شهد موسم حج 2025 (1446 هـ) تحولاً تاريخياً في تنظيم أحد أكبر التجمعات الدينية العالمية، حيث تميز بتعزيز الإجراءات الأمنية والصحية واللوجستية لمواجهة تحديات بارزة، أبرزها الارتفاع القياسي في درجات الحرارة وتدفق أعداد هائلة من الحجاج. يُعد هذا الموسم الأخير الذي يقام في فصل الصيف قبل أن ينتقل إلى فصول أكثر اعتدالاً خلال الـ25 عاماً القادمة .

 الإحصائيات الرئيسية

عدد الحجاج: تجاوز 1.6 مليون حاج من 171 جنسية، منهم 1.47 مليون من الخارج عبر أكثر من 10,000 رحلة جوية .  

الدول المشاركة: قدِم الحجاج من 71 دولة، أبرزها إندونيسيا (بفائض قوائم انتظار تجاوز 5.4 مليون) وباكستان وبنغلاديش (التي لم تستملء حصتها البالغة 127 ألف تأشيرة) .  

البنية التحتية:  

  النقل: تشغيل 3,000 رحلة جوية عبر 62 ناقلاً جوياً، وزيادة رحلات قطار الحرمين بنسبة 75% .  

  الخدمات: توفير 400 عربة كهربائية و10,000 عربة يدوية و210 بوابات ذكية في المسجد الحرام .  

 التحديات الاقتصادية والتمويل

ارتفاع التكاليف: تراوحت تكلفة الحج بين 4,000 20,000 دولار، مما شكل عائقاً لشرائح واسعة، خاصة في دول مثل بنغلاديش حيث قلص ارتفاع الأسعار الإقبال على الحج .  

حلول تمويلية:  

  أنظمة التقسيط: تبنت باكستان دفع الرسوم على 3 أقسام، بينما طبقت السعودية نظاماً مماثلاً للحجاج المحليين (20% عند الحجز، 40% في رمضان، 40% لاحقاً) .  

الأثر الاقتصادي: يُدر الحج مليارات الدولارات سنوياً عبر قطاعات النقل والإقامة والخدمات الصحية، لكنه واجه ضغوطاً بسبب التضخم العالمي وتدهور العملات .  

 التحديات المناخية والاستجابة

درجات الحرارة: سجلت 46°م في عرفات، و45°م في منى ومكة، مما زاد مخاطر الإجهاد الحراري .  

الإجراءات الوقائية:  

  نشر أنظمة رش المياه والمظلات الواقية في المشاعر المقدسة.  

  توزيع مجموعات طبية وتوعوية، وحملات رش المياه بواسطة الكشافة  

  تحذيرات صحية بعدم التعرض للشمس بين 10 صباحاً و4 عصراً .  

 الإجراءات الأمنية والتنظيمية

مكافحة الحج غير النظامي:  

  إعادة 75,943 مخالفاً، وضبط 252 حملة حج وهمية، وإعادة 109,632 مركبة مخالفة .  

  فرض غرامات تصل إلى 20,000 ريال (5,330 دولاراً) لدخول مكة دون تأشيرة .  

الجاهزية التكنولوجية:  

  تغطية شبكات الجيل الرابع والخامس تجاوزت 99% في مكة والمدينة .  

  تركيب 10,000 نقطة واي فاي في المشاعر المقدسة .  

الإنجازات الخدمية والصحية

الرعاية الصحية: لم تُسجل وفيات أو حوادث كبرى بفضل التخطيط المسبق والفرق الطبية المنتشرة .  

إدارة الحشود:  

  طاقة استيعابية قياسية: استيعاب 107,000 طائف/ساعة في المسجد الحرام، و118,000 ساعٍ/ساعة في السعي بين الصفا والمروة .  

  منشأة الجمرات: صُممت كـ”تحفة معمارية” لتنظيم تدفق الحجاج .  

خدمات زمزم: تقييد نقل العبوات بـ5 لترات لكل حاج فقط، مع منع الأمتعة الإضافية .  

 التحول التاريخي: آخر حج صيفي

الانتقال إلى فصول أكثر اعتدالاً: بعد 25 عاماً، سيقام الحج خلال:  

  8 مواسم في الربيع← ثم 8 مواسم في الشتاء ← ثم الانتقال إلى الخريف  

الأثر المتوقع: سيقلل هذا التحول من الضغط المناخي ويرفع كفاءة الخدمات. 

التقييم الختامي: نجاح بلا حوادث

أعلنت السعودية نجاح الموسم “أمنياً وصحياً وخدمياً”، واعتُبر “حج بلا حوادث” حسب وصف مستخدمي الشبكات الاجتماعية . ورغم التحديات، حقق الموسم:  

التكامل بين التخطيط البشري والتقني: عبر استخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة الحشود والاتصالات.  

التعاون الدولي: توسيع مبادرة “طريق مكة” لـ8 دول عبر 12 محطة   

الاستدامة: بدء الاستعدادات للموسم القادم فور اختتام المناسك .   

مثّل حج 2025 علامة فارقة في تاريخ تنظيم المناسك، حيث جمع بين الابتكار التكنولوجي والمرونة في مواجهة التحديات الاقتصادية والمناخية. انتقال مواسم الحج المستقبلية إلى فصول أكثر اعتدالاً يفتح آفاقاً لتحسين تجربة الحجاج وتعزيز السلامة، مع الحفاظ على مكانة هذا الموسم كأحد أركان الإسلام الخمسة في عالم متغير.

المصدر: وكالة ستيب الاخبارية

شاركها.