درعا – محجوب الحشيش

شهدت محافظة درعا جنوبي سوريا انخفاضًا ملحوظًا في إنتاج ثمار الزيتون، وقدّرت مديرية زراعة درعا، في تصريح ل، إنتاج المحافظة هذا الموسم بنحو 17 ألف طن، مقابل 29 ألف طن من الزيتون الموسم السابق.

تدني الإنتاج أرجعه رئيس دائرة الاقتصاد والتخطيط الزراعي في مديرية زراعة درعا، حسن الأحمد، إلى قلة الأمطار وجفاف مصادر الري والمعاومة.

وقال إن عدد أشجار الزيتون في محافظة درعا يصل إلى 3.140 مليون شجرة منها 2.826 مليون شجرة مثمرة.

وانعكس انخفاض كميات إنتاج الزيتون على أسعار الزيت التي شهدت ارتفاعًا مقارنة بالموسم الماضي.

تراجع “غير مسبوق”

المزارع يحيى الحشيش، لديه مزرعة زيتون تبلغ مساحتها 60 دونمًا (الدونم الواحد يساوي 1000 متر مربع)، قال إن إنتاجها وصل إلى طنين اثنين فقط، مقارنة بإنتاج الموسم الماضي الذي بلغ 30 طنًا.

وقال يحيى ل، إنه لم يتمكن من سقاية محصوله بعد جفاف البئر التي كان يروي محصوله منها، كذلك لم تخزّن الأرض رطوبة خلال فصل الشتاء الماضي، ما أدى إلى ضمور الثمار وتساقط معظمها.

كما شهدت المنطقة، في أيار الماضي، موجة حر أدت إلى تساقط معظم أزهار الزيتون قبل اكتمال تشكلها.

خالد المصري، لديه مزرعة زيتون في بلدة عتمان شمالي مدينة درعا مساحتها 20 دونمًا، قال إن إنتاج موسمه لم يتعدّ طنًا واحدًا فقط.

وأضاف خالد أنه أهمل محصوله ولم يتمكن من سقايته، إذ يحتاج المحصول إلى ثلاث ريات على الأقل خلال فصل الصيف، وكذلك يحتاج إلى حراثة مستمرة من أجل المحافظة على الرطوبة.

وأشار إلى أن إنتاجية الموسم لا تكفي مؤونة أسرته وأسر إخوته (شركاؤه في المحصول) من الزيت.

وشهدت معظم آبار الري في درعا تراجعًا في منسوب المياه وجفاف بعضها.

كما جفت كل من ينابيع المزيريب وتل شهاب وعيون العبد وزيزون ومعظم سدود تخزين المياه في درعا، ما أدى إلى حرمان المزارعين من الاستفادة من هذه المياه لسقاية أراضيهم ومنها الزيتون.

عبد الرحمن الخلف، من مزارعي بلدة تل شهاب، ولديه خمسة دونمات من الزيتون، قال إن إنتاجية الزيت لا تغطي تكاليف الجني وتكاليف سقاية المحصول والأسمدة وحراثة الأرض.

وأضاف أنه رغم تدني الإنتاج، استمر في العناية بمحصوله، إذ اعتاد المزارعون على ما يعرف بـ”المعاومة”، وهي أن محصول الزيتون يحمل عامًا ويكون حمله أقل في العام التالي، إلا أن المحصول هذا الموسم تراجع بنحو الثلثين، وهي نسبة غير مسبوقة.

جفاف في المنطقة

ظاهرة تراجع الإنتاج حالة عامة في منطقة حوض المتوسط، وليس في سوريا فقط، بحسب ما ذكره المهندس الزراعي كمال الزعبي، ل.

وأرجع السبب الرئيس إلى الجفاف الذي ضرب المنطقة، إذ لم تشهد سقوط كميات كافية من الأمطار.

وقال إن المحاصيل التي تمكن مزارعوها من سقايتها هي في حال أفضل من المحاصيل التي لم تُسق هذا الموسم، فمحصول الزيتون اقتصادي في استهلاك مياه الري إلا أنه بحاجة لثلاث ريات على الأقل خلال فترة المحصول.

وحول “المعاومة”، قال الزعبي، إن من الطبيعي أن تشهد معظم أصناف الزيتون حملًا زائدًا في عام وتراجعًا في عام آخر، ولكن بحدود تناقص يصل إلى ثلث الإنتاج فقط.

وشهدت عموم المناطق في سوريا جفافًا هذا العام، مما أدى إلى تراجع في المزروعات التي تعتمد على الأمطار بشكل خاص.

سعر الزيت مرتفع

عبد الحميد النابلسي، صاحب معصرة في ريف درعا الغربي، قال إن أسعار زيت الزيتون شهدت ارتفاعًا هذا الموسم.

ووصل سعر التنكة (16 ليترًا) في هذا الموسم إلى 100 دولار أمريكي، في حين لم يتجاوز 75 دولارًا خلال الموسم الماضي، وتراجع إلى 50 دولارًا بعد نهاية الموسم في كانون الثاني الماضي.

وأضاف عبد الحميد أن معظم المزارعين يرفضون البيع، وبعضهم يبيع بكميات قليلة، على عكس السنوات الماضية، إذ كان المزارعون يرغبون بالبيع مباشرة إلى المعصرة.

ومن بين أربعة خطوط إنتاج، يشغل عبد الحميد خط إنتاج واحدًا فقط في معصرته، في حين كان يشغل الخطوط الأربعة، وشهدت معصرته ازدحامًا في المواسم الماضية.

وقال إنه لم يشهد تراجعًا في الإنتاج كهذا الموسم منذ 20 عامًا، وهي بداية عمله في عصر الزيتون.

المصدر: عنب بلدي

شاركها.