضمان ملاحة آمنة، ونبذ استخدام القوة، ومنع استخدام السفن التجارية لأغراض عسكرية في البحر الأسود”.
لكنه قال إن كييف “ستعتبر أي تحرك للقطع البحرية الروسية خارج شرق البحر الأسود انتهاكاً لروح الاتفاقات”، وأنه في مثل هذه الحالة، “سيكون لها الحق في الدفاع عن النفس”.
وأضاف عميروف: “اتفقت جميع الأطراف على وضع تدابير لتنفيذ اتفاق الرؤساء لحظر توجيه ضربات ضد منشآت الطاقة في أوكرانيا وروسيا”.